نحن نؤمن جميعاً - بلا شك - بأن المنطقة العربية مازالت تعاني من تداعيات الربيع العربي وتعيش حالة من الثأر واللهب. حتى ساد الاعتقاد بأن الحل الوحيد لغلق هذا الملف هو إعادة جذرنة بذور التسامح والتآلف من جديد، وإن تطلب زراعة هذه الأمر فترات بطيئة لتفعيله.

لقد علمتنا لفحات «الربيع العربي»، بأن مفهوم الأمن لا يقتصر فقط على المفهوم العسكري، بل لابد من استثمار التكنولوجيا الحديثة كقوى ناعمة إعلامية - توازي القوى العسكرية في صدى ذخيرتها - لعملية إعادة بناء السلام والتسامح لتعزيز الأمن القومي الخليجي.

ولأطرح مثالاً على ذلك، عن أثر القوة الإعلامية الناعمة في زعزعة الأمن والاستقرار، ولا مثال أبرز من النظام الإيراني الذي مارس قوته الإعلامية على أنه القوة التي لا تضاهى وبرعم المشاكل في الحياة الدنيا الذي لا مثيل له، وذلك بالرغم من معرفتنا بضعف النظام واستراتيجياته المتزعزعة التي تُبنى من خلال التدخل في شؤون الدول ورشوة الخونة لمصلحته العظمى. وفي ذلك، أكد الباحث «أليكس فانكا» في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، بأن النظام الإيراني لا يرتقي بالقوة التي يؤثر بها في الدول العربية، بل إن قوته مستمده من نجاحه عبر ميليشياته بالاستفادة من استغلال أزمات الدول العربية! كما اتفق المدير التنفيذي لمركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية لجامعة فلوريا، محسن ميلاني، مع هذا الطرح، بالقول إن طهران ليست بالضرورة سبب الأزمات، وإنما تستغلها لصالحها، داعياً إلى تفويت الفرصة على طهران عبر حل المشاكل الداخلية في الدول التي تعاني من الأنشطة التخريبية الإيرانية.

* همسة:

ستتلهف كافة الجهات والمؤسسات الحكومية منها وغير الحكومية، وكافة المنظمات الدولية منها وغير الدولية، فضلاً عن أفرادها وممثليها وصناع القرار- المختصين منهم والمتخصصين، في السادس من ديسمبر لهذا العام الذي فضحت أيامه خبايا ومكنونات مخفية سنون عديدة، عن ثمار ومخرجات مؤتمر «دور الإعلام في مكافحة الإرهاب»، المنظم من قبل معهد البحرين للتنمية السياسية.

أود فعلاً أن أشيد بهذا المحفل ومبادرة معهد البحرين للتنمية السياسية لاختيار عنوان يعد بحق موضوع الساعة، وأبرز الأجندات الدولية المطروحة على الطاولة المستديرة التي تقوم 193 دولة بمناقشتها بشكل شبه يومي لاستئصال آفة الإرهاب التي امتدت منذ 1793 وتستمر بتقنيات فائقة الخبث وبأشكال متعددة سعياً لتشويه السلام والتسامح.

عودنا دائماً معهد البحرين للتنمية السياسية، على تغلغله السامي في قضايا حقوق الإنسان لغرس روح التضامن والسلام والتسامح بين طيات أفراد المجتمع البحريني، وذلك من خلال مؤتمراته وبرامجه القيمة ومسابقاته المنظمة بشكل احترافي، حتى أصبح صوت المعهد يصل إلى الطفل، والمرأة، والرجل، وكبير السن، وروح الفريق الواحد، والنائب، والمشرع، وصاحب القرار. لم يلبث المعهد أن يساير أية فعالية تساهم في حب الوطن والحفاظ عليه من تدنيس الأعداء، وذلك من خلال بناء القدرات القيادية وتعزيز وجودها للمساهمة بثراء في حفظ الوطن. فبالرغم من وجود العديد من الجهات المهمة في مملكة البحرين، إلا أن معهد البحرين للتنمية السياسية أصبح معلما بارزا لزرع بذور الحب والسلام والتسامح، فأصبح الجميع يترقب ويتطلع الى أجندته ومشاريعه المستقبلية، أحسنتم يا أسرة معهد البحرين للتنمية السياسية على جهودكم الحثيثة في حب الوطن. لقد كنتم «جامعة» نستفيد منها ونستمد منها أحدث الادوات القيادية في حب الوطن.