كشف تقرير عن تورط الولايات المتحدة الأمريكية في دعم ومساندة قادة الجمعيات البحرينية المعارضة منذ عام 2005 عبر «مبادرة الشراكة الشرق أوسطية» (MEPI) من خلال السفارة الأمريكية بالمنامة والتي أعلنت عن برنامج متكامل من البعثات التعليمية، والدورات التدريبية، والجلسات الحوارية، وتمويل المنظمات الناشئة، وسرعان ما تبنت 23 مشروعاً في البحرين، من أبرزها برنامج «تحسين أوضاع حقوق الإنسان»، وبرنامج «دعم المجتمع المدني»، ودورة «تدريب الصحافيين على طرح قضايا الديمقراطية».وأشار التقرير إلى أن واشنطن تبنت تنظيم برامج تدريبية لقادة الجمعيات البحرينية المعارضة في كل من: البحرين، والمغرب، والولايات المتحدة الأمريكية، ومنها برنامج «قادة الديمقراطية» الذي رعته وزارة الخارجية الأمريكية عام 2008، وشارك فيه معارضون من البحرين.وقال الباحث والأكاديمي د.بشير زين العابدين، معد التقرير العنون بـ«دور «مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية» في أحداث البحرين 2011»، إن الجمعيات المعارضة حظيت بدعم السفارة الأمريكية التي تدير أغلب برامج هذه المؤسسات؛ فقامت بتنظيم زيارات رسمية لزعاماتهم مع مسؤولين وأعضاء في الكونغرس، وربطهم بالصحافة الغربية والمنظمات الحقوقية الرسمية والأهلية.وأوضح زين العابدين أن أبرز الذين استفادوا من هذه البرامج معارضون من التيار الشيرازي الردايكالي الذي قادوا الأحداث في 2011، ومجموعة من الصحافيين والمدونين والمسؤولين النقابيين.وأضاف أنه «وبعد تنفيذ مجموعة برامج مع قيادات المعارضة المحظورة، ركزت (MEPI) على تدريب عناصر شابة من الجيل الجديد، عبر دورات تدريبية تناولت: «التأثير على الرأي العام من خلال الرسائل المصورة»، و»تدريب الصحافيين والمدونين على تحسين حقوق الإنسان وحمايتها». وفي ما يلي نص التقرير:مقدمة:تتعدد وسائل الإدارة الأمريكية في تحقيق مصالحها، حيث تمزج ما بين الوسائل العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية، ودعم المنظمات التي تخدم مصالحها في الخارج.وتبنت الإدارة الأمريكية السابقة سياسة «دعم الديمقراطية» في الشرق الأوسط باعتبارها أحد أهم ركائز الأمن القومي للولايات المتحدة، وأفضل وسيلة لمواجهة التشدد الإسلامي، حيث عبر الرئيس الأمريكي السابق عن ذلك في خطاب له عام 2003 بقوله: «منذ ستين عاماً والدول الغربية تغض الطرف عن غياب الحريات في الشرق الأوسط، ولكن هذا التغاضي لم يجلب لنا الأمن، لأنه لا يمكن تحقيق الاستقرار على حساب الحرية، وسيكون من غير المقبول بعد الآن القبول بالوضع الحالي في المنطقة». *1وسرعان ما أفصحت الإدارة الأمريكية عن رؤيتها لملامح المنطقة في المرحلة المقبلة، فدعت في مطلع 2004 إلى إحداث متغيرات جذرية في بنية الأنظمة العربية وسياساتها الداخلية، ولتحقيق ذلك فقد عمدت إلى دعم مجموعة من الجمعيات الخليجية المعارضة من خلال: تنظيم برامج تدريبية، وإقامة ندوات حوارية، وعقد اجتماعات تنسيقية معهم بهدف: «نشر ثقافة الديمقراطية» وتدريب: «زعماء المعارضة» على المطالبة بتحسين أوضاعهم وفق المبادئ والأسس الديمقراطية.وعمدت الإدارة الأمريكية إلى تنظيم برامج تدريبية لقادة الجمعيات البحرينية المعارضة في كل من: البحرين، والمغرب، والولايات المتحدة الأمريكية، ومنها برنامج «قادة الديمقراطية» الذي رعته وزارة الخارجية الأمريكية عام 2008، وشارك فيه معارضون من البحرين.*2وحظيت الجمعيات المعارضة بدعم السفارة الأمريكية التي تدير أغلب برامج هذه المؤسسات؛ فقامت بتنظيم زيارات رسمية لزعاماتهم مع مسؤولين وأعضاء في الكونغرس، وربطهم بالصحافة الغربية والمنظمات الحقوقية الرسمية والأهلية. تتبع شبكات التنسيق بين الجمعيات المعارضة و»مبادرة الشراكة الشرق أوسطية» (MEPI):بدأت هذه المبادرة عملها في البحرين في حدود عام 2005 من خلال السفارة الأمريكية التي أعلنت عن برنامج متكامل من البعثات التعليمية، والدورات التدريبية، والجلسات الحوارية، وتمويل المنظمات الناشئة، وسرعان ما تبنت 23 مشروعاً في البحرين، من أبرزها برنامج «تحسين أوضاع حقوق الإنسان»، وبرنامج «دعم المجتمع المدني»، ودورة «تدريب الصحافيين على طرح قضايا الديمقراطية».ومن أبرز المؤسسات البحرينية التي عملت مع هذه البرامج، واستفادت من تمويلها: صحيفة الوسط، والجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، والجمعية البحرينية للشفافية، وكذلك مركز البحرين لحقوق الإنسان.وبعد تنفيذ مجموعة برامج مع قيادات المعارضة المحظورة، ركزت (MEPI) على تدريب عناصر شابة من الجيل الجديد، عبر دورات تدريبية تناولت: «التأثير على الرأي العام من خلال الرسائل المصورة»، و»تدريب الصحافيين والمدونين على تحسين حقوق الإنسان وحمايتها»، ومن أبرز الذين استفادوا من هذه البرامج معارضون من التيار الشيرازي الراديكالي الذي قادوا الأحداث في 2011، ومجموعة من الصحافيين والمدونين والمسؤولين النقابيين.*3(MEPI) وأحداث فبراير 2011حين اندلعت الأحداث بالبحرين في شهر فبراير 2011 ظهرت بصمات هذه الخلايا التنظيمية من خلال نشاط المدونين، والنقابيين، وناشطي حقوق الإنسان، وغيرهم من المنضوين لدورات وبعثات برنامج (MEPI). ومن الملفت للانتباه أن القائمين على هذا البرنامج قد انبروا لدعم نشاط الخلايا المعارضة في أروقة السياسة الأمريكية، إذ عينت إحدى هذه الشخصيات الراديكالية رئيساً على طلبة البرنامج في جورج تاون، واستدعيت لإلقاء كلمة أمام لجنة حقوق الإنسان في الكونغرس، كما نظمت المؤسسة لها مقابلة مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون. وعمدت (MEPI) إلى إعداد برنامج زيارة حافلة لشخصيات كانت محركاً رئيساً في أحداث 2011، وحظيت جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان بدعم من البرنامج، الذي حدد لرئيس الجمعية تغطية إعلامية غير مسبوقة خلال الأحداث. *4 في هذه الأثناء نظم المعهد الوطني الديمقراطي (NDI) بالتعاون مع المنظمة الأمريكية للسلام (USIP) حملة عدائية غير مبررة ضد البحرين، تضمنت عقد مجموعة لقاءات متلفزة عبر الإنترنت مع معارضين، قاموا بمهاجمة الحكم في البحرين، وشارك في هذه الحملة أعضاء من: جمعية الوفاق، وجمعية وعد، وجمعية البحرين لحقوق الإنسان، والاتحاد البحريني لنقابات العمال، وجمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان.أولاً: دور مؤسسات «دعم الديمقراطية في الأحداث التي جرت في البحرين من وجهة نظر أمريكية:مقال نيويورك تايمزوفي تعليق على النشاط الذي قام به كل من (MEPI) و(NDI) و(IRI) ضد الحكم في البحرين؛ كتب رون نيكسون مقالاً في صحيفة «نيويورك تايمز» أشار فيه إلى أن الثورة التي وقعت في البحرين كانت من فعل مجموعات ممولة ومنظمة من قبل برامج دعم الديمقراطية الأمريكية، وأكد نيكسون حصول هذه المجموعات على مبالغ وتدريب من قبل الإدارة الأمريكية بهدف شن الحملات، ومخاطبة الرأي العام، والتعامل مع وسائل الإعلام، ومراقبة الانتخابات، وعلى رأس هؤلاء كوادر مركز البحرين لحقوق الإنسان.*5 إقرار معهد (NDI)وظهر في هذه الأحداث مجموعة من أقطاب هذه البرامج، وعلى رأسهم ليسلي كامبل، الذي كان يترأس برنامج (NDI)، ثم انضم إلى فريق (IRI) وقد أكد كامبل أن المعهد قد: «ساعد أكبر مجموعة معارضة في البحرين على تنظيم نشاطها السياسي»، وإجابة على التساؤل حول كيفية الاجتماع مع قادة هذه الجمعية والتنسيق معهم، أجاب كامبل: «لدينا برامج مشتركة معهم، وتترسخ هذه العلاقة من خلال تقديم الدورات التدريبية لهم».* 6ومن أبرز المعارضين الذين يتمتعون بدعم هذه المؤسسات: المعارض الأمريكي من أصل بحريني (ح ع) وهو من التيار الشيرازي ويتمتع بعلاقات وثيقة مع مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي، وله اتصال مباشر مع الخارجية الأمريكية من خلال مركزه: (Americans for Democracy and Human Rights in Bahrain) الذي يحظى بتمويل: مؤسسة (NED)، وقد كرمته هذه المؤسسة عام 2011 تقديراً لجهوده في دعم الديمقراطية في العالم العربي.وعلى الرغم من الدعم الإعلامي الذي يتلقاه من قناتي: «العالم» و»المنار»، والخطاب المتشدد الذي يتبناه في دعم السياسة الإيرانية؛ إلا أنه يعتبر همزة الوصل مع الشخصيات المعارضة في الداخل، حيث يقوم بالتواصل وتبادل المعلومات مع كل من: منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، ومنظمة أطباء بلا حدود، والبرلمان الأوروبي، ومنظمة صحافيين بلا حدود.ثانياً: أنشطة وبرامج مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية (2006 – 2011)عام 2006:1- برنامج القيادات الطلابية: قائد من الطلبة يعود للوطن لإحداث تغييرعام 2007:2- دراسة قوانين المنظمات غير الحكومية لليمن والبحرينعام 2008:3- المرأة في برنامج التكنولوجيا: نحو تمكين المرأة الأردنية في مجال إدارة الأعمال والتكنولوجيا من خلال برنامج المرأة والتكنولوجيا4- برنامج منح مبادرة الشراكة الشرق الأوسطية المحلية: البحرين تعمل على تحسن وضع حقوق الإنسانعام 2009:5- مشروع: نموذج لملاجئ العنف المنزلي في المنطقة6- برنامج مبادرة شراكة الشرق الأوسطية للمنح المحلية: دعم المجتمع المدني في البحرين7- برنامج المنح المحلية: تأثير المنظمات غير الحكومية على الوعي والرأي العام من خلال رسائل الفيديو8- مشروع القيادة للمرأة الشابةعام 2010:9- تمويل برنامج مبادرة شراكة الشرق الأوسطية للمنح المحلية: تنمية مهارات القيادة السياسية للمرأة في البحرين10- منحة برنامج مبادرة شراكة الشرق الأوسطية لتمويل مشروع توثيق تعديلات قانون الأسرة في البحرين11- مذكرة تفاهم لإدارة الأعمال الصغيرة الأمريكية (SBA) بتمويل من مبادرة الشراكة الشرق الأوسطية12- جمعية المحامين الأمريكية (ABA) لتطوير القضاء والقانون في منطقة الخليج 13- وكالة حماية البيئة (EPA) واتفاقات التجارة الحرة14- اتحاد البحرين النسائي: « توفير الدعم القانوني للمرأة في البحرين»15- مركز التدريب والأبحاث الذكية (SCRC): لتطوير القيادة السياسية للمرأة البحرينية16- تمويل مشروع تخريج محامين بحرينيين من معهد الدراسات القضائية والقانونية 17- مشروع حجر الزاوية للأصوات المهمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لشبكة سيدات الأعمال (BWN): المرأة تعني إدارة الأعمال18- تمويل اتحاد البحرين للمحامين وجمعية البحرين للصحافيين وذلك لتدريب الصحافيين على الإبلاغ على قضايا الاتجار بالأشخاص19- تمويل مبادرة Alec Ross لبرنامج التكنولوجيا للمرأة في البحرين20- تمويل مشاريع لتدشين أول رمز لحوكمة الشركات في البحرين.عام 201121- برنامج القيادات الطلابية مشاريع تمضي التاريخ غير محدد22- جمعية البحرين لحقوق الإنسان: تنمية دعم العامة، والبرلمان، والوزارات لحماية حقوق الإنسان 23- جمعية البحرين للصحافيين: تحسين التقارير الصحافية حول الانتخابات المحلية والوطنية24- جمعية المرأة البحرينية (BWA): «حملة قانون الجنسية»ثالثاً: أنشطة وبرامج مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية من خلال السفارة الأمريكيةإلهام الجيل القادم من القادةأ‌. مشاريع مجلس الطلبةب‌. القيادات الطلابية MEPIت‌. تمكين القادة الشباب المعتدل في دول مجلس التعاون الخليجيث‌. فرص التعليمج‌. التطوير المهني للشبابح‌. دعم المسؤولية المدنية وخلق الوظائف في القطاع الخاصتشجيع السياسات التشاركيةأ‌. إشراك المجتمع المدنيب‌. تعزيز العملية الديمقراطيةت‌. تعزيز سيادة القانونث‌. بناء الشبكات لنشطاء المجتمع المدنيدعم المرأةأ‌. المشاركة الاجتماعية والمدنيةب‌. المرأة في السياسةت‌. دعم المرأة في القانونث‌. التمكين الاقتصاديتعزيز ازدهار المجتمعأ‌. توسيع ريادة الأعمالب‌. الإصلاحات التجارية والقانونيةت‌. تشجيع التجارة والاستثمار برامج التبادل لمبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطيةأ‌. التربية المدنية وزمالة القيادةب‌. القادة لبرنامج الزمالات الديمقراطيةت‌. برنامج القيادات الطلابيةث‌. زمالة Teranaبرنامج قادة الغد للمنح الدراسية تقرير:د.بشير زين العابدين باحث وأكاديميهوامش:1. George W. Bush (2003) “Remarks by the President at the 20th Anniversary of the National Endowment for Democracy”, Office of the White House, Press Secretary, 6th November 2003.2. Kenneth Katzman (2011) “Bahrain: Political Structure, Reform and Human Rights”, Congressional Research Service, 28th February 2011.3. www.abudhabi.mepi.state.gov4. www.globalsecurity.org5. Ron Nixon (2011) “U.S. Groups Helped Nurture Arab Uprisings”, New York Times, 15th April 2011.6. International Republican Institute (2011) “Canadians in the thick of Arab World’s democracy struggle”.