رفاء عمر:

"الدواء الجنيس" مصطح تكرر كثيراً الفترة الماضية، وتظهر متابعة النقاشات الدائرة حوله خلطاً والتباساً واضحين في معناه وجدواه.

د.علي العبدالكريم يعرف الأدوية الجنيسة بأنها تماثل تماماً الأدوية الأصلية وتختلف عنها من ناحية الاسم ومن ناحية عدم إجراء تجارب ما قبل إقرار الدواء من قبل هيئة الدواء والغذاء، وهذا ما يفسر رخص ثمنها مقارنة بالأدوية الأصلية، مضيفاً "في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تصدر كل سنة ٢.٦ مليار وصفة أدوية جنيسة مقابل ١.٢ مليار وصفة أدوية أصلية".


وأوضح د.علي "ليس كل المرضى يعلمون الفرق بين الأصلية والجنيسة ما لم يكن المريض على اطلاع واهتمام بهذا الموضوع. قليلون الذين يعرفون الفرق فن يطلب الدواء الأصلي يعتقد بأن غيره من الأدوية ليس إلا "دواء مقلد" أو مغشوش أو عديم الفائدة لذلك يصر على الدواء الأصلي لخلطه في المعنى بين "الجنيس" و"المقلد"".

وعما إذا كان المرضى يعودون إلى الطبيب حين لا يجدون الدواء الأصلي في الصيدلية، قال "نعم يحدث أن يرجع المريض. وهنا تأتي الفرصة للطبيب الواعي لرفع مستوى وعي المريض والمجتمع عبر الشرح الوافي للمريض عن الفرق بين الدواء الأصلي والدواء الجنيس وأن ذلك الفرق لا يتعدى الاسم فقط، لكن نذكر هنا نقطة في غاية الأهمية وهو أن هناك فرق آخر مهم جداً يأتي لصالح المريض مادياً في حالة أخذه للدواء الجنيس وهو انخفاض سعره".

وبخصوص حالات ضرر ربما سمع بها جراء تناول الدواء الجنيس، قال د.علي "لم تحدث حالات مؤثرة بالمعنى الدقيق لكن قد تحدث أعراض جانبية أو مضاعفات معروفة قد تظهر لنسبة من الناس ممن يأخذون تلك الأدوية، وهي عادة أعراض مكتوبة في النشرة الإرشادية المرفقة مع الدواء، لكن مجتمعاتنا للأسف لا تقرأ، فتلقي اللوم على الدواء الجنيس".

لكن كيف يتقبل الناس الدواء "الجنيس" أو "البديل"؟

خالد الطيب قال إنه يقبل أن يأخذ الدواء البديل طالما أنه يؤدي نفس النتيجة وأن الصيدلي نصح به. وأضاف "طالما أن الدوائين من نفس الصيدلية فذلك يعني أنهم مرخصان من الوزارة وآمنان".

وأيده عمر محمد في أنه يثق بالصيدلي في هذا المجال خصوصاً إذا كان للدواء نفس التركيب.

وقالت مروة محمد "تعرضت كثيراً لهذه الحالة وأخذت الدواء رغم خوفي ألا يكون مثل الأصلي، لكن ليس لدي حل آخر فأحاول التأكد مرة أخرى من الصيدلي من أن للدواء نفس تركيب الأصلي".

فيما رفضت عائشة عبدالله بشدة ذلك، مؤكدة أنها تحاول شراء الدواء من صيدلية أخرى أو تطلبه من بلد آخر إذا اضطر الأمر. وقالت "لا أثق في الصيدلي فهو لم يفحصني ليقرر ما هو الأفضل لي".