* وزير الخارجية السعودي: حل أزمة سوريا يتطلب توافقاً

* ندعم المعارضة السورية للخروج من مؤتمر الرياض صفاً واحداً

* بوتين يعلن الاتفاق مع أردوغان وروحاني على عقد مؤتمر وطني سوري في سوتشي



الرياض - إبراهيم بوخالد

أكدت المعارضة السورية المجتمعة في العاصمة السعودية الرياض مساء الأربعاء، "توحيد الصفوف، والتوافق على مبادئ أساسية تؤسس لسوريا المستقبل، ورؤية مشتركة يتفق عليها السوريون لحل سياسي بناءً على بيان جنيف 1، مشددة على أنه لا حل في سوريا إلى برحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد"، فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أنه اتفق مع الرئيسين الإيراني حسن روحاني والتركي رجب اردوغان في ختام قمة جمعتهم، على عقد "مؤتمر وطني" في روسيا يضم ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، معتبرا ان المؤتمر سيشكل "حافزاً" لعملية السلام في جنيف.

وشارك نحو 140 شخصية يمثلون مكونات المعارضة الرئيسية في اجتماع الرياض بدعوة من وزارة الخارجية السعودية.

وبدأت قوى المعارضة السورية اجتماعاً في الرياض سعياً لتشكيل هيئة مفاوضات ينبثق عنها وفد جديد إلى محادثات جنيف، في وقت يفيد محللون ومعارضون عن ضغوط تمارس للقبول بتسوية تستثني مصير الرئيس بشار الأسد.

واستهل وزير الخارجية عادل الجبير الاجتماع بكلمة أكد فيها ان بلاده "ستقف إلى جانب الشعب السوري الشقيق كما كانت دوماً لتحقيق تطلعاته في الوصول إلى حل عادل".

وقال إنه لا حل للأزمة في سوريا إلا من خلال توافق يحقق مطالب الشعب السوري.

وأضاف الجبير خلال الاجتماع "لا حل للأزمة السورية دون توافق سوري وإجماع يحقق تطلعات الشعب وينهي معاناته على أساس إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254".

وتهدف المفاوضات الى تشكيل وفد موحد يمثل المعارضة في محادثات جنيف التي ستبدأ في 28 نوفمبر برعاية الأمم المتحدة، ويشارك في الاجتماع المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا.

وقال دي ميستورا إن اجتماع الرياض يهدف إلى "إعادة تحريك مفاوضات جنيف"، معرباً عن "تفاؤله خصوصاً الآن".

ويأتي اللقاء في وقت عقد فيه الرؤساء التركي والإيراني والروسي قمة في منتجع سوتشي جنوب غرب روسيا من أجل بحث "تسوية بعيدة الأمد للنزاع" الذي أوقع أكثر من 330 ألف قتيل والذي يشهد منعطفاً مع الخسائر المتتالية لتنظيم الدولة "داعش".

ولطالما شكل مصير الأسد العقبة الرئيسة التي اصطدمت بها جولات المفاوضات كافة، مع رفض دمشق المطلق نقاش الموضوع أساساً فيما تمسكت به المعارضة كمقدمة للانتقال السياسي.

وفي الوقت الذي يحقق النظام فيه انتصارات ميدانية بارزة على حساب الفصائل المعارضة وكذلك تنظيم الدولة "داعش"، الذي مني بسلسلة هزائم متلاحقة في سوريا، يقول الخبراء أن لا حل أمام المعارضة سوى توحيد صفوفها.

واستبقت شخصيات معارضة بارزة انطلاق مؤتمر الرياض باعلان استقالتها من الهيئة العليا للمفاوضات، وفي مقدمها منسقها العام رياض حجاب الذي لم يحدد الأسباب المباشرة لاستقالته لكنه قال إنه بذل جهده "أمام محاولات خفض سقف الثورة وإطالة أمد نظام بشار الأسد".

كما سارعت شخصيات أخرى بينها المتحدث الرسمي باسم الهيئة رياض نعسان آغا والمتحدث الرسمي باسم الوفد سالم المسلط بالإضافة إلى عضو الوفد المفاوض سهير الأتاسي إلى إعلان استقالاتهم تباعاً.

من ناحية أخرى، قال بوتين في ختام لقائه في سوتشي مع روحاني واردوغان أن "الرئيسين الإيراني والتركي دعما مبادرة عقد مؤتمر وطني سوري" في سوتشي في جنوب غرب روسيا.

وأضاف أن المؤتمر الذي لم يتم تحديد موعده حتى الآن، سيشكل "حافزاً" لتسوية النزاع في سوريا في اطار محادثات السلام التي تجري في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة.

وقال أردوغان من جهته بحسب ترجمة لكلامه إلى الإنجليزية، إن أنقرة وطهران وموسكو يجب "أن تنسق لإعداد المؤتمر الوطني السوري" مضيفاً "أن إعلاننا المشترك يشكل الخطوة الأولى التي تعكس هذا التعاون الجديد".

وأوضح لاحقاً بحسب تصريحات أوردها التلفزيون التركي أن "استبعاد العناصر الإرهابية التي تهدد الوحدة السياسية والترابية لسوريا وأمننا القومي، سيبقى من أولويات تركيا" وذلك في إشارة على ما يبدو إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية في سوريا.

وأضاف "لا يجب أن يتوقع أحد أن يرانا نوافق على أن نكون في المكان ذاته (...) مع منظمة إرهابية" في ما بدا وكانه تمايز عن مواقف بوتين وروحاني.