كتب - حسن الستري:
أرجع مدرسون حاليون ومتقاعدون، تدني نسبة النجاح لخريجي الإعدادية، لاهتمام وزارة التربية بالمرحلة الثانوية أكثر من اهتمامها بالمرحلة الإعدادية، وإلى طبيعة المرحلة الثانوية التي تلبي ميول الطلبة والتخصصات، فيما توقعت الوزارة ارتفاع نسبة النجاح إلى 90% استناداً لتجارب سابقة شبيهة تكررت خلال السنوات الماضية، مشيرة إلى أن غالبية الطلبة الذين لم يتمكنوا من النجاح في الدور الأول بالنسبة للمرحلة الإعدادية، لم يجتازوا مادة أو مادتين من المواد الأساسية.
وقالت مدرسة التربية بكلية المعلمين د.فاطمة الحمياني إن الوقوف على مسببات هذه الظاهرة يحتاج إلى دراسة إجرائية مستفيضة يقوم بها متخصصون تربويون، وربما يكون لعامل المراهقة دور، كونها بالمرحلة الإعدادية أشد منه بالمرحلة الثانوية، وهو ما قد ينتج عنه سلوكيات تؤثر على درجات الطلاب بشكل مباشر أو غير مباشر، إضافة لعامل التغيير البيولوجي الذي يبدأ من المرحلة الإعدادية وقد يكون لديه تأثير على السلوكيات.
وتابعت: نظراً لطبيعة المرحلة فإن تعامل المعلمين معها قد يختلف، وقد يكون لأساليب التعليم دور، شأنها في ذلك شأن المناهج الدراسية، ولكن هذه ظاهرة غير محبذة ويجب الوقوف على أسبابها بعمل دراسة لمعالجته، لأن الرسوب في المرحلة الإعدادية أمر صعب، ففي الدول الغربية كأمريكا لا يرسب إلا من كانت حالته استثنائية أو نادرة.
وعلق المدرس «ب، ر» أن اهتمام الوزارة بالمرحلة الثانوية أكثر منه في المرحلة الإعدادية، فعلى سبيل المثال نصاب المعلم بالمرحلة الإعدادية 20 حصة وبعضهم أكثر، في حين أن نصابه بالمرحلة الثانوية 16 حصة، كما إن عدد الأخصائيين الاجتماعيين بالمرحلة الثانوية أكثر من المرحلة الإعدادية التي بطبيعتها تحتاج لأخصائيين أكثر من المرحلة الثانوية، إضافة لأن المشاريع التطويرية تبدأ عادة من المرحلة الثانوية.
وقال المدرس المتقاعد علي عبدالباقي إن الطالب لا يعتبر المرحلة الإعدادية، ذات أهمية بخلاف المرحلة الثانوية، التي تعتبر النسبة المئوية فيها ذات قيمة، فلذلك يجتهد الطالب ويركز على الدراسة، إضافة لسن المراهقة التي لها دور، كما إن الوزارة تهتم بالمرحلة الثانوية أكثر من الإعدادية، ولعل نظام الامتحانات والتصحيح بالمرحلة الإعدادية له دور أيضاً، فهو أشد صرامة من المرحلة الثانوية.
ولفت المدرس السابق حسين الصباغ، لعوامل كثيرة وراء هذه الفروقات، منها أن نظام احتساب الدرجات بالثالث الإعدادي، تختلف عن الثانوي، إذ يعطى 60 % للامتحان النهائي، بينما في المرحلة الثانوية 50 %، مما يجعل أعمال الفصل مظلومة بعض الشيء في الثالث الإعدادي بخلاف كل الفصول، كما إن التعليم الإعدادي يجمع بين الطلاب كلهم في بوتقة من التعليم الأكاديمي البحت، بينما الثانوي يتم توزيعهم على حسب اهتماماتهم وقدراتهم وهذا يساعد نوعاً ما على الأداء الأفضل، وارتفاع المعدل، فمثلاً قد يواجه الطالب صعوبة في مادة الرياضيات بالثالث الإعدادي ثم يختار المسار الأدبي ويتفوق، أو يتجه للصناعي نظراً لاهتماماته وميوله.
وتابع: أيضاً دافع الطلبة للدراسة بالثانوي أكثر منه بالإعدادي، كما إن نظام الترفيع بالمرحلة الإعدادية مختلف عن الثانوي، إذ من يرسب في مادة يرفعها معه ويدرسها بشكل ذاتي في السنة اللاحقة، بخلاف صف الثالث الإعدادي، إضافة إلى أن المرحلة الإعدادية مرحلة المراهقة الأشد، لذا نرى مشاكل الطلاب أكثر وأشد تعقيداً من المرحلة الثانوية، ولكن مع ذلك يلاحظ أن اهتمام الوزارة بالمرحلة الثانوية أكبر منه بالمرحلة الإعدادية فيما يتعلق بتطوير المناهج وتطوير قدرات المعلمين ومهاراتهم وتوفير المرشدين الاجتماعيين بالثانوي أكبر منه بالإعدادي مع حاجة الإعدادي بشكل أكبر، إضافة لأن نصاب المعلمين بالإعدادي أقل، وطبيعة الامتحانات وتنظيمها ونظام التسجيل يقع على فنيين بالمرحلة الثانوية، بخلاف المرحلة الإعدادية فإنه يقع على عاتق المعلمين، إضافة لأن عدد الطلبة بالفصل الواحد بالإعدادي أكبر منه بالثانوي.