كتب - مازن أنور وعمر البلوشي:
لم يعد الحديث عن كأس العالم أمراً عادياً في الشارع الرياضي البحريني، فهذا التجمع الكروي العالمي والعرس الذي يتكرر مرة كل أربع سنوات يخطف أنظار البحرينيين كغيرهم من الشعوب في العالم، ولكنه في ذات الوقت يعيد الذاكرة إلى ذكرى وصفها البعض بالأليمة حينما كان منتخبنا الوطني البحريني على بعد أقل من نصف خطوة من أجل التواجد في هذا المحفل الكبير.
التصفيات المؤهلة لكأس العام 2006 بألمانيا وبعده التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا حملت آمالاً كبيرة للجماهير البحرينية بتحقيق إنجاز تاريخي يسجل في مشوار الكرة البحرينية، ولكن هذا الإنجاز لم يكتمل ولم تكتمل الفرحة معه، على الرغم أن الفرصة كانت مواتية ولكن استثمارها لم يكن بالشكل المطلوب، ليعود الأحمر البحريني إلى وضعه المعتاد ويبتعد عن حلم كاد أن يحققه في مناسبتين وكان بإمكانه أن يفاخر بنفسه وسط العالم بإنجاز لم يسبق لعدد كبير من المنتخبات العربية أن حققته لو تأهل في المونديالين الألماني والأفريقي.
فضول الحكاية تعود من جديد والشريط يسرد مباراة الملحق النهائي التي جمعت الأحمر مع ترينداد وتوباغو، يومها الأحمر طار في رحلة طويلة وحط برحاله في تلك الدولة البعيدة والغريبة ونجح في خطف الأضواء وعاد بأداء رجولي وتعادل إيجابي، ولكنه لم يفلح في استغلال عاملي الأرض والجمهور في البحرين وعلى إستاد البحرين الوطني خسر من ترينداد وتوباغو بهدف وكان التعادل السلبي سيجعله أحد فرسان مونديال ألمانيا 2006.
القصة تتكرر بحذافيرها والأحمر يتجاوز كل المحطات ويضرب موعداً مع المنتخب النيوزلندي في الملحق النهائي المؤهل لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، ولكن السيناريو تغير هذه المرة، فمباراة الذهاب أقيمت في البحرين ويومها أهدر لاعبو الأحمر الفرصة تلو الأخرى واكتفوا بالتعادل السلبي، ولكنهم ذهبوا محملين بآمال كبيرة لتجاوز النيوزلنديين على أرضهم وبين جماهيرهم، ويومها زحفت الجماهير البحرينية وارتحلت حتى وصلت إلى منطقة بعيدة في القارة، ولكن الحزن لازمها عندما خسر الأحمر بهدف وكانت ركلة جزاء كفيلة بقطع تذكرة جنوب أفريقيا حينما أضاع اللاعب السيد محمد عدنان تلك الركلة وخرج الأحمر خاسراً.
ذكريات جميلة كان فيها الأحمر منتخباً قوياً منافساً، ولكنها في ذات الوقت ذكريات حزينة للغاية لاسيما وأن الجميع يدرك بأن بلوغ كأس العالم عبر القارة الآسيوية بات صعباً في ظل القوى الشرق آسيوية الموجودة أمثال منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية والكنغر الأسترالي والمنتخب الإيراني.