تبحث الاكوادور في مشاركتها الثالثة في كأس العالم لكرة القدم عن تخطي مشكلاتها الكروية المتمثلة بابتعاد بعض لاعبيها عن مستوياتهم وتكريم نجمها الراحل كريستيان بينيتيز.
تلقت الاكوادور نبأ مفجعا برحيل هدافها كريستيان بينيتيز "تشوتشو" (27 عاما) بنوبة قلبية مع فريقه الجيش القطري في تموز/يوليو الماضي بعد تسجيله خمسة اهداف في التصفيات.
بعد رحيل تشوتشو عين المدرب الكولومبي رينالدو رويدا جناح مانشستر يونايتد الانكليزي وصديق الاول انطونيو فالنسيا قائدا للمنتخب بدلا من والتر ايوفي، وعلق المدرب على ذلك قائلا: "كان فالنسيا الاقرب الى بينيتيز، مثل التوأمين، لذا فان منحه شارة القائد كان بمثابة لم شمل الفريق. تردد فالنسيا في البداية احتراما لايوفي، لكن تبين في النهاية انه التغيير الذي منحنا افضلية نفسية في الرمق الاخير (من التصفيات)".
يعيش المنتخب "لحظات حرجة" بحسب رئيس الاتحاد لويس تشيريبوغا ويعاني "مشكلات دفاعية. بالنسبة للاعبين الذين ساهموا بشكل رئيس بالتأهل، بعضهم لا يلعب والاخر مصاب. هذه مشكلة كبيرة".
فالى جانب غياب الجناح الخارق انطونيو فالنسيا عن التشكيلة الاساسية لفريقه مانشستر يونايتد الانكليزي، خاض الجناح كريستيان نوبوا (28 عاما) 25 مباراة مع دينامو موسكو الروسي وسجل 5 اهداف، وتساءل رئيس الاتحاد عن مستوى اينير فالنسيا متصدر ترتيب هدافي الدوري المكسيكي مع باتشوكا: "من الجيد معرفة سبب عدم تسجيله" ما استدعى ردا من اللاعب على موقعه عبر تويتر.
برغم كل ذلك نجحت الاكوادور بتحقيق نتيجة طيبة بتعادلها على ارض هولندا وصيفة مونديال 2010 وديا 1-1 في امستردام برغم غياب عدد من اساسيي المدرب لويس فان غال، قبل ان تواجه انكلترا اليوم الاربعاء.
عرفت الاكوادور مستويات متضاربة في تصفيات البرازيل 2014، فبرغم عدم تلقيها اي خسارة على ارضها، وفوزها على كل ضيوفها في كيتو على ارتفاع 2800 فوق سطح البحر باستثناء الارجنتين، لم ينجح منتخب "أل تريكولور" في سحب نجاحه خارج ملعبه، فلم يفز اي مرة في المجموعة الموحدة في اميركا الجنوبية وتعادل ثلاث مرات.
لكن التعادل مع الاوروغواي في مونتيفيديو كان حاسما في حجز البطاقة المونديالية المباشرة من دون اللجوء الى ملحق عالمي، بعدما تفوق بفارق الاهداف عن ضيفته التي عادت وتخطت الاردن في الملحق.
لم تنجح الاكوادور بعبور دور المجموعات عندما شاركت في اول مونديال لها في 2002 فخسرت امام ايطاليا صفر-2 والمكسيك 1-2 وفازت على كرواتيا 1-صفر في مباراتها الاخيرة عندما كانت تضم في صفوفها اوليسيس دي لا كروز وايفان هورتادو واغوستين دلغادو واديسون منديز وكارلوس تينوريو، الا ان القصة كانت مختلفة في 2006 عندما حلت وصيفة مجموعتها وراء المانيا المضيفة بفوزها على بولندا 2-صفر وكوستاريكا 3-صفر وخسارتها امام المانشافت صفر-3، لكن لسوء حظها وقعت امام انكلترا القوية وودعت الدور الثاني بشرف بفارق هدف يتيم.
يعتقد كثيرون ان فرصة الاكوادور بالتأهل الى الدور الثاني لا يمكن ان تتحقق من دون الفوز على هندوراس في مجموعة معقولة تضم ايضا فرنسا وسويسرا، لكن رويدا الذي درب هندوراس في المونديال الاخير، لا يشاطر هذا الرأي: "بعد ان ساهمت في اعادة بناء البنى التحتية للكرة الهندوراسية (ترك بعد مونديال 2010 لكن عمله ظهر في بلوغ الفريق ربع نهائي اولمبياد 2012)، اعرف انها ستكون خصمة صعبة"، علما بان الفريقين تعادلا 2-2 وديا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في مباراة طرد منها لاعب في كل فريق.
تعول الاكوادور على جناحها الطائر فالنسيا، المهاجم فيليبي كايسيدو الذي يأمل بالتعافي بعد اصابته مؤخرا في ودية هولندا والجناح الاخر جيفرسون مونتيرو، بالاضافة الى الخبيرين ايوفي والمخضرم سيغوندو كاستيو لاعب الهلال السعودي.

المدرب: رينالدو رويدا
تأثر رويدا (57 عاما) على غرار الاكوادوريين برحيل بينيتيز المفجع، لكن المدرب الذي وصفه رئيس البلاد رافايل كوريا بانه "اكوادوري اضافي" يعرف تماما ضرورة نسيان ما حدث لبينيتيز والتركيز على الدور الاول: "وفاة بينيتيز كانت ضربة كبيرة للمجموعة".
رويدا يملك شهادة في التربية البدنية وعمل كمحاضر، ولديه قدرة جيدة على مخاطبة لاعبيه على غرار مواجهة استراليا الودية في لندن في اذار/مارس الماضي عندما قلب لاعبوه تأخرهم بثلاثية نظيفة الى فوز 4-3: "تعلمنا درسا جيدا، لا يمكن دخول المباريات بهذه الطريقة، كنا في غاية السلبية. افتقدنا للقتال على الكرة".
للمرة الثانية على التوالي يشارك رويدا في كأس العالم بعد هندوراس في 2010، وعلى غرار مواطنيه هرنان داريو غوميز ولويس فرناندو سواريز، سيشرف على ابناء كيتو في الحدث العالمي.
انتُقد كثيرا لحلول الاكوادور في ذيل مجموعتها ضمن كوبا اميركا 2011، لكنه تمسك بمنصبه واعاد بناء الفريق.
لم يكن لاعبا محترفا لكن الاكوادور هي الدولة الثالثة يشرف عليها بعد كولومبيا مسقط رأسه، وهندوراس.

نجم الفريق: انطونيو فالنسيا
وصل فالنسيا، الملقب ب"القطار" او "اوساين بولت" نظرا لسرعته، الى المونديال باحثا عن هدفين: نسيان موسمه المتعثر مع مانشستر يونايتد الانكليزي وتكريم زميله في المنتخب بينيتيز.
ولد "طونيو" فالنسيا في نويفا لوخا، مدينة صغيرة في ادغال الاكوادور على مقربة من حدود كولومبيا، وسيخوض بعمر الثامنة والعشرين موندياله الثاني بعد 2006.
عندما استهل مشواره الاحترافي بعمر الخامسة عشرة، كان فالنسيا لاعبا عاديا، لكن رحيله اوروبا بعمر العشرين سمح له بالتحول جسديا وبالتعبير عن قدراته.
حمل الوان كاريبي جونيور وأل ناسيونال في بلده، قبل ان ان ينضم في 2005 الى فياريال الاسباني ثم الى مواطن الاخير ريكرياتيفو هويلفا. لكن موهبته الحقيقية ظهرت مع ويغان الانكليزي وهناك لفت انظار السير اليكس فيرغوسون الذي وصفه بانه شاب هادىء وخجول ففضل يونايتد عام 2009 على ريال مدريد بصفقة كبيرة بلغت 20 مليون يورو.
بعد رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو الى ريال مدريد الاسباني، حصل على الرقم 7 المميز فورث الدون، والايرلندي الشمالي جورج بست والفرنسي اريك كانتونا وديفيد بيكهام.
يتمتع بسرعة رهيبة اهلته لحجز مكان في تشكيلة يونايتد في السنوات الماضية، حيث تألق بانطلاقاته على الجهة اليمنى وعرضياته الخطيرة.
يقول عنه زميله في يونايتد واين روني: "هناك عدة لاعبين يمتكلون موهبة افضل مني، لكني ارغب بانطلاقة انطونيو فالنسيا اكثر من اي شيء اخر".
عرف فالنسيا في 2011 اصابة خطيرة بكاحله الايسر ابعدته 6 اشهر عن الملاعب لكنه نجح باستعادة فورمته.
لكن في الموسم المنصرم، عاش موسما فظيعا مع يونايتد انتهى باحتلاله المركز السابع في الدوري وفقدانه اللقب لجاره سيتي، فلم يتأهل للبطولات الاوروبية لاول مرة منذ 1989.
يأمل التعويض في البرازيل مع فريق حمل شارة القائد فيه في التصفيات الاخيرة.
تركت صورته متأثرا بجانب نعش صديقه بينيتيز اثرا عميقا لدى الاكوادوريين، اذ كان صديق طفولته مع فريق ديبورتيفو ال ناسيونال التابع للجيش ومنتخب تحت 20 سنة، فوضع وشما على جسده تكريما لذكراه.
كان الراحل بينيتيز يروي نكتة عن فالسيا قائلا: "اتذكر ان المدرب نصحنا مرة باكل الباستا (معكرونة) والكثير من الحديد لنحافظ على لياقتنا البدنية، لكن طونيو فهم عكس ذلك. في اميركا الجنوبية باستا تعني صلصة او معجون الاسنان. في اليوم التالي رأينا فالنسيا يقضم انبوب كولغايت".
ولدت ابنته دومينيكا خلال مشاركته في مونديال 2006، ومن اختراقاته السريعة على الجهة اليمنى وعرضياته الدقيقة يتوقع بينيتيز (8 اهداف في 60 مباراة دولية) ان يكون مصدر الاخطر الابرز مع الاكوادور الى جانب زميله مونتيرو.