يشغل مطار دبي الدولي الكثير من المراقبين ووسائل الإعلام في العالم بعد أن نجح في استقطاب ملايين المسافرين ولفت الأنظار إليه، ليتفوق على مطار "هيثرو" في لندن الذي كان حتى عهد قريب هو الأكبر والأكثر نشاطاً في العالم، فيما تقول صحيفة أميركية إن أكثر من ثلثي سكان الكرة الأرضية يبعدون عن دبي أقل من 8 ساعات طيران فقط، وهو ما أسهم في دعم هذا النمو الكبير الذي تشهده الإمارة.
وساهم مطار دبي في جعل الإمارة واحدة من أهم المراكز الحيوية في العالم بالنسبة للمسافرين والتجار، فضلاً عن أن الموقع الاستراتيجي لإمارة دبي حولها إلى مركز الربط الأهم بين الشرق والغرب، حيث إن نسبة كبيرة من المسافرين والبضائع بين قارتي آسيا وأوروبا أصبحت تمر عبر دبي.
وقالت جريدة "نيويورك تايمز" في تقرير لها إن مطار دبي الدولي كان قبل عشر سنوات فقط من الآن يحتل المركز رقم 45 من حيث أكبر المطارات في العالم، أما اليوم فأصبح يستحوذ على المركز الأول عالمياً بعد أن تفوق على مطار "هيثرو" في لندن الذي يعتبر مركز عمليات مهم لشركات الطيران العالمية.
وبحسب الصحيفة الأميركية فإن "دبي أصبحت مفترق طرق حديثا يصل بين الشرق والغرب"، مشيرة إلى أن شركة الطيران التي تملكها الإمارة (طيران الإمارات)، والتي يتصدر اسمها قمصان أهم اللاعبين في فرق كرة القدم، تساهم هي الأخرى في أن تصبح دبي مركز الاتصال الهام على مستوى العالم.
ويصف تقرير "نيويورك تايمز" المشهد في أروقة مطار دبي الدولي، وكيف تحول إلى مركز تسوق عالمي ضخم، حيث يقول إن من يتجول في المطار يجد العائلات من أقصى الهند إلى أقصى أوروبا يتسوقون في متاجر السوق الحرة ويحملون حقائبهم على ظهورهم، فيما تجد لاعبين رياضيين من إيران، وسياح من روسيا لا يتطلعون إلا للعودة مجدداً لهذه "الواحة العالمية".
وتشير الصحيفة إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي تتمتع به إمارة دبي والذي ساهم في جعلها مركزاً عالمياً مهماً، حيث يقول التقرير إن ثلثي سكان الكرة الأرضية يحتاجون إلى أقل من ثماني ساعات طيران من أجل الوصول إلى دبي، وهو ما يعني أنها مركز مهم لهؤلاء خلال رحلاتهم وسفرياتهم، فضلاً عن أن مطار دبي تمكن من أن يتحول إلى مركز ربط بين أي مدينتين في العالم، حيث يمكن المرور به خلال السفر من أي مكان إلى أي مكان في العالم.
وقال جيم كرين، وهو الخبير في شؤون الخليج بمركز بيكر للسياسات العامة التابع لجامعة "رايس" إن "الخطوط الجوية هي السر في نجاح دبي"، مشيراً إلى أن "السفر عبر الجو هو الذي يصنع دبي أو يوقفها، واقتصاد الإمارة يعتمد بالكامل على ذلك".
ومن الجدير بالذكر أن كرين يختص بصورة استثنائية بمراقبة إمارة دبي والتطورات التي تشهدها، حيث كان قد ألف كتاب: "مدينة الذهب: دبي وحلم العالمية"، وهو الكتاب الذي اشتهر به الخبير الأميركي.
وخلال الـ12 شهراً التي انتهت في نهاية شهر فبراير الماضي كان مطار دبي الدولي قد سجل رقماً قياسياً من حيث أعداد الذين قصدوه من مختلف أنحاء الكون، حيث هبط 67.3 مليون مسافر في المطار، ليكون بذلك قد تجاوز للمرة الأولى في تاريخه مطار "هيثرو" البريطاني الذي هبط فيه خلال الفترة ذاتها 66.9 مليون مسافر فقط، يليه مطار هونغ كونغ الذي استقبل 59.9 مليون مسافر.
وكانت شركة "طيران الإمارات" التي تتخذ من مطار دبي مركزاً لعملياتها قد تأسست في العام 1985 برأسمال 10 ملايين دولار فقط، وطائرتين من طراز "بوينغ"، لتتحول اليوم الى أكبر شركات الطيران العربية والخليجية، فضلاً عن أنها واحدة من أكبر وأهم شركات الطيران في العالم، وتسهم بجزء كبير من اقتصاد الإمارة الذي يقوم بالدرجة الأولى على التجارة والسياحة.