أبرمت وزارة الإسكان اليوم الأحد اتفاقية إعداد المخططات العامة والتفصيلية لمشروع مدينة شرق سترة، وذلك بعد انتهاء الإجراءات الخاصة بإرساء المناقصة على مكتب دار الخليج للهندسة، فيما سيقوم فريق هندسي متخصص من وزارة الإسكان بالإشراف على مراحل التصميم مع المكتب الاستشاري، والإضطلاع ببعض الأدوار التنسيقية التي تتعلق بالجهات الحكومية ذات العلاقة.ويأتي توقيع اتفاقية إعداد المخططات العامة والتفصيلية لمشروع مدينة شرق سترة بعد بضعة أسابيع من توقيع اتفاقية الشروع في أعمال الدفان البحري للمدينة ذاتها بالتعاون مع شركة الجرافات البحرية الوطنية الإماراتية، والمقرر لها أن تبدأ خلال شهر يوليو المقبل، حيث تسعى الوزارة إلى السير في تنفيذ أعمال الدفان وإعداد المخططات في خط متوازي، لتشرع الوزارة بعد ذلك في تنفيذ هذه المخططات والتصاميم فور إكتمال نسب الإنجاز في دفان المدينة.ومن المقرر أن تشهد مراحل إعداد المخططات العامة والتفصيلية للمدينة، مرحلة إعداد الفكرة التخطيطية والمعمارية للمدينة، ثم مرحلة التصاميم المبدئية للوحدات والخدمات والمرافق، على أن يعقب ذلك مرحلة التصاميم التفصيلية، وتتضمن هذه المراحل الدراسات التخطيطية والمعمارية، بالإضافة إلى دراسات خدمات البنية التحتية والطرق والحركة المرورية، ويعقب مراحل الدراسات مرحلة تنفيذ المشروع على الموقع.كما ستراعي المخططات العامة والتفصيلية بحسب الاتفاقية مجموعة من المعايير، منها تطبيق مبادئ الاستدامة من الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة، وتحقيق التكامل والترابط بين الفضاءات العامة والخاصة، وتشجيع حركة المشاة بين المناطق المختلفة من خلال تأمين طرق مشاة آمنة ومناسبة، فضلاً عن تعزيز الترابط بين الأحياء السكنية المختلفة، وتوفير مساحات خضراء وحدائق عامة وخدمات اجتماعية وصحية وثقافية.وأبدى وزير الاسكان المهندس باسم بن يعقوب الحمر استعداد الوزارة التام لتقديم كافة أوجه الدعم الفني والمعلومات اللازمة للمكتب الاستشاري خلال فترة إعداد المخططات العامة والتفصيلية لمدينة شرق سترة، حتى تخرج المدينة على النحو الذي تتطلع إليه الوزارة، وبما يلبي رؤى وطموحات القيادة الرشيدة والمواطنين المرشحين للاستفادة من هذا المشروع، وعليه فقد تم الاتفاق على أن يقوم فريق هندسي متخصص من الوزارة بالإشراف على مراحل التصميم مع المكتب الاستشاري، وأن يقوم هذا الفريق ببعض الأدوار التنسيقية التي تتعلق بالجهات الحكومية ذات العلاقة.وأعرب وزير الإسكان عن سعادته ببلوغ مشروع مدينة شرق سترة هذه المراحل المتقدمة من نسب الإنجاز، مشيراً إلى أن الوزارة قطعت خطوات كبيرة نحو تنفيذ المدينة على أرض الواقع، بدأت بتوقيع اتفاقية أعمال الدفان البحري بالتعاون مع شركة الجرافات البحرية الوطنية الإماراتية، كأولى مبادرات برنامج التنمية الخليجي، وصولاً إلى ارساء مناقصة المخططات العامة والتفصيلية للمدينة، مؤكداً أن تزامن اتفاقية الدفان مع اتفاقية إعداد مخططات المدينة ينم عن عزم الوزارة تنفيذ المشروع في أسرع وقت ممكن ودون تأخير.وأكد الوزير أن وزارة الإسكان تشهد حالياً ولأول مرة سير العمل في تنفيذ 4 مدن اسكانية في آن واحد، في إشارة إلى الجهود التي تبذلها الوزارة لتوفير مشاريع السكن الاجتماعي الملائم بأسرع وقت، مردفاً أن الدعم الكبير الذي تحظى به وزارة الإسكان من لدُن القيادة الرشيدة والحكومة الموقرة، يعد بمثابة حجر الزاوية في حجم العمل الإسكاني الذي تشهده جميع محافظات المملكة، والذي يمثل طفرة حقيقية سيشعر بها المواطن بتوالي مراحل الإنجاز بها.وأضاف وزير الإسكان أن الوزارة تسعى إلى تحقيق أكبر استفادة ممكنة من مساحة الأرض المخصصة لمدينة شرق سترة، من خلال استغلال المساحات البنائية المخصصة بالمشروع لتوفير أكبر عدد ممكن من الوحدات السكنية الملائمة، والتي سيتم بناؤها وفقاً للجيل الجديد من نماذج الوحدات السكنية التي استحدثتها الوزارة لضمان جودة السكن الملائم للمواطنين المستفيدين بها، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة مراعاة المساحات الخضراء، والمساحات المخصصة لتوفير المحلات التجارية ودور العبادة والمرافق الخدمية والتعليمية والصحية، بحيث تصبح المدينة مكتفية ذاتياً بالخدمات والمرافق.ونوه وزير الإسكان إلى أن مشروع مدينة شرق سترة يعد واحداً من أبرز المشاريع الاستراتيجية التي تعول عليها وزارة الإسكان لتلبية الطلبات الاسكانية المدرجة على قوائم الانتظار بالمحافظة الوسطى، بالإضافة إلى كونها تمثل أحد الركائز الأساسية لتنفيذ التوجيه الملكي السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بشأن تنفيذ 40 ألف وحدة سكنية، مشيراً إلى أن مدينة شرق سترة إلى جانب المشاريع الأخرى المدرجة على خطط الوزارة لتلك المحافظة ما بين مشاريع تم تنفيذها وقيد التنفيذ وأخرى مستقبلية توفر ما يزيد عن 12 ألف وحدة سكنية، الأمر الذي سيلقي بأثره على سرعة تلبية الطلبات الاسكانية ولاسيما القديمة منها.وأوضح المهندس باسم الحمر أن الوزارة تسعى إلى تسريع نسب الإنجاز بهذا المشروع الاستراتيجي لتتمكن من تلبية الطلبات الاسكانية بالمحافظة الوسطى، ولاسيما التي تمتد فترات انتظارها إلى فترة التسعينيات، منوهاً إلى أن تلك الطلبات تحديداً كانت الدافع الرئيسي للقيام باستملاك وتنفيذ مشروع المجمع الإسكاني بمنطقة سترة الإسكاني الذي يستوعب ما يقارب 1000 وحدة وشقة سكنية، كأحد الحلول العاجلة لتلبية الطلبات الاسكانية القديمة بالمحافظة التي وجهت الحكومة الموقرة بضرورة الاسراع في إيجاد حلول عملية لها، على أن يتم تلبية باقي الطلبات فور الانتهاء من تنفيذ مشروع مدينة شرق سترة.وتوجه وزير الإسكان بالشكر إلى جميع الجهات الخدمية التي أبدت تعاوناً كبيراً مع الوزارة لتحقيق هذا التقدم الكبير في الملف الإسكاني، مختصاً بالشكر معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء الموقر رئيس لجنة المرافق والخدمات على دعمه وتوجيهاته المستمرة للوزارة.الجدير بالذكر أن موقع مدينة شرق سترة يعد أحد الهبات الملكية التي تفضل بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لتنفيذ مشاريع السكن الاجتماعي بالمملكة، وتبلغ المساحة الإجمالية للموقع 255 هكتاراً، ويستوعب الموقع ما يقارب 5000 إلى 6000 وحدة سكنية بالإضافة إلى عدد من المواقع الخدمية والصناعية الأخرى، ومن المتوقع أن تستغرق مدة أعمال الدفان البحري ما يقارب 30 شهراً اعتباراً من تاريخ توقيع الاتفاقية.