كثيرا ما تتحول المباريات في كرة القدم الى معركة حربية وليست مباراة رياضية للاسف، فاحتدام المنافسة يتعلق دائما باهمية اللقب، لذلك كثيرا ما يكون الشحن النفسي سيد الموقف وهو ما يجعل اجواء اللقاء متوترة لذا ينعكس على اداء اللاعبين.

والمعارك في كرة القدم والمباريات العنيفة كثيرة ولكن الأكثر شهرة في تاريخ المونديال كانت خمس مباريات بالتحديد هي الأعنف.

1-معركة فلورينسا إيطاليا واسبانيا 1934

كان اللقاء بين الفريقين في كأس العالم 1934 ضمن مباريات الدور الربع نهائي من البطولة وكان لابد للمنتخب الإيطالي صاحب الأرض أن يفوز مع وجود موسوليني في قيادة البلاد الإيطالية وضرورة رفع الكأس للدعاية للفاشية.

وانطلق اللقاء بين الفريقين ولم يستطع الحكم البلجيكي لويس باريت السيطرة على المباراة وسط عنف الطليان مع الأسبان في مباراة تحولت إلى ساحة حرب خرج على إثرها الحارس الإسباني زامورا مصابا ومعه ثلاثة من زملائه إضافة إلى بيتزورلي نجم الاتزوري.

وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي واحد-واحد وتقام مباراة فاصله بعد 24 ساعة يحسمها الإيطالي بهدف نظيف في مباراة لم تصل لعنف المباراة الأولى.

2-معركة بوردو "البرازيل وتشيكوسلوفاكيا 1938

واجهت البرازيل تشيكوسلوفاكيا في ربع نهائي كأس العالم 1938 على ملعب مدينة بوردو في المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1.

وشهدت المباراة عنفا من الطرفين في المباراة التي شهدت قيادة تحكيمية من الحكم المجري هيرتزكا الذي فقد السيطرة على المباراة رغم طرده لثلاثة لاعبين كان اثنين منهم من المنتخب البرازيلي والثالث تشيكوسلوفاكي.

وبجانب الثلاث إقاصائات تعرض حارس المنتخب التشيكوسلوفاكي بلانيسكا إلى كسر في يده اليمني كما تعرض زميله نيجيدلي إلى كسر في قدمه بسبب العنف البرازيلي.

ورغم إصابة بلانيسكا إلا أنه أكمل المباراة بتلك الإصابة.

ومن الناحية الأخرى خرج الثنائي البرازيلي ليونيداس وبيراشيو للإصابة أيضا.

وأقيم لقاء إعادة بين الفريقين بعد 48 ساعة من التعادل لتحقق البرازيل الفوز وتعبر إلى نصف النهائي قبل الخروج من بطل تلك النسخة المنتخب الإيطالي.

3-معركة بيرن "المجر والبرازيل 1954":

التقى المنتخب المجري مع نظيرة المجري في ربع نهائي كأس العالم 1954 على ملعب بيرن السويسري وشهدت المباراة عنف وضرب متبادل من كلا الطرفين مع أجواء مطيرة وأرضية ملعب رطبة وانتهى الشوط الأول بهدفين للمجر مقابل هدف للبرازيل وفي الشوط الثاني احتسب الحكم ركلة جزاء للمجر حولها لانتوس إلى المرمى ليغضب الصحفيين والمسئولين البرازيليين ويقتحمون الملعب ويتم إخراجهم بعد تدخل الشرطة السويسرية.

واستمر العنف بين الطرفين وتقلص البرازيل الفارق عن طريق جولينهو قبل أن يسجل ساندور الرابع للمجر لتبدأ معها سلسلة من العنف المتواصل والمعارك والمشاحنات في الدقائق الأخيرة.

وتواصل العنف والضرب بين الطرفين حتى بعد انتهاء المباراة في غرف الملابس والنفق المؤدي لها بانضمام الصحفيين وجمهور الطرفين إلى المعركة في أرضية الملعب.

وقام الحكم الانجليزي أرثر إيليس في تلك المبارة بطرد ثلاثة لاعبين وتحذير أربعة "لم يكن الكارت الأصفر قد ظهر بعد" إضافة إلى ركلتي جزاء و42 خطأ في مجمل المباراة.

4-معركة سانتياغو "إيطاليا وتشيلي 1962"

التقى المنتخب الإيطالي مع تشيلي ضمن مباريات المجموعة الثانية وسط أجواء مشحونة بعد قيام الصحافة الإيطالية بإظهار عدم قدرة تشيلي في استضافة البطولة بعد زلزال حدث عام 1960.

بداية المباراة كانت عنيفة وسط تجاهل من الحكم الانجليزي كين أستون لعنف لاعبي تشيلي في مقابل كان أستون يقف بالمرصاد على ردود أفعال لاعبي المنتخب الإيطالي.

وبدأ أستون مسلسل الطرد مبكرا بإقصائه لاعب إيطاليا فيريني في الدقيقة 12 ليرفض اللاعب الخروج من الملعب وتدخل الشرطة لإحضارة وتقوم بإخراجه.

ولكن فيريني عاد مرة أخرى إلى أرضية الملعب عنوة ولم يتم إخارجه مرة أخرى.

كما كان الحكم "شاهد مشفش حاجة" على لكمة لاعب تشيلي سانشيز إلى لاعب إيطاليا دافيدز ولكنه قام بطرد دافيدز بعدها بدقائق لركلة سانشيز في رأسه ردا على اللكمة.

كما كان سانشيز بطلا في الملاكمة خلال المباراة فكسر أنف لاعب إيطاليا ماسشيو بلكمة خطافية ولكن الحكم لم يقم بطرد سانشيز.

وأستمر العنف بين لاعبي الفريقين طوال التسعين دقيقة وأضطرت الشرطة إلى التدخل في أرضية الملعب لفك الأشتباك في ثلاث مناسبات خلال التسعين دقيقة من المباراة التي وصفها الاستديو التحليلي لشبكة البي بي سي وتحديدا الصحفي دافيد كوليمان بالمباراة "الأغبى والأعنف والأكثر إثارة للإشمئزاز في تاريخ كرة القدم".

5-معركة نورينبرج "البرتغال وهولندا 2006":

واجه المنتخب البرتغالي نظيره الهولندي في دور ال16 من كأس العالم 2006 على أرضية ملعب نورينبيرج الألمانية وبقيادة تحكيمية من الروسي فالنتين إيفانوف تلك المباراة تمتلك الرقم القياسي من حيث عدد الكروت الملونة ظهورا في كأس العالم.

وهربت المباراة من سيطرة الحكم إفانوف مبكرا مع عنف لاعبي هولندا تجاه البرتغاليين ليخرج كريستيانو رونالدو مصابا في الدقيقة السابعة بعد تدخل عنيف من خالد بولحروز اكتفى الحكم بإنذاره.

استمر العنف في المباراة لتنتهي بهدف برتغالي عن طريق مانيش والعبور إلى ربع النهائي و16 كارت أصفر كان منهم سبعة للطواحين الهولندية وتسعة للبرتغالين.

هذا بالإضافة إلى أربعة كروت حمراء مناصفة بين الفريقين فطرد بولحروز وفان بروكنهورست من هولندا وطرد كوستينها وديكو من البرتغال.

وعلق سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم على تلك المباراة قائلا بأن الحكم إيفانوف كان السبب فيما وصلت إليه المباراة موضحا أنه كان يجب على الحكم منح نفسه إنذارا بسبب سوء الأداء ولكن بلاتر أعتذر عن هذا التصريح فيما بعد.