قال خبير التنمية البشرية الشيخ د.عبدالله المقابي إن من يفترض فيهم نشر الوعي بين أفراد المجتمع وتعليم الناس المفاهيم الدينيـة والواجبــات الوطنيــة والحقـوق الإنسانية هم من يديرون عمليات التخريب ويقومون بالتحريض للمزيد من عمليات الإرهاب وتخويف الناس وترهيبهم لصالح توثيق الأحداث وفبركتها ونشرها في الخارج وتشويه سمعة البحرين وشعبها.
وأضاف الشيخ د.عبدالله المقابي «يتعذر على الواقع فهم محاور أفراد حددت واقعها انتقالاً من رسم الدين وبناء المجتمع إلى امتهان التحريض والعمل المخالف للقانون وفتح أبواب الفتن بشتى طرقها، متبنين ساحات الصراع مفوهين في نشر الخراب والدمار وعازمين على قلب نظام الحكم كما بدأت تيارات منذ مطلع أحداث 14 فبراير 2011».
مخالفات صريحة
وأشار المقابي إلى أن منهج المجلس المخالف يعتمد على العسكرة العلمائية وهو منهج يختص بالعسكريين في بلاد فارس والذي يعتمد على نقل شعور الحس الوطني إلى انتماء شخصي لصالح القائد، وتعتمد مواكبة التبعية للقائد على فرض الرأي والتصلب فيه وحرمة العصيان له ومشروعية تفويض الناس لصالحه، وإقامة الفتوى التي تناسب الانتماء الشخصي بعيداً عن الوطنية باسم حب الوطن. وأضاف «لا يجد المتبع حضوراً لقائده إلا في المناسبات المهمة وتبقى التعليمات مستمرة من قياديي المجموعات والدعم المالي المناسب لعمل المكائد المتواصلة وزرع الفتن للحضور الإعلامي ومنها إصدار البيانات، ومهمة المنهج العسكري إخضاع الناس تحت وطأة الفتوى الجبرية والانتماء للشخصيات لا الوطن».
بيانات مفبركة
وأوضح المقابي أن بيانات تخرج في كل مناسبة وبلا مناسبة تبدأ بالشكر وتنتهي بالدعوة للفتن والتحريض لارتكاب المآثم وتتهم النظام بالإجرام علناً وبالظلم جهاراً وكأننا في دولة بوليسية ناسين أن الحرية التي لديهم هي التي سمحت لهم بامتهان تلك البيانات وبيعها على منظمات الخارج، يحللون ما يحرمه الله ويحرمون ما يحلله جل وعلا، مخالفين بذلك نصوص القانون ومتخذين من المعارضين الراديكاليين وساطة معهم وبينهم وبين منظمات غربية وهم من يدعي التدين ويتلبس بلباس الدين، مقالهم حرية وسبهم عدالة ومقاطعاتهم نزاهة، والرد عليهم ظلم وبلطجة وخيانة، يمارسون الاضطهاد الطائفي ويقومون بتزوير الواقع ونشر المخالفات ووجودهم بالأصل مخالف، وبعد كل ذلك لا حق فيما يتخذه القانون معهم ولا عبرة للشرعية ولا القانونية ولا مكان للنظام في وجودهم، والغريب بزعمهم لا حرية لنا وهم يقيمون كل ما لا يمكنهم القيام بواحد منه في أكبر الدول عراقة في الديمقراطية المزعومة لديهم.
التعاقد مع مؤسسات دينية خارج الوطن
وقال إن الإطار الرسمي الداخلي لم يعد ملاذاً لمن يتوهم سقوط النظام، وهم لا يزالون يحلمون منذ أربع سنوات بأن النظام زائل وأنهم من سيحكمون في النهاية، مستمدين من ثورة إيران وقوداً ومنهج الولي الفقيه نبراساً يضيء لهم الطريق، والمفاجأة المبهرة أن الداعين لجمهورية هم أنفسهم الداعمون للمجلس المخالف ما يكشف أن المجلس كان يستخدم تلك المجموعة في مهمة الإسقاط، وبعد أن فشل في هذه المهمة وانكشفت أدوارهم وانفلت مجموعاتهم، قام المجلس المخالف بالتعاون مع منظمات وهيئات خارج البحرين لدعم نفس المنهج والموقف.
والجدير بالذكر انتهاء مرحلة السرية إلى مرحلة العلنية وتمكن مجموعة من الخروج خارج البحرين للمهمة المذكورة، وستنكشف بعد شهر عمليات مرتبطة بالمجموعة الداعمة لموقف المجلس المخالف، ومنها عمليات تمت بالفعل ابتداء من إرسال رسائل مباشرة للدول المشاركة في مؤتمر الحضارات المقام في البحرين مطلع شهر مايو الحالي، وقامت مجموعة بالمراسلة مع المجموعات المشاركة ودولها بضرورة مقاطعة المؤتمر الذي لا يشكل توجه الشعب بزعمهم، ولم ينجح النداء الأول ما دعا بالمجموعة الخارجية التوجه لزيارات خاصة للوفود قبل وصولها البحرين، ولم تكن الاستجابة بالمستوى المطلوب ما حدا بالمجموعات الضغط على ذوي المشاركين ونشر بيانات استنكار من الخارج للمشاركين في المملكة.
وأشار إلى أنه بنفس المهمة قامت المجموعة الداخلية بحصر المشاركين وأخذ عناوين سكنهم والتوجه لمن تمكنوا من التوجه لهم والطلب منهم بزيارات شخصية لداخل القرى والمساجد المهدومة بزعمهم والقيود الدينية المفروضة عليهم والتمييز الطائفي المزعوم، ما دعا لمجموعات بمقاطعة المؤتمر وهم في المملكة وباستضافتها، ولم يتسنَ لهم كسب عدد في المؤتمر إلا أنهم شوهوا سمعة البحرين من الداخل وبأيام أعمال المؤتمر المنعقد بواقع ثلاثة أيام، ومع ذلك نجح المؤتمر بقوة.
وذكر أنه تمت مناشدة شيخ الأزهر بشكل متواصل بنفس الموضوع وقبل المؤتمر ، ووقت زيارته في الأشهر الماضية إلا أن وعي الشيخ العالم الكبير الشيخ محمد الطيب المقدس لم يستجب لهم لعلمه بحقائق الأمور، ولأننا كنا من مرافقيه في أول زيارة له إلى مملكة البحرين وبمحضر صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة وعدد من رجال الدين، وكشفنا الكثير من الحقائق التي لم يكن العالم يدركها ويعرف مستواها لغيابها عنهم، وتمت مطالبة الشيخ الأزهر للمرة الثانية بزيارتهم لقراهم ومحاولة تضليل الواقع والرأي العالم ولم يتمكن أحد من المجموعة التي تعمل ليل نهار لتشويه سمعة البحرين من الحصول أو الوصول لنتيجة تذكر.
وأكد المقابي أن المجلس المخالف يعتمد على نفس أساليب جمعية الوفاق التي تعمل بكل ثقلها لقلب الحقيقة وتشويه سمعة البحرين، فالثانية قامت فعلياً بتدريب كوادرها في الخارج على كيفية الحكم ووضع منتسبيها رهن الإشارة لحكومة انتقالية والأولى قامت بدعم المواقف وتوثيقها وتحليل محتواها لنقل المملكة لدولة دينية يتحكم بها أعيان ولي الفقيه فقط، ولسنا ممن يبالغ في التصورات والتطلعات للمجموعات المذكورة أو ممن ينقل ما لا وجود له، بل كل الأدلة والقرائن والمعلومات موثقة لدينا بما يكفي وكشف المزيد من الأمور الغائبة عن المجتمع، وهي رسالتنا التي حملناها منذ أول يوم بدأت به الأحداث الآثمة من نشر الوعي بين المواطنين والعمل على منهج التسامح والتعايش والوسطية، ونحن الداعمون والدائمون في مطالبة مستمرة لجميع الفئات بالتوقف عما يقومون به والنظر بعين الاعتبار للمصلحة الوطنية العليا، ونحن القائمون على اللجان الوطنية والعاملون فيها بشكل مباشر وكل ما يدعم نبذ الكراهية والكره وتقريب وجهات النظر والعمل لإنجاح الحوار وتكاتف الأيادي لاستمرار مشروع صاحب الجلالة الملك المفدى.
وقال إن الهجوم المستمر على الحكم هو أمر لا نقبله ونرفضه، والحكم على عدم شرعية حكم البحرين هو أمر لا نقبله، وإننا ندعو كل الأطياف إلى العمل الجاد لتخطي تبعات الأحداث المؤسفة والتوقف عن الاتهام والتضليل ونشر البيانات المخالفة، والعمل في أي مجموعات وفق تكوينها قانونياً واستكمال إجراءاتها تباعاً للقوانين المتبعة في مملكة البحرين، ونحرم شرعاً التعاون مع أي جهات غير شرعية أو قانونية لما يتنافى وتعاليم الدين الحنيف، وحرمة الخروج في المظاهرات والتظاهر والتجمهر وحمل السلاح والمولوتوف وحمل الحجارة لرميها على رجال الأمن واستهدافهم واستهداف الأرواح والمتاجرة بها، ونحرم التعاون مع أي جهات غربية خارجية تحمل التوجه الذي يحمله المعارضون لهذا الشعب والوطن.
وأشار إلى أن ما يسمى بالمجلس العلمائي مخالف للشريعة الإسلامية بتكوينه وهو مجلس فاقد للشرعية بنص القانون، وكل ما يخالف القانون هو مخالف للشريعة بنص الفتوى الشرعية الواضحة في حرمة اتباع ما يفرق بين الناس وهو نشر صريح للمنكر بما تحتوي أعمال المجلس من مخالفات صريحة لتوجهات الإصلاح والبناء ونشر ثقافة التعايش والتسامح، وما وقوف المجلس بادئ ذي بدء في وجه المؤتمر العالمي الناجح إلا رغبة في استمرار الوضع الحالي والتوجه المستمر لزرع الفتنة واستمرارها، وهو ما لا تقبله أعراف الدول العالمية من وجود جهات داعمة للتأجيج الطائفي والمذهبي.
وقال إن قصد المجلس المخالف وإثارته إلى التمييز الطائفي من قبل الدولة واستمرار تشويه سمعة البحرين بأنها دولة لا تمتلك مقومات الإصلاح وأنها دولة تتهض شعبها وتميز بين الشيعة والسنة هو أمر خالٍ وعارٍ عن الصحة، فمملكة البحرين سباقة في التعامل الإنساني مع جميع أطياف المجتمع ومشاربهم ومهما كانت انتماءاتهم، والاضطهاد المزعوم من المجلس المخالف هو الزيت الذي يصب على النار لمزيد من الفتن وبدء مرحلة الاقتتال، وهذا ما لا يقبله العاقل المنصف من أن مملكة البحرين سباقة في العمل الإنساني وبمعايير إنسانية عظيمة، وأن حكم وحكومة البحرين لم تكن لتميز يوماً من الأيام بين شيعي وسني ويهودي أو مسيحي، فالبحرين بلد التعددية والاختلاف ونبذ الخلاف وهي الدعوة المستمرة من القيادة بشكل عام.
وأوضــح أن استمــرار المجلس المخالف بالتجني ووصف الطائفة الشيعية بالمظلومة هي عمق العقيدة الشائعة لأصحاب الفتن المستهترين بأرواح الناس والعاملين على مصالحهم الشخصية دون الاكتراث بمصالح العامة، والمعروف أن أغلبية القياديين بل كلهم ممن يساعدون أبناءهم على النجاح والتخرج والزواج وبناء بيوتهم والتمكين في أعمالهم والمجتمع التابع الباقي دون الوصول إلى نتائج تقدم وإصلاح في وضعه، فهل يعقل لا يوجد معارض مسجون ولا ابن معارض مسجون وأبناء العامة في السجون والمستشفيات وبين قتلى وجرحى بسبب المواجهات فيما بينهم وبسبب التظليل فيهم وأخذ عقولهم لمآرب هم يريدونها.
وأضاف المقابي «نصيحتي الأبوية لكافة المجتمع البحريني بالتوقف فوراً عن التعاون مع ما يسمى بالمجلس العلمائي وأحرم شخصياً التعاون مع هذا المجلس التابع لنظام ولاية الفقيه والمصدر للثورة والمظلومية».
ودعا كافة أبناء الطائفة الشيعية «لمد اليد معي في بناء الطائفة وإعادة هيكلتها بما يتناسب وبناء الوطن والعمل معاً في كسب المنجزات للصالح العام وتحت مظلة حكم آل خليفة بما اكتسبه مذهب الشيعة من أخلاق فاضلة وعلم نافع، متعاونين مع كافة المذاهب ومتسامحين ومقيمين كطائفة مع الطوائف الأخرى المتعايشة في البحرين، وهي نصيحة قبل فوات الأوان واستمرار الأزمة الخانقة، لن يستفيد أحد من اتباع المضلل والمحرض الذي لا يريد استقرار الحال لأنه يدري أن استقرار البحرين معناه زواله».