عقدالمجلس الأعلى للمرأة، بالتعاون مع مؤسسة "مياسم" الإعلامية وضمن برنامج التمكين السياسي، اللقاء الثالث لبرنامج "الدعم الإعلامي" الذي ينظمه لمرشحات محتملات للانتخابات النيابية والبلدية القادمة.وأكدت المدير العام لـ "مياسم" الدكتورة مي العتيبي إن تفاعل منتسبات البرنامج مع المحتوى التدريبي النظري والعملي لبرنامج "الدعم الإعلامي" دليل إصرارهن على إثبات جدارة المرأة البحرينية بتمثيل مصالح ناخبيها في المجلس النيابي والمجالس البلدية.وقالت د. العتيبي في تصريح لها خلال اللقاء "لمست تفاعلاً كبيراً من المشاركات وحرصاً شديداً من قبلهن على الاستفادة من كل معلومة تطرح وكل فقرة تدريبية تطرح خلال اللقاء لتطوير أدائهن خلال حملاتهن الانتخابية"، مؤكدة بان المشاركات في البرنامج يتمتعن بالحماس والتعاون اللافت في الاستفادة من مفردات هذا البرنامج الامر الذي من شأنه ان يساهم في تطوير ادائهن العملي ويشجع القائمين على البرنامج من اجل بذل المزيد من الجد لتحقيق الاهداف المنشودة . وأضافت "جميعنا يعلم مدى قوة وتنافسية الحملات الانتخابية للمرشحين، وهو ما يدعو منتسبات البرنامج إلى صقل خبراتهن ومهاراتهن على جميع الأصعدة. وفي شأن ذي صلة قالت الدكتورة العتيبي إن "هذا التدريب الإعلامي المكثف ينعكس على إداء منتسبات برنامج التمكين السياسي ليس على صعيد بناء قدراتهن لخوض الانتخابات القادمة فحسب، وإنما على جميع مناحي حياتهن في الأسرة والعمل والمجتمع ككل".وأوضحت أن مؤسسة "مياسم" حرصت على تقديم دعم إعلامي شامل للمشاركات في البرنامج بمشاركة خبراء من الكويت ولبنان وبريطانيا، يشمل كافة الامور التفصيلية لأداء المرشح من حيث الشكل والصوت والأداء والبروتوكول وغيرها من أساسيات الظهور الاعلامي وحركات الجسد وبما يضمن إيصال الرسالة الانتخابية بطريقة فعالة للإعلام وجمهور الناخبين".كما شددت الدكتورة العتيبي على أهمية اضطلاع مشاركات برنامج التمكين السياسي بمعلومات جيدة عن كل الملفات التي يطرحها الإعلام والناخبون مثل الإسكان والصحة والخدمات وغيرها، وطلبت من المشاركات البدء بدراسة الدوائر الانتخابية وجمع الإحصائيات والبيانات حول كل ما يتعلق بحملتهن الانتخابية. ودعت المشاركات إلى التركيز على نقاط القوة لديهن بما يخدم الناخبين وتلافي نقاط الضعف، مؤكدة على اهمية الحرص على إظهار جهودهن في خدمة المجتمع عبر كل القنوات الإعلامية والجماهيرية بما يعزز من انجازاتهن في أوساط الناخبين".وفي مداخلة لها خلال اللقاء استعرضت النائب سمية الجودر أمام المشاركات تجربتها خلال الانتخابات الماضية وجانبا من تفاصيل عملها النيابي حاليا.الجودر، التي كانت ضمن المتدربات في برنامج التمكين السياسي للمجلس الأعلى للمرأة تحضيراً للانتخابات النيابية التكميلية عام 2011، أكدت أهمية البرنامج في بناء قدرات المشاركات وصقل مهاراتهن ومعارفهن في كل مناحي العملية الانتخابية والعمل البلدي والنيابي.وكان المجلس الأعلى للمرأة قد دشن برنامج الدعم الإعلامي للمستفيدات من برنامج التمكين السياسي للمرأة البحرينية في السابع من يونيو بفعالية شارك فيها ثلاث خبراء من دولة الكويت من ذوي الخبرة في ادارة العمل الاعلامي لبعض مرشحي انتخابات مجلس الأمة الكويتي، حيث تم التعرف والاطلاع على تجاربهم في ادارة الحملات الانتخابية. حيث أشاد الخبير الكويتي بشار الصايغ، ناشر صحيفة الكويت الإلكترونية ورئيس قسم المحليات والبرلمان في جريدة الجريدة الكويتية، ببرنامج التمكين السياسي للمجلس الأعلى للمرأة القائم على "الاستثمار في المرأة البحرينية"، وقال "العمل على إيجاد وتمكين نساء سياسيات أمر ضروري في أي مجتمع يسعى للتطور". ودعا الصايغ الإعلام البحريني إلى "تسليط ضوء أكبر على انجازات المرأة البحرينية وعطاءاتها في شتى المجالات، وإيجابيات ذلك على المرأة نفسها وعلى المجتمع، خاصة بعد أن أصبحت المرأة في مملكة البحرين وزيرة وقاضية ومستشارة ونائبة"، وقال "عندما يرى الناس أن هناك سيدة بحرينية قوية وقادرة على تمثيلهم والدفاع عن مصالحهم يتشجعون على التعامل بإيجابية أكثر مع المرأة بشكل عام ودعمها".من جانبها أعربت الناشطة الاجتماعية الكويتية ناديه الشراح عن تقديرها لـ "الجهود الحضارية للمجلس الأعلى للمرأة في مجال توفير بيئة لتمكين المرأة" وقالت "لا زالت المرأة في دولنا مع الأسف تعاني من ظروف غير عادلة خاصة وأن العمل السياسي اقتصر لفترة طويلة على الرجال". وأضافت "من هنا تنبع أهمية وجود جهات مثل المجلس الأعلى للمرأة يتلمس احتياجات المرأة ويرسم خطط النهوض بها على مستوى البلد، خاصة وأن المرأة البحرينية كانت على الدوام رائدة وجديرة بشغل أعلى المناصب". وخصصت الشراح لقائها بمنتسبات برنامج التمكين السياسي لشرح أهمية زيارة المجالس وكيفية أداء المرشحة خلال الزيارة، وقالت "على المرشحة أن تأخذ باعتبارها تفاصيل كثيرة لدى زيارتها المجالس التي يطغى عليها حضور الرجال مثل لباسها ونبرة صوتها"، وتابعت "قد تتفاجأ المرشحة بوجود آراء مناهضة للمرأة داخل تلك المجالس وعليها استيعاب ذلك ومحاولة تغييره دون صدامية، خاصة وأن النجاح في الانتخابات عملية تراكمية تحتاج إلى جهد متواصل".ذلك فيما أكد الخبير الكويتي علي خاجة، الكاتب الصحفي في جريدة الجريدة الكويتية، أهمية تحديد هوية إعلامية واضحة للمرشحة تتضمن أهم بنود برنامجها الانتخابي بما يساعد على تشكيل رأي عام موحد حولها، وفي وصول رسالتها لجمهور الناخبين بشكل أوضح وأدق. وشدد خاجة على أهمية تشكيل المرشحة لفريق عمل قوي متجانس وكفوء وقادر على التواصل الفعال مع بعضه البعض من جهة ومع الناس من جهة أخرى، وقال "يستحسن أن يكون فريق العمل من دائرة المرشحة نفسها بما يضمن أصوات الفريق وعائلاتهم وأصدقائهم، كما يستحسن أن يكون الفريق مزيج من المتطوعين والمحترفين العاملين بأجر".وفي اللقاء الثاني الذي أقيم بتاريخ 10 يونيو 2014، تم عرض نماذج لحالات طارئة قد تتعرض لها المرشحة خلال حملتها الانتخابية، وتدريب الحضور عملياً على كيفية التعامل مع الإعلام إزاء هذه الحالات.وأوضحت المدير العام لمؤسسة مياسم الدكتورة مي العتيبي أن مصطلح "الإعلام" تطور ليشمل مفهوم التواصل بشكله الأشمل، مشيرة إلى أن وظيفة الإعلام هي التوعية و التثقيف، وحثت المشاركات في برنامج التمكين السياسي على التعامل مع الصحافة بهدوء يتيح بناء علاقات استراتيجية مع الإعلام والإعلاميين وظهور مدروس وفعال للمرشحة في مختلف الوسائل الإعلامية.وركزت الدكتورة العتيبي خلال اللقاء على أهمية بناء المرشحة شخصية قيادية تستطيع من خلالها أن تكون قادرة على الإقناع والتواصل الاجتماعي متحلية بالتواضع والأخلاق الحميدة.وأشارت إلى أن القائد لا يولد قائدا، وإن هناك 350 تعريفا للقائد المؤثر، وأن أهم الصفات المتفق عليها في القائد المؤثر هي أنه شخص يفرض احترامه ويحترم الخصوصيات ويعرف كيف يشكر ويعاقب إلى جانب تحليه بالذكاء العاطفي، كما أنه صاحب كاريزما ورؤيا وله قدرة على الاقناع ويغرس الشعور بالولاء في النفوس، وحاسم ذكي يتمتع بالاستقلالية وقدرة جيدة على التشبيك وتحفيز الآخرين، كما أنه مرن ومحاور يبعث على الثقة ومؤثر وصادق ويتحلى بالعزم والتركيز.يشار إلى أن برنامج الدعم الإعلامي يتضمن سلسلة لقاءات تقام طيلة شهر يوليو الجاري في مقر المجلس الأعلى للمرأة بهدف تعزيز قدرات المرشحات على التعاطي مع وسائل الإعلام وإدارة ظهورهن الإعلامي بأقصى فاعلية ممكنة.ويعتبر برنامج الدعم الإعلامي لمنتسبات برنامج التمكين السياسي الأول من نوعه في الوطن العربي ويرمي إلى تطوير الأداء الإعلامي منتسبات برنامج التمكين السياسي وفق استراتيجية مدروسة تشمل كل ما تحتاجه المرشحة لتحظى بأكبر مساحة ظهور إعلامي ممكنة وتصل لجمهور وسائل الإعلام المختلفة بفاعلية.الجدير بالذكر أن معهد البحرين للتنمية السياسية والمجلس الأعلى للمرأة قد وضعا إطاراً عاماً لبرنامج التمكين السياسي للمرأة البحرينية 2011-2014 تتركز أهدافه في دعم المشاركة السياسية للمرأة وتهيئتها للدخول في العمل السياسي، واستثمار الخبرات المتراكمة المتاحة لدى المرأة البحرينية، وبناء وإعداد كوادر قادرة على المنافسة في الانتخابات المختلفة والوصول إلى مواقع صنع القرار من خلال التدريب على المهارات الانتخابية والمعارف والحقوق الدستورية والقانونية.