ارتفع خام مزيج برنت فوق 113 دولارا للبرميل، إلى ما يقرب من أعلى مستوى له منذ 9 أشهر اليوم الاثنين، بعد أن أدى تقدم المتشددين المسلحين في العراق إلى زيادة المخاوف من احتمال تعطل صادرات النفط من ثاني أكبر مصدر للنفط في أوبك.
وأدى الاندلاع المفاجئ للعنف في العراق إلى ارتفاع كبير في الأسعار الأسبوع الماضي، مع ارتفاع كل من برنت والخام الأميركي أكثر من أربعة في المئة.
وبدأ هذا الارتفاع يفقد الزخم ابتداء من يوم الجمعة مع انتظار السوق لمعرفة ما إذا كان هذا الصراع سيهدد مصافي النفط جنوبي بغداد.
وارتفع سعر برنت تسليم أغسطس 61 سنتا إلى 113.07 دولار للبرميل، وأغلقت تعاقدات يوليو، التي انتهت يوم الجمعة مرتفعة 39 سنتا إلى 113.41 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ التاسع من سبتمبر.
وارتفع الخام الأميركي 44 سنتا إلى 107.35 دولار للبرميل. وارتفع الخام يوم الجمعة إلى 107.68 دولار قبل إغلاقه مرتفعا 38 سنتا إلى 106.91 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ 18 سبتمبر.
وعزت دراسة اقتصادية متخصصة حدوث الارتفاعات المتتالية في أسعار النفط إلى ارتفاع معدل الطلب العالمي عليه، مشيرةً إلى أن الشحن البري المسؤول الأول عما يقرب من 40% من الزيادة في الطلب العالمي على النفط.
وبحسب ما نشرته جريدة "الرياض" فقد بينت الدراسة الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية أن الفترة ما بين العام 2004 و2008 هي ذروة هذه الارتفاعات، وهو الأمر الذي دعا إلى ضرورة إيجاد تنوع لمصادر الطاقة، كما دفعت أسعار الطاقة المرتفعة عدداً من البلدان نحو الاعتماد بدرجة أكبر على توليد الكهرباء من الفحم.
وحمّلت هذه الأسعار بحسب الدراسة الحكومات أعباءً كبيرة من خلال زيادة المبالغ المترتبة عليها لدعم أسعار المحروقات في دولها، أما على النطاق التنموي فقد شكلّت أسعار الطاقة المرتفعة والمتقلبة تحدياً أمام الأسر التي تستخدم الطاقة التجارية الحديثة، مما جعلها تتحول مكرهة إلى الاستخدام التقليدي للكتلة الحيوية والفحم لأغراض الطهي والتدفئة.
وذكرت أن قطاع النقل من أهم القطاعات التي تسببت في نمو الطلب على النفط، حيث إن هذا النمو في قطاع النقل لكل من الصين والهند والشرق الأوسط أدى إلى زيادة الطلب على استخدام النفط باطراد، مما أدى لارتفاع أسعار الوقود.
وأوضحت الدراسة أن قطاع النقل بحسب الوكالة الدولية للطاقة مسئول عن أكثر من نصف الاستهلاك العالمي للنفط ولا زالت هذه الحصة في تزايد مطرد، بسبب زيادة أعداد السيارات وارتفاع الطلب على الشحن البري حيث انه مسؤول عن ما يقرب من 40% من الزيادة في الطلب العالمي على النفط.