يبدو أن عشاق المنتخب البرازيلي لكرة القدم ينتظرون كأس العالم أكثر من غيرهم، حول العالم، لا سيما وأنهم أصحاب الرقم القياسي التاريخ بعدد التتويج بالبطولة 5 مرات متفوقين على كل منتخبات أوروبا المدججة بالأسماء القوية.
لكن عشاق البرازيل حول العالم ينتظرون مونديال 2014 بروح أنها بطولتهم التي لن تغادر الأراضي الصفراء أبدا.
خاصة بعد أن مرت على رفاق نيمار سنوات عجاف أستمرت 12 سنة منذ آخر تتويج لهم في 2002 بوجود الظاهرة والأسطورة الحية رونالدو.
ولعل الخسارة التي مني بها راقصي السامبا في 2010 أمام المنتخب الهولندي 2-1 من أبرز الأحداث التي صادفت أبناء دونغا آنذاك، حيث لم يكن يتوقع أحد أن تخسر البرازيل اللقاء لا سيما وأنها أفتتحت النتيجة عن طريق روبينيو قبل أن يخرج فيليبي ميلو عن طوره ويصنع هدف في مرماه ويطرد، ليضع زملائه في موقف محرج أمام الطواحين الهولندي التي أحتلت الوصافة بعد البطولة إسبانيا.
وعانى راقصو السامبا في 2010 من سياسة دونغا الدفاعية الغربية التي حرم بها لاعبي البرازيل من السحر والمتعة التي قادتهم للتتويج بـ5 ألقاب، ليسقط في جنوب أفريقيا ويشعل غضب بلاد الكرة.
وبعد رحيل دونغا الذي كان مطلبا شعبيا تم تعيين مانو مينيزيس لقيادة نيمار ورفاقه، لكن بالرغم من التغييرات الوجوه الجديدة التي أحضرها للمنتخب والتي يأتي على رأسها نيمار، فقد خرج خالي الوفاض من بطولة أميركا اللاتينية وأيضاً من الأولبياد أمام المكسيك، لتتم إقالته بعد بطولة الأولبياد مباشرة.
وبعد أن أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن إستضافة البرازيل للبطولة العالمية، بحث الاتحاد البرازيل لكرة القدم، في أرشيفه عن المدرب الذي يستطيع أن يقود منتخب البلاد إلى سابق عهده، خاصة بعد أن فقد صدارة التصنيف العالمي لصالح إسبانيا.
وجاء الخيار على المحنك لويز فيليبي سكولاري بطل نسخة 2002 رفقة إمبراطورية حرف الراء، التي تمثلت بكل من، (رونالدو، ريفالدو، رونالدينيو، روبيرتو كارلوس)، ليحصد اللقب على حساب ألمانيا بهدفين مقابل لا شيء.
وكشفت النتائج الأولية التي حققها المدرب الجديد صحة قرار الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، حيث توج البرازيل بكأس القارات على حساب بطلة العالم إسبانيا مرورا بملوك الدفاع الطليان وبنتائج قوية 4-0 في النهائي و4-2 أمام الآزوري.
ومن الواضح أن سكولاري يعلم تماما قدرة لاعبيه فقد أعطى اللاعبين حرية اللعب على طريقتهت المعهود التي تتمثل، بالمتعة ثم المتعة ثم المتعة، وهو ما شاهدناه في كأس القارات، حيث قدمت البرازيل مستوى أكثر من خرافي سقط ضحيته كل من واجههم في البطولة من المكسيك حتى الأوروغواي واليابان أيضاً.
وتملك كتيبة سكولاري جملة أكثر من رائعة من اللاعبين القادرين على الوصول إلى النهائي دون عناء، وذلك بناء على مردودهم مع أنديتهم في أوروبا.
لكن يبدو أن كارثة إعتزال الظاهرة لا تزل تؤرق البرازيلين حول العالم، حيث بالرغم من وجود الكثير من اللاعبين القادرين على تهديد المرمى في أي وقت، إلا أن المهاجم الصريح الوحيد وهو فريد خارج التغطية تماما، حيث سجل منذ أيام قليله هدفه الأول من السامبا بعد غياب عام كامل بالرغم من المشاركات الودية، وهو ما يبشر بمشكلة هجومية حقيقية.
إلا أذا بطبيعة الحال أعاد نيمار ذكريات بيليه أو رونالدو الظاهرة، فالفتى البرازيلي المدلل يقدم مستويات أكثر من خرافية مع منتخب بلاده بينما على العكس تماما فهو غائب عن متعته المعهودة مع برشلونة، بسبب الإصابة.
وتعتبر بنية نيمار الجسدية من أكبر مخاوف سكولاري، الذي يعلم أن إصابة نيمار سهلة جدا، لا سيما أنه كان قد عاني منها في نهاية الدوريات الأوروبية في الموسم المنقضي.
لكن في ظل كل هذه العوامل التي من المنتظر الكشف عن صحتها من زيفها هل يستطيع سكولاري بوجود نيمار وأوسكار وغيرهما أن يصنع من لم يقدر عليه أسلافه أم هي فعلا لعنة الأمبراطورية القديمة.