نيويورك - نشأت الإمام، غزة - عزالدين أبو عيشة، وكالات

وصفت الرئاسة الفلسطينية استخدام الولايات المتحدة الأمريكية "الفيتو" ضد قرار بشأن القدس في مجلس الأمن الدولي بانه "استهتار" بالمجتمع الدولي، في حين وصف الرئيس محمود عباس "بالجنون" القبول بدور أمريكي وسيط في عملية السلام.

واعتبرت المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن الدولي نيكي هايلي الاثنين، ان التصويت في المجلس على مشروع قرار يدين قرار ترامب إعلان القدس عاصمة لاسرائيل، والذي نال 14 صوتا من 15، هو "اهانة لن ننساها ابدا".



واعتبرت المندوبة بعد استخدامها الفيتو لمنع اعتماد مشروع القرار ان العملية "مثال جديد على تسبب الامم المتحدة بالضرر اكثر مما تتسبب بما هو مفيد في التعامل مع النزاع الفلسطيني الإسرائيلي".

وسارع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى توجيه الشكر الى الولايات المتحدة على الفيتو. وقال في تغريدة "شكرا للسيدة السفيرة هايلي وللرئيس ترامب لقد اضأتما شعلة الحقيقة، وبددتما الظلام".

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن "استخدام الفيتو الأمريكي مدان وغير مقبول ويهدد استقرار المجتمع الدولي لأنه استهتار به".

واستخدمت واشنطن الإثنين حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.

وأضاف أبوردينة "هذه الخطوة الأمريكية سلبية وفيها تحدٍّ للمجتمع الدولي، وستسهم في تعزيز الفوضى والتطرف بدل الأمن".

وأشار أبوردينة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية "أكدت عزلتها، وعلى المجتمع الدولي العمل الآن على حماية الشعب الفلسطيني".

وقبل تصويت مجلس الأمن بقليل، جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه اضطلاع واشنطن بأي دور في عملية السلام.

ويغادر الرئيس الفلسطيني الأراضي الفلسطينية الثلاثاء إلى السعودية للقاء خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

وقال عباس قبل اجتماع القيادة الفلسطينية في رام الله "نرفض أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية وسيطاً أو شريكاً سياسياً بعد موقفها هذا من اعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل".

وقال عباس إن الولايات المتحدة "شريك حقيقي وأساسي في وعد بلفور الأول، وكنا مغشوشين ومخدوعين لأننا من اليوم الأول طالبنا في عام 1920 بأن تكون الولايات المتحدة منتدبة عن بريطانيا، لكن تبين لنا أنها تتبنى العمل الصهيوني حتى يومنا هذا".

وقال "لن نقبل بعد الآن أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية شريكاً أو وسيطاً سياسياً، مجنون من يقبل ذلك".

واجتمعت القيادة الفلسطينية في الوقت الذي كان مجلس الأمن يبحث مشروع القرار بشأن القدس.

وأكد عباس تصميم القيادة الفلسطينية على التوجه للأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية باتت تمتلك مواصفات الدولة والحدود أفضل من إسرائيل.

وقال "مصممون على أن نذهب مرة أخرى ومرات للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ومن حقنا أن نحصل على اعتراف العالم بنا، نحن دولة لنا حدود، وإسرائيل تعترف بها العالم منذ عام 1947 رغم أن ليس لها حدود".

وقال "سنذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار مجموعة من القرارات (..) واليوم وقعنا على مراسيم الانضمام إلى 22 منظمة دولية، وكل أسبوع سنوقع على الانضمام إلى ما بين 22- 26 منظمة ومعاهدة دولية".

وأوضح عباس أمام الصحافيين أن القيادة الفلسطينية ستشكل لجنة للبحث في شكل التحركات الفلسطينية السياسية المقبلة، لعرضها على اجتماع المجلس المركزي المتوقع.

وهذا هو الاجتماع الأول الذي تعقده القيادة الفلسطينية عقب قرار الرئيس الأمريكي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر.

وكانت مصر قدمت مشروع القرار الخاص بالقدس والذي يحذر من "التداعيات الخطيرة" للقرار الامريكي بالاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لاسرائيل، ويطالب بالغائه، بعد عشرة ايام على اعلانه من قبل الرئيس الامريكي.

واضاف مشروع القرار ان وضع القدس "يجب ان يتقرر عبر التفاوض" معربا "عن الاسف الشديد للقرارات الاخيرة بشأن القدس" من دون تسمية الولايات المتحدة بالاسم.

كما جاء ايضا في مشروع القرار ان "اي قرار او عمل يمكن ان يغير من طابع او وضع التركيبة الديموغرافية للقدس ليست له قوة قانونية وهو باطل وكأنه لم يكن، ولا بد من الغائه".