أحمد التميمي

كان لخبر اعتزال ملك روما فرانشيسكو توتي نهاية الموسم الماضي، صدمة لكل عشاق نادي العاصمة الإيطالية، رغم أن الجميع كان يعلم بأن هذا اليوم كان قادم لا محالة ، إلا أن حب الجماهير لهذا اللاعب جعلها تخشى الفراق، ولا تستطيع التفكير بمرحلة ما بعد توتي.

حكاية توتي مع روما أشبه بقصة رومانسية جميلة، فاللاعب قد رفض جميع العروض الخارجية من كل الأندية من أجل البقاء في نادي الذئاب، وفي 2007 رفض الانضمام لصفوف المنتخب مفضلاً التركيز على مباريات النادي. مثل تلك الأحداث، تصلح لأن تكون رواية "روميو وجولييت" ولكن خاصة بكرة القدم.

الجميع كان متشائماً ويتوقع أن يكون سقوط روما بعد "الملك" مدوياً، لعدم وجود من يخلفه. إلا أن ما حدث كان مخالفاً للتوقعات، بل أنني لا أعتقد أن أشد المتفائلين كان يتوقع أن يكون روما بهذا المستوى. روما حقق أفضل بداية له في آخر 5 مواسم،حيث لعب أحد عشر مباراة في الدوري ، فاز في 8 مباريات وخسر مرتين. الفريق بدى أكثر تنظيماً دفاعياً فلم يدخل مرماه سوى 5 أهداف حتى الآن، أي أنه الدفاع الأقوى في الدوري الإيطالي حتى اللحظة. و أيضاً بدى الفريق أكثر فاعلية هجومياً بتسجيله 17 هدفاً. كما أن الفريق يقدم عروضاً قوية جداً في المجموعة الحديدية في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم التي تضم تشيلسي الانجليزي حامل لقب بطولة الدوري الإنجليزي، وأتلتيكو مدريد وكاراباكا الأذربيجاني. حيث يتصدر حالياً المجموعة بـ 8 نقاط بفوزين على كاراباكا وتشيلسي، وتعادلين مع أتلتيكو وتشيلسي.

ورغم عشق الجميع للأسطورة فرانشيسكو توتي، إلا أنه لا يمكن الإنكار أن هذا اللاعب كان يشكل عبءً مادياً على الفريق لعدة مواسم، حيث تراجع مردوده الفني في المواسم الأخيرة بالمقابل كان يتقاضى رواتب وحوافز ضخمة. بالإضافة للعبء المادي، كان اللاعب يشكل حجر عثرة أمام أي مدرب يحاول أن يغير من شكل أو طريقة لعب الفريق، حيث كان لتوتي دائماً الكلمة الفصل ويتفوق في تأثيره على المدرب، مستنداً بذلك على قوته الجماهيرية. رحيل توتي جعل مدرب روما "إيزيبيو دي فرانشيسكو" أمام أريحية كبيرة في وضع الخطط، كما أن ذلك قد أتاح الفرصة لبزوغ نجم ستيفن الشعراوي وبيروتي وناينجولان والقائد دي روسي وستروتمان والمهاجم دزيكو وغيره من لاعبي الفريق.