تصاعدت الضغوط على الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بشأن مونديال 2022 الذي فازت قطر باستضافته، حيث دعت أكبر ثلاث شركات راعية لمباريات كأس العالم إلى التحقيق وإعادة التصويت لتحديد الدولة المضيفة لنهائيات 2022 من جديد.
وعبرت كل من الشركات الثلاث: سوني وأديداس وفيزا في بيانات رسمية عن قلقها من الادعاءات التي تتحدث عن رشاوى مالية وعمليات فاسدة أدت إلى فوز دولة قطر باستضافة كأس العالم، فيما تشكل هذه الشركات الثلاث أكثر من نصف الرعاة الرئيسيين لنهائيات كأس العالم.
وجاء موقف الشركات العالمية الثلاث بعد أن نشرت جريدة "صنداي تايمز" البريطانية الدفعة الثانية من الوثائق المسربة التي حصلت عليها، والتي تؤكد أن المسؤول الرياضي القطري، محمد بن همام، دفع مبالغ مالية ضخمة من أجل التأثير في المصوتين وكبار المسؤولين بالاتحاد الدولي لكرة القدم، وصولاً إلى فوز بلاده باستضافة نهائيات كأس العالم 2022.
وقالت شركة "أديداس" العالمية الشهيرة في بيان لها، إن "المضمون السلبي للجدل العام حول الفيفا حالياً ليس أمراً جيداً، لا لكرة القدم ولا للاتحاد الدولي ولا لشركائه".
أما شركة "سوني" العالمية التي تعتبر الراعي الرئيس لمباريات كأس العالم التي تبدأ قريباً في البرازيل، إضافة إلى مونديال 2022 فقالت: "نحن كشريك للفيفا نتوقع أن يتم التحقيق في الادعاءات بشكل مناسب".
ودعت شركة "فيزا" الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى اتخاذ "الإجراءات المناسبة"، مضيفة: "توقعاتنا أن يكون كل شركائنا محافظين بقوة على معايير الشفافية".
وتأتي هذه البيانات الصادرة عن كبار الشركات الراعية لمباريات كأس العالم قبل أيام من بدء مونديال البرازيل، فيما تقول جريدة "فايننشال تايمز" البريطانية، إنه من غير المألوف أن تقوم الشركات الراعية بالتدخل أو التعليق على سياسات "الفيفا".
وكان عدد من كبار المسؤولين في عالم الرياضة وعالم السياسة قد دعوا إلى إلغاء نتائج التصويت السابقة وإعادة المنافسة على استضافة نهائيات كأس العالم للعام 2022.
وكان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، قد أصدر دعوة في هذا الاتجاه، وتبعه لاحقاً بنفس المطالبة زعيم حزب العمال المعارض ايد ميليباند، الذي قد يصبح رئيساً للوزراء في بريطانيا إذا فاز في الانتخابات العام المقبل.
وكانت جريدة "صنداي تايمز" قد أعلنت أن كمية كبيرة من الوثائق قد وقعت بين أيديها تثبت أن قطر فازت باستضافة كأس العالم بعد أن دفع محمد بن همام مبالغ مالية طائلة تجاوزت 5 ملايين دولار كرشاوى مالية لمسؤولين كبار في "الفيفا"، وفيما تنفي الدوحة منذ العام 2011 أية علاقة رسمية مع بن همام، فإن أحدث دفعة من الوثائق تكشف أن الرجل كان يمثل الحكومة القطرية وتوسط في صفقات غاز ونفط ولم يكن مستقلاً بنفسه.