مع اختلاف المسابقات وتنوعها، ورونق مردودها المعنوي، أرى أيضاً بأنه بالرغم من الأفكار المطروحة لها، إلا أنه مازالت تنقص فكرة واحدة لمسابقة، وهي فكرة لمسابقة أفضل مؤسسة، أو جهة حكومية ترد على اتصالات المستفسرين!

فبالرغم من أننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة من التطور والتكنولوجيا التي تمكننا من الاتصال والتواصل والرد في ومضة عين، إلا أن ما يحدث على بساط الواقع مختلف تماما! فما زالت بعض المؤسسات تتعامل وكأنها في الصحراء القاحلة، والتي من المستحيل التوصل إليها إلا بالصدفة التي تضبط بعد مليون ميعاد واتصال! وكأننا نحن المستفسرين عن خدمة، أو حتى متابعة المعلومات في عصر الصحراء، حيث الجمال هي بريدنا الوحيد، وتلك الحمامة الزاجلة أيضاً حليفتنا في تداول الرسائل والتواصل! حيث التأخير بطبيعة الحال يتمثل بسبب بطء الجمل، وموت الزاجل ربما!

لأطرح لكم أمثلة من واقع الصحراء الحديث الذي تمارسه بعض المؤسسات والجهات بالرغم من وجودها في عصر التكنولوجيا الحديثة. فمثلا عند اتصالي بجامعة (........)، للاستفسار فقط، أو بالأحرى الاستفسار عن الخطأ الذي قامت به في إدراج الدرجات العلمية في ملفي، فإنني أضطر إلى الانتظار إلى أسابيع طويلة، أو التواصل مع كافة الموظفين في الجامعة عينها في كافة الإدارات والتخصصات، لأنه وسبحان الله كافة الموظفين لا يعلمون، ولا يعرفون، بل وكافة الموظفين المختصين في إجازة. بل أن الموظف الذي يرد على نوابل اتصالاتي بعد أسابيع يطلب مني الحضور شخصياً للتواصل مع المسؤول الذي لا يعرف أوقات دوامه وإجازاته لأكون ضحية الانتظار بلا فائدة! أو التعسف!

كما أطرح لكم مثالاً آخر لما يحدث في الصحراء الحديثة، أعلنت إحدى الجهات عن فعالية عالمية، وفتحت باب الاشتراك لها، ووضعت لها موقع وبريد إلكتروني خاص لها للتقديم، وأرقام للتواصل أيضاً، إلا أنه وسبحان الله، هذه الفعالية المنظمة كان أساسها الحب من طرف واحد! أعتقد والله أعلم أن البريد الإلكتروني الخاص بها لا يفتحه أحد، أو أنه بالأساس لم يتم تكليف شخص بمتابعة الرسائل الواردة أصلاً! وما أدراكم بأرقام التواصل الموضوعة والتي كانت في البداية ترن، وفجأة وبعد حين أصبحت مقطوعة! وبعد محاولات حثيثة مع الجهة والتواصل مع أحد الموظفين، تلقيت اتصالا واحدا منهم يفيدني بانتهاء فترة التقديم للفعالية! أنا بصراحة أحسدهم على برود وتصلب مشاعرهم تجاه العمل المخلص! وأغير على الرواتب الحكومية التي تنقص من ميزانية الدولة من أجلهم! في حين هناك العديد من الأشخاص الأكفاء الذين لم ينالوا أي وظيفة حتى الآن.

عفواً، نحن لا نحتاج إلى تصريحات صحافية تبين لنا الدروع التي تستلمها كل جهة، أو عرض لصور المسؤولين بابتساماتهم العريضة كل يوم، بل نريد أن نلمس انعكاس تلك الدروع والابتسامات على موظفي تلك الجهات، لأنه لا يعقل أن توجد خدمات تواصل للجهات وجميع منتسبيها لا يعلمون ولا يعرفون، ولا يردون، ولا يعقل أن يكونوا جميعهم في أوقات استراحة جماعية أو جميعهم في إجازة مرضية أو سنوية! وذلك من غير رقابة ولا مسؤولية!