* تظاهرات حاشدة في الأردن تنديداً بقرار ترامب حول القدس
* إمام المسجد الحرام: قرار ترامب حول القدس يؤجج العنف والكراهية
غزة - عزالدين أبو عيشة، عمان - غدير محمود، وكالات
أعلنت مصادر أمنية وطبية فلسطينية استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة أكثر من ألفين، في مواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة مدن ومحافظات بالأراضي الفلسطينية المحتلة، بينها القدس وغزة والضفة الغربية المحتلة.
من جانبه، حذر إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب من أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيؤجج "العنف والكراهية"، داعياً المسلمين إلى الوحدة لرفض هذا القرار.
وتظاهر الآلاف في الأردن الجمعة رفضاً لاعتبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، وعزمه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة، منددين بالقرار ومعبرين عن تضامنهم مع "انتفاضة القدس". وجاءت هذه التظاهرات تلبية لدعوات بإقامة مظاهرات مليونية دعت لها العديد من الفعاليات الشعبية، تحت شعار "لبيك يا قدس". وكان أبرز المظاهرات ما شهدته ساحة المسجد الحسيني وسط عمان، حيث توافد عشرات الآلاف منذ ساعات الصباح الباكر للمشاركة في المسيرة المليونية. ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين وصوراً للمسجد الأقصى، وردد المحتجون هتافات ضد الرئيس الأمريكي وإسرائيل.
وخرج الفلسطينيون في تظاهرات كبيرة الجمعة ضد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة واندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي أسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة أكثر من ألفين.
وتجدّدت المواجهات بين آلاف الفلسطينيين وقوات الاحتلال على نقاط التماس في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، عقب مشاركتهم في مليونية الغضب التي دعت لها لجنة القوى الوطنية، رفضاً لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بإسرائيل عاصمة لإسرائيل.
وشهدت محافظات القطاع مواجهات على الشريط الحدودي بين متظاهرين وجنود الاحتلال الذين أطلقوا الرصاص الحي والقنابل الغازية المسيلة للدموع، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة 110 بينهم إصابة 4 حالات خطيرة.
وفي الضفة المحتلة، اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان في أنحاء متفرقة، وبلغت عدد الإصابات نحو 119 بجروح مختلفة، بينهم حالة حرجة، ومنع الجيش سيارات الإسعاف من الوصول للمصابين.
المواجهات اندلعت في 20 منطقة تماس في قرى ومدن الضفة الغربية ومدينة القدس، عقب خروج مسيرات الغضب بعد صلاة الجمعة تلبية لدعوات شعبية وفصائلية.
وفي مدينة القدس المحتلة كانت المواجهات الأعنف، وأطلق الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز بكثافة باتجاه المصلين لتفريقهم، قبل أن تندلع المواجهات، كما قمع الاحتلال مسيرة خرجت من المسجد الأقصى.
وفي مدينة الخليل، كانت المواجهات الأعنف في باب الزاوية بقلب المدينة، واعتدى الجنود خلالها على الصحافيين ومنعوهم من التغطية، في حين سجلت العشرات من حالات الاختناق جراء إطلاق قنابل الغاز بكثافة باتجاههم.
وفي مدينة رام الله، اشتدت المواجهات، وأطلق الاحتلال قنابل الصوت بكثافة واعتدى على المسعفين والصحافيين.
وفي مدينة بيت لحم اندلعت مواجهات عنيفة جداً بين الشبان والجنود على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم ومحيط قبر بلال بن رباح، وفي بلدة تقوع جنوب المدينة.
وشارك مئات الآلاف من الفلسطينيين عقب صلاة الجمعة، في المليونية التي دعت لها القوى الوطنية، وتقدم المسيرات قادة الفصائل في جميع المحافظات، وألقوا كلمات مختلفة تؤكد بمجملها على رفضهم الشديد لقرار ترمب، واعتبرته عدواناً صريحاً على الشعب الفلسطيني وانحيازاً للعدو الصهيوني.
وفي الوقفة، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد أبو جلالة تمسك المقاومة بكل فلسطين، وأن الشعب قبل التحدي الأمريكي وعلى ترامب أن يكون جاهزاً لدفع الثمن.
ودعا لتفعيل كافة أشكال النضال على مختلف الجهات السياسية والدبلوماسية والكفاحية، وأن القرار الأمريكي يجب أن يكون محفزاً لتصعيد الانتفاضة.
وحث قوى التحرر العربي على تحمل المسؤولية بالدفاع عن القدس، والتصدي للتطبيع مع الكيان الصهيوني التي تصارع إليها بعض الأنظمة العربية.
من ناحية أخرى، حاول فلسطيني طعن جندي عند مدخل مدينة البيرة الشمالي، شمال رام الله، لكن الجنود أطلقوا النار عليه وأصابوه إصابة خطرة، بحسب الجيش ومصادر طبية فلسطينية. والتقطت للشاب بعد إصابته صور وهو يضع ما يشبه حزاماً ناسفاً على وسطه.
وفي قطاع غزة استشهد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في حين أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن المشافي تسلمت أكثر من 80 إصابة بالرصاص الحي خمس منها في حالة الخطر.
وتظاهر عشرات الآلاف بعد صلاة الجمعة، في مختلف مناطق قطاع غزة، وتوجه المئات منهم إلى الشريط الحدودي شرق القطاع حيث عبروا عن غضبهم برشق الجنود الإسرائيليين بالحجارة.
وفي الضفة الغربية، شارك 3000 فلسطيني في مسيرة في الخليل، قبل أن يبدأوا برشق الحاجرة على الجنود الإسرائيليين رداً على إطلاق جيش الاحتلال الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي.
وسجلت مواجهات في بيت لحم، جنوب القدس، وصدامات في القدس القديمة بعد صلاة الجمعة في الحرم القدسي.
وفي رام الله، شارك الآلاف في مسيرة بعد الصلاة، ووقعت مواجهات في شمال البيرة وعند حاجز قلنديا بين عشرات الشبان والجنود الذين ردوا على الحجارة بإطلاق الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية والرصاص الحي، وفق وزارة الصحة والهلال الأحمر الفلسطينيين.
ومنذ أن أدار ترامب ظهره لعقود من الدبلوماسية الأمريكية والدولية عمت التظاهرات الأراضي المحتلة واستشهد 6 فلسطينيين وجرح المئات في صدامات مع الجيش الإسرائيلي الذي اعتقل العشرات.
وشارك عشرات ملايين العرب والمسلمين والناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية حول العالم في مسيرات وتظاهرات أحرقت خلالها أعلام الولايات المتحدة وإسرائيل وداس فيها متظاهرون على صور ترامب.
لكن الاحتجاجات لم تتخذ حتى الساعة أبعاداً كان يخشى منها فيما حذر المجتمع الدولي من ردود فعل يتعذر ضبطها وتوعدت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة المحاصر بفتح "أبواب جهنم" على المصالح الأمريكية، ودعت الى "انتفاضة جديدة".
ودعت حركة حماس الخميس إلى جعل كل يوم جمعة "يوم غضب".
وشهد يوماً الجمعة والسبت بعد 6 ديسمبر استشهاد 6 فلسطينيين برصاص إسرائيلي على طول السياج الحدودي في قطاع غزة، وقصفت إسرائيل مواقع في القطاع بعد إطلاق صواريخ منه لم توقع إصابات.
وفي الضفة الغربية يواجه شباب يوميا بالحجارة الجنود الإسرائيليين الذين يطلقون الرصاص المطاطي وأحياناً بالرصاص الحي.
ولا يقتصر هذا الأمر بالنسبة للفلسطينيين الذين ينشدون إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية في الضفة الغربية وغزة المنفصلتين جغرافياً، على كونه حكماً مسبقاً على نتائج المفاوضات التي يفترض أن تبحث وضع المدينة المقدسة. بل إنه يمثل إنكاراً للهوية العربية للقدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل دون اعتراف دولي.
ومنذ 1980، تتعامل إسرائيل مع القدس بكاملها بصفتها عاصمتها "الأبدية الموحدة".
وأفاد استطلاع رأي أجراه مؤخراً المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن 45% من الفلسطينيين يؤيدون انتفاضة شعبية لحل النزاع المزمن مع إسرائيل. وقبل 3 أشهر أيد 35% منهم المقاومة المسلحة، واعتبر مدير المركز خليل الشقاقي أن "التفسير الممكن الوحيد" لهذه الزيادة يكمن في إعلان ترامب.
ويرى الفلسطينيون أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "لا يمثل تغييراً جذرياً للواقع"، نظراً إلى أن القدس الشرقية خاضعة لسيطرة إسرائيل بالكامل بحسب الشقاقي.
في المقابل يحذر الخبراء من الخلاصات الصادرة على عجل.
ففي اقل من 10 أيام أطلقت 12 قذيفة وصاروخاً من قطاع غزة إلى إسرائيل، في زيادة بارزة عن الوتيرة المعتادة منذ نهاية حرب 2014. وقصف الجيش الإسرائيلي 10 مواقع في القطاع.
ويرى الخبراء، وسط قابلية انفجار الوضع الراهن، أن خطر التصعيد ليس بعيداً أبداً، حتى لو أن إسرائيل وحماس لا تجدان مصلحة فيه حالياً.
من جانبه، حذر إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب من أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيؤجج "العنف والكراهية"، داعياً المسلمين إلى الوحدة لرفض هذا القرار.
وقال في خطبة الجمعة إن خطوة ترامب "لتكريس احتلال القدس (...) لن تنتج إلا مزيداً من الكراهية والعنف"، معتبراً أن "الذي يمارس اليوم هو إحداث صراع ثقافة وحضارة ودين، وتصرف يوقع العالم في حرج وخطر، وينذر بشر لا يعلم مداه إلا الله".
وتابع بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السعودية الرسمية أن "الثابت منذ الفتح وحتى المحشر أن بلاد فلسطين ومدينة القدس بلاد إسلامية عربية، والطارئ والاستثناء هو وقوعها في يد غيرهم".
ورأى أن أي "قوة تفرض غير ذلك إنما تعبث في الدماء وتؤجج العنف والبغضاء، وتُحدث شرخاً في الإنسانية وتشوهات في الحضارة".
ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين إلى الوحدة لمواجهة الخطوة الأمريكية.
وقال إن "قضية فلسطين ليست قضية شعب أو عرق، أو حزب أو منظمة، بل قضية كل المسلمين (...) ولا يجوز أن تكون مثاراً لتبادل الاتهامات وتكريس الخلافات، ولا أن تستغل لإسقاطات وتصفية حسابات".
وأضاف أن "فلسطين لم تكن مجرد أرض دخلت تحت سلطان المسلمين يوماً من الأيام ويمكنها في يوم آخر أن تكون خارجه بل تاريخاً وأرضاً ومقدسات ومعالم هي إرثٌ واجب القبول، متحتم الرعاية، لازم الصون، إنه ليس خياراً يتردد فيه المترددون أو شأناً يتحير فيه المتحيرون فهي آية في الكتاب وستبقى ما بقي الزمان، ولن يستطيع بشر أن يغير هذه الحقيقة".
وبعيد صدور قرار ترامب، أعربت السعودية عن "أسفها الشديد" لهذا القرار، ثم أكد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن من حق الشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
{{ article.visit_count }}
* إمام المسجد الحرام: قرار ترامب حول القدس يؤجج العنف والكراهية
غزة - عزالدين أبو عيشة، عمان - غدير محمود، وكالات
أعلنت مصادر أمنية وطبية فلسطينية استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة أكثر من ألفين، في مواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة مدن ومحافظات بالأراضي الفلسطينية المحتلة، بينها القدس وغزة والضفة الغربية المحتلة.
من جانبه، حذر إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب من أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيؤجج "العنف والكراهية"، داعياً المسلمين إلى الوحدة لرفض هذا القرار.
وتظاهر الآلاف في الأردن الجمعة رفضاً لاعتبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، وعزمه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة، منددين بالقرار ومعبرين عن تضامنهم مع "انتفاضة القدس". وجاءت هذه التظاهرات تلبية لدعوات بإقامة مظاهرات مليونية دعت لها العديد من الفعاليات الشعبية، تحت شعار "لبيك يا قدس". وكان أبرز المظاهرات ما شهدته ساحة المسجد الحسيني وسط عمان، حيث توافد عشرات الآلاف منذ ساعات الصباح الباكر للمشاركة في المسيرة المليونية. ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين وصوراً للمسجد الأقصى، وردد المحتجون هتافات ضد الرئيس الأمريكي وإسرائيل.
وخرج الفلسطينيون في تظاهرات كبيرة الجمعة ضد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة واندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي أسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة أكثر من ألفين.
وتجدّدت المواجهات بين آلاف الفلسطينيين وقوات الاحتلال على نقاط التماس في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، عقب مشاركتهم في مليونية الغضب التي دعت لها لجنة القوى الوطنية، رفضاً لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بإسرائيل عاصمة لإسرائيل.
وشهدت محافظات القطاع مواجهات على الشريط الحدودي بين متظاهرين وجنود الاحتلال الذين أطلقوا الرصاص الحي والقنابل الغازية المسيلة للدموع، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة 110 بينهم إصابة 4 حالات خطيرة.
وفي الضفة المحتلة، اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان في أنحاء متفرقة، وبلغت عدد الإصابات نحو 119 بجروح مختلفة، بينهم حالة حرجة، ومنع الجيش سيارات الإسعاف من الوصول للمصابين.
المواجهات اندلعت في 20 منطقة تماس في قرى ومدن الضفة الغربية ومدينة القدس، عقب خروج مسيرات الغضب بعد صلاة الجمعة تلبية لدعوات شعبية وفصائلية.
وفي مدينة القدس المحتلة كانت المواجهات الأعنف، وأطلق الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز بكثافة باتجاه المصلين لتفريقهم، قبل أن تندلع المواجهات، كما قمع الاحتلال مسيرة خرجت من المسجد الأقصى.
وفي مدينة الخليل، كانت المواجهات الأعنف في باب الزاوية بقلب المدينة، واعتدى الجنود خلالها على الصحافيين ومنعوهم من التغطية، في حين سجلت العشرات من حالات الاختناق جراء إطلاق قنابل الغاز بكثافة باتجاههم.
وفي مدينة رام الله، اشتدت المواجهات، وأطلق الاحتلال قنابل الصوت بكثافة واعتدى على المسعفين والصحافيين.
وفي مدينة بيت لحم اندلعت مواجهات عنيفة جداً بين الشبان والجنود على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم ومحيط قبر بلال بن رباح، وفي بلدة تقوع جنوب المدينة.
وشارك مئات الآلاف من الفلسطينيين عقب صلاة الجمعة، في المليونية التي دعت لها القوى الوطنية، وتقدم المسيرات قادة الفصائل في جميع المحافظات، وألقوا كلمات مختلفة تؤكد بمجملها على رفضهم الشديد لقرار ترمب، واعتبرته عدواناً صريحاً على الشعب الفلسطيني وانحيازاً للعدو الصهيوني.
وفي الوقفة، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد أبو جلالة تمسك المقاومة بكل فلسطين، وأن الشعب قبل التحدي الأمريكي وعلى ترامب أن يكون جاهزاً لدفع الثمن.
ودعا لتفعيل كافة أشكال النضال على مختلف الجهات السياسية والدبلوماسية والكفاحية، وأن القرار الأمريكي يجب أن يكون محفزاً لتصعيد الانتفاضة.
وحث قوى التحرر العربي على تحمل المسؤولية بالدفاع عن القدس، والتصدي للتطبيع مع الكيان الصهيوني التي تصارع إليها بعض الأنظمة العربية.
من ناحية أخرى، حاول فلسطيني طعن جندي عند مدخل مدينة البيرة الشمالي، شمال رام الله، لكن الجنود أطلقوا النار عليه وأصابوه إصابة خطرة، بحسب الجيش ومصادر طبية فلسطينية. والتقطت للشاب بعد إصابته صور وهو يضع ما يشبه حزاماً ناسفاً على وسطه.
وفي قطاع غزة استشهد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في حين أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن المشافي تسلمت أكثر من 80 إصابة بالرصاص الحي خمس منها في حالة الخطر.
وتظاهر عشرات الآلاف بعد صلاة الجمعة، في مختلف مناطق قطاع غزة، وتوجه المئات منهم إلى الشريط الحدودي شرق القطاع حيث عبروا عن غضبهم برشق الجنود الإسرائيليين بالحجارة.
وفي الضفة الغربية، شارك 3000 فلسطيني في مسيرة في الخليل، قبل أن يبدأوا برشق الحاجرة على الجنود الإسرائيليين رداً على إطلاق جيش الاحتلال الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي.
وسجلت مواجهات في بيت لحم، جنوب القدس، وصدامات في القدس القديمة بعد صلاة الجمعة في الحرم القدسي.
وفي رام الله، شارك الآلاف في مسيرة بعد الصلاة، ووقعت مواجهات في شمال البيرة وعند حاجز قلنديا بين عشرات الشبان والجنود الذين ردوا على الحجارة بإطلاق الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية والرصاص الحي، وفق وزارة الصحة والهلال الأحمر الفلسطينيين.
ومنذ أن أدار ترامب ظهره لعقود من الدبلوماسية الأمريكية والدولية عمت التظاهرات الأراضي المحتلة واستشهد 6 فلسطينيين وجرح المئات في صدامات مع الجيش الإسرائيلي الذي اعتقل العشرات.
وشارك عشرات ملايين العرب والمسلمين والناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية حول العالم في مسيرات وتظاهرات أحرقت خلالها أعلام الولايات المتحدة وإسرائيل وداس فيها متظاهرون على صور ترامب.
لكن الاحتجاجات لم تتخذ حتى الساعة أبعاداً كان يخشى منها فيما حذر المجتمع الدولي من ردود فعل يتعذر ضبطها وتوعدت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة المحاصر بفتح "أبواب جهنم" على المصالح الأمريكية، ودعت الى "انتفاضة جديدة".
ودعت حركة حماس الخميس إلى جعل كل يوم جمعة "يوم غضب".
وشهد يوماً الجمعة والسبت بعد 6 ديسمبر استشهاد 6 فلسطينيين برصاص إسرائيلي على طول السياج الحدودي في قطاع غزة، وقصفت إسرائيل مواقع في القطاع بعد إطلاق صواريخ منه لم توقع إصابات.
وفي الضفة الغربية يواجه شباب يوميا بالحجارة الجنود الإسرائيليين الذين يطلقون الرصاص المطاطي وأحياناً بالرصاص الحي.
ولا يقتصر هذا الأمر بالنسبة للفلسطينيين الذين ينشدون إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية في الضفة الغربية وغزة المنفصلتين جغرافياً، على كونه حكماً مسبقاً على نتائج المفاوضات التي يفترض أن تبحث وضع المدينة المقدسة. بل إنه يمثل إنكاراً للهوية العربية للقدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل دون اعتراف دولي.
ومنذ 1980، تتعامل إسرائيل مع القدس بكاملها بصفتها عاصمتها "الأبدية الموحدة".
وأفاد استطلاع رأي أجراه مؤخراً المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن 45% من الفلسطينيين يؤيدون انتفاضة شعبية لحل النزاع المزمن مع إسرائيل. وقبل 3 أشهر أيد 35% منهم المقاومة المسلحة، واعتبر مدير المركز خليل الشقاقي أن "التفسير الممكن الوحيد" لهذه الزيادة يكمن في إعلان ترامب.
ويرى الفلسطينيون أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "لا يمثل تغييراً جذرياً للواقع"، نظراً إلى أن القدس الشرقية خاضعة لسيطرة إسرائيل بالكامل بحسب الشقاقي.
في المقابل يحذر الخبراء من الخلاصات الصادرة على عجل.
ففي اقل من 10 أيام أطلقت 12 قذيفة وصاروخاً من قطاع غزة إلى إسرائيل، في زيادة بارزة عن الوتيرة المعتادة منذ نهاية حرب 2014. وقصف الجيش الإسرائيلي 10 مواقع في القطاع.
ويرى الخبراء، وسط قابلية انفجار الوضع الراهن، أن خطر التصعيد ليس بعيداً أبداً، حتى لو أن إسرائيل وحماس لا تجدان مصلحة فيه حالياً.
من جانبه، حذر إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب من أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيؤجج "العنف والكراهية"، داعياً المسلمين إلى الوحدة لرفض هذا القرار.
وقال في خطبة الجمعة إن خطوة ترامب "لتكريس احتلال القدس (...) لن تنتج إلا مزيداً من الكراهية والعنف"، معتبراً أن "الذي يمارس اليوم هو إحداث صراع ثقافة وحضارة ودين، وتصرف يوقع العالم في حرج وخطر، وينذر بشر لا يعلم مداه إلا الله".
وتابع بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السعودية الرسمية أن "الثابت منذ الفتح وحتى المحشر أن بلاد فلسطين ومدينة القدس بلاد إسلامية عربية، والطارئ والاستثناء هو وقوعها في يد غيرهم".
ورأى أن أي "قوة تفرض غير ذلك إنما تعبث في الدماء وتؤجج العنف والبغضاء، وتُحدث شرخاً في الإنسانية وتشوهات في الحضارة".
ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين إلى الوحدة لمواجهة الخطوة الأمريكية.
وقال إن "قضية فلسطين ليست قضية شعب أو عرق، أو حزب أو منظمة، بل قضية كل المسلمين (...) ولا يجوز أن تكون مثاراً لتبادل الاتهامات وتكريس الخلافات، ولا أن تستغل لإسقاطات وتصفية حسابات".
وأضاف أن "فلسطين لم تكن مجرد أرض دخلت تحت سلطان المسلمين يوماً من الأيام ويمكنها في يوم آخر أن تكون خارجه بل تاريخاً وأرضاً ومقدسات ومعالم هي إرثٌ واجب القبول، متحتم الرعاية، لازم الصون، إنه ليس خياراً يتردد فيه المترددون أو شأناً يتحير فيه المتحيرون فهي آية في الكتاب وستبقى ما بقي الزمان، ولن يستطيع بشر أن يغير هذه الحقيقة".
وبعيد صدور قرار ترامب، أعربت السعودية عن "أسفها الشديد" لهذا القرار، ثم أكد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن من حق الشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.