إعداد - علي راضي: استحوذت التدخلات الإيرانية والعراقية واللبنانية الرسمية في شؤون البحرين على قسط كبير من اهتمام الصحافة العربية الأسبوع الماضي، وقال الكتاب العرب إن إيران لا تزال تنظر للبحرين على انها احدى الجزر التابعة لها، ووجهوا انتقادات شديدة لهذه التدخلات، وقالوا: إنه “على الرغم من أن تقرير بسيوني لم يثبت التدخل الإيراني في البحرين، إلا أن إيران الرسمية وبتصريحات مسؤوليها وما ينشره ويبثه إعلامها الرسمي والخاص والمدعوم من طهران مستمراً في إثارة الفتنة في البحرين وينقل يومياً أكاذيب وافتراءات ويدعي وجود ثورة في البحرين”. إيران فشلت في البحرين وقالت زينب غاضب في صحيفة (الحياة) إن إيران الآن وبعد فشلها في صنع بنية تحتية تعتمد على الاقتصاد القوي، ورفاهية الشعب الإيراني، ومقاومة المعارضة لسياسات زعمائها الطائشين، وانهيار الاقتصاد الذي اضمحل بفعل العقوبات الدولية، وبفعل الصرف على قواها في فلسطين، ولبنان، والآن في سورية، فلم يعد أمامها إلا التصميم على زلزلة الخليج العربي لخلخلته داخلياً عن طريق إذكاء الطائفية والمذهبية، وهذه هي اللعبة التي تتسلل من خلالها لتحقيق أهدافها. بالطبع الحكومات الخليجية تعي هذه اللعبة الخطرة وتعي نتائجها جيداً، خصوصاً بعد فشل محاولات إيران المستميتة بتحرشاتها المستمرة في البحرين، والسعودية، والكويت، والمعضلة تكمن الآن في الشعوب التي لا تعي هذه الحقيقة، ولا تدرك نتائج هذه التحرشات وتنجر خلف المأزومين من الطرفين “سنة وشيعة”، وبالأخص الدهماء الذين لا يستندون على ثقافة دينية، وتاريخية، تسعفهم في حقيقة فهم هذه الخطط المبنية على هذه المبادئ من منطلق “فرق تسد”. إيران لا تحب “الشيعة” من العرب، ولا تحب “السنة” على حد سواء، فهي لا تعشق إلا جنسها الفارسي فقط، والدليل ما يعانيه هؤلاء في داخلها من قهر ، واضطهاد، وفقر، ولننظر إلى العراق الذي أفسدته سياسياً، ومذهبياً، حتى أصبح آيلاً للسقوط في ظل الفوضى والدمار الاقتصادي والأمني، إيران نرجسية بطبعها لا تهتم بشعبها المتعدد الأجناس، ولا بالشعوب الأخرى، ولو كان يهمها هذا، كما تدعي، لكانت انحازت للشعب السوري، بدلاً من الانحياز إلى بشار ونظامه، بل ومساندته بالمال، والسلاح، والرجال، والشبيحة. المعارضة وموقفها الملتبس وقال طارق العيدان في صحيفة (القبس) الكويتية إن موقف المعارضة البحرينية بشكل مبدئي كان ضد لجنة التحقيق، حيث اعتبرت أن خطوة استقطاب أسماء لامعة، أمثال البروفيسور بسيوني، هي محاولة لسحب البساط عن الأزمة الحقيقية، لكنها قبلت ورحبت بها، عندما رأت موقف جهات عدة موالية للحكومة. ولاقت المعارضة للجنة الوطنية المعنية بتوصيات تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق بالشكوك، حيث تقدم رئيس اللجنة رئيس مجلس الشورى علي الصالح باستقالته بعد أسبوعين من تشكيلها لعدم تعاون الحكومة في إمداد اللجنة بالمستندات المطلوبة، كما نشرت الصحافة نص استقالته، ثم عادت السلطة، وأكدت سعيها إلى كشف الحقيقة، ومنحت اللجنة كل ما تريد. البحرين جزيرة تابعـــــــة لإيـــــران! وأكد العيدان أن تقرير بسيوني لم يستطع أن يحدد أي نوع من التدخل الإيراني في الأزمة، ولكن هناك نفوذاً واضحاً في صفوف المعارضة للنظام، وهنا يتوجب فهم ديناميكية هذا النوع من الدعم والعلاقة التي تربط النظام في طهران مع فئات من السكان. وأشار العيدان إلى أن النظام الإيراني ينظر إلى البحرين كإحدى الجزر التابعة، ولكن سرعان ما تنازل عن تلك الأفكار، إلا أن عوامل متعددة أبقت على هذا التأثير غير المباشر ولاسيما في تدريب بعض الكوادر الشبابية وحشد الجمهور وتدريبهم على التوجيه والتنسيق، كما لا يخفى الدعم المالي والمجتمعي، ولكن كان ملاحظا أن الإعلام الرسمي الإيراني الذي كان ضاغطاً ومطالباً في جميع أنحاء إيران هدأ فعليا عندما دخلت درع الجزيرة.، لكن تصريحات هجومية عادت وصدرت عن اكثر من مسؤول إيراني. الكوكب الدري في الرد على نبيه بري وقال عبدالله الهدلق في (الوطن) الكويتية إن تصريحات “نبيه بري” حول البحرين لا تمثل إلا نفسه ولكنها تعبر عما يكنه في داخله من حقد وكراهية لمملكة البحرين الشقيقة وحكامها الكرام وحكومتها، ولن تقبل القيادات اللبنانية بتلك التصريحات الشاذة والاستفزازية وغير المسؤولة لـ«نبيه بري” ضد مملكة البحرين، حتى لا تخلق مناخاً من التوتر وعدم الثقة وتعرض امن واستقرار منطقة الخليج العربي للخطر، كما إن امن دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ، ويجب أن تمارس الحكومة اللبنانية مسؤولياتها الكاملة في التعامل بحزم وشدة مع ما صرح به “نبيه بري” من أكاذيب وافتراءات ومزاعم وممارسات غير ودية أثارت استياء مملكة البحرين الشقيقة. الموقف العراقي يمثل إيران في البحرين وتحت عنوان “قمة رسائل في بغداد!”، تناول الدكتور عبدالله الشايجي في صحيفة (الاتحاد) الإماراتية الموقف العراقي من الثورة السورية ومما يجري في البحرين. ففي الشأن السوري، يبدو واضحاً التغير الكلي في الموقف العراقي من سوريا منذ اندلاع الثورة فيها. فبعد أن وجه المالكي اتهامات واضحة لسوريا بتصدير الإرهاب والإرهابيين والسيارات المفخخة وكرر الشكوى منها، تحول العراق إلى موقف ينحاز ويقف مع النظام السوري، وهو ربما يتماثل في ذلك مع الموقف الإيراني ويبتعد عن الموقف الخليجي خاصة، وكذلك مواقف كثير من الدول العربية وفي مقدمتها دول الحراك العربي. ثم هناك الموقف العراقي الذي ترفضه البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي المتمثل في غياب الموضوعية في تعاطي العراق معها لأسباب جلية وواضحة، وهو موقف يقترب مرة أخرى أكثر من الموقف الإيراني تجاه البحرين. المالكي صوت لإيران وقال يوسف الكويليت في صحيفة الرياض السعودية إنه توقع من نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، بعد القمة العربية، أن يكون واقعياً في إدارة علاقاته مع محيطه الخليجي، ويخرج من حبوس إيران وهيمنتها على القرارات الحكومية في بغداد، وتفاءلنا بأنه قادر على إصلاح الشأن الداخلي وتوحيد الفرقاء من أجل مصلحة بلده، والابتعاد عن خلق الأزمات مثل تأييده جانباً من شيعة البحرين قاموا بالشغب، والكف عن مهاجمة المملكة كصوت ملحق بالصوت الإيراني، التي لا تخفي عداءها الدائم.. الدفاع الصاروخي والتدخــــلات الإيرانيـــة ونقلت صحيفة البلاد السعودية عن الدكتور عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات قوله إن تفكير دول الخليج في النظام الدفاعي الصاروخي مطروح منذ فترة طويلة وليس بالأمر المستجد، إلا أن هذا المشروع متقدم كثيراً في بعض الدول الخليجية والبعض الآخر مازال يسعى للحاق به، وأضاف أن هناك تدخلاً إيرانياً سافراً في البحرين سياسياً وإعلامياً، حيث تسعى إيران إلى تأجيج مستمر للوضع في البحرين، كما أنها لازالت تحتل جزر الإمارات الثلاث منذ 40 عاماً ولم تحل هذه المشكلة حتى الآن.