كتب - مازن أنور:
لم تعد كأس العالم لكرة القدم لعبة الجماهير فحسب، بل أراها تعددت حدود الأشخاص البسطاء ووصلت إلى القصور الرئاسية، فمباريات كأس العالم أصبحت تستهوي رؤساء الدول وأعلى الشخصيات القيادية ببعض الدول، ولعل الجولة الأولى من كأس العالم الحالي في البرازيل شهدت حضوراً رسمياً لعدد من الشخصيات القيادية، وفي مقدمتها رئيسة البرازيل ديلما روسيف التي حضرت مباراة منتخب بلادها مع كرواتيا وكانت أكثر المشاهدين سعادة بفوز المنتخب البرازيلي حينما تفاعلت مع الأهداف التي سجلها نجم السامبا نيمار خلال المواجهة.
بينما على عكس الفرحة البرازيلية كان سوء الطالع لازم ملك إسبانيا الجديد فيليبي السادس الذي شاهد لأول مرة بعد توليه العرش فريق لاروخا وهو يتعرض لخسارة قاسية 5-1.
الصورة تكررت في مباراة ألمانيا والبرتغال بمشاعر مختلفة والتي انتهت برباعية ألمانية، فكعادتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تقدمت الجماهير وحضرت المباراة وتفاعلت مع الفوز الألماني، كما حضر المباراة نفسها رئيس وزراء البرتغال أفاريس ماركيز. وفي ذات اليوم (يوم أمس الأول الإثنين) حرص جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي أوباما على مشاهدة منتخب بلاده في مباراته الافتتاحية بالمونديال مع غانا، حتى إنه تحدث بعد المباراة عن عدم مشاهدته لهدف منتخب بلاده الأول والذي تم إحرازه بعد مرور 29 ثانية من انطلاق المباراة بسبب تأخره قليلاً.
مونديال البرازيل من المنتظر أن يستقطب المزيد من الرؤساء لاسيما رؤساء دول قارة أمريكا الجنوبية والشمالية، نظراً لقرب المسابقة بين دولهم والبرازيل، حيث باتت مشاركة المنتخبات في كأس العالم تعني الكثير لهؤلاء الزعماء والرؤساء الذين يتحولون لمشجعين يساندون 11 لاعباً بإمكانهم جلب الفرح لدولة بأكملها في حال تحقيقهم للفوز، كما يساهمون في رفع اسم هذه الدولة عالياً في حال الفوز والوصول لمراحل متقدمة.
ليس بغريب على المونديال الكروي أن يستقطب الرؤساء والزعماء وهو الحدث العالمي الكروي الأكبر سواءً في افتتاحية مبارياته أو في مباريات المجموعات أو أدوار إخراج المغلوب وحتى المباراة النهائية، ولعل المونديال الفائت في جنوب أفريقيا شهد حضور الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا وسبقه حضور العديد من الرؤساء في النسخ التي سبقتها.