حول مأزق أداء العلاقات العامة الرسمية، وعدم تمكنها من التواصل مع وسائل الإعلام كافة بالصفة الحرفية، طرحنا أسئلة عدة على رئيس جمعية العلاقات العامة البحرينية الدكتور فهد الشهابي، في محاولة لتفسير ما يجري، عبر هذا الحوار الخاطف. * ما الدور الحقيقي للعلاقات العامة في الدولة؟ ـ تتركز الوظيفة الأساس للعلاقات العامة على بناء صورة ذهنية إيجابية عن الجهة التي تمثلها لدى الجمهور المستهدف وأن تحافظ على تلك الصورة، بالإضافة إلى بناء علاقة تفاهم متبادل بين كلا الطرفين. * يعتقد الإعلامي البحريني أن أسوأ ما يواجهه في مهمته عدم تعاون العلاقات العامة مع الإعلاميين... ما حقيقة هذا الاعتقاد؟ وما مدى اتفاقكم مع هذا الرأي؟ ـ قد يكون هذا الاعتقاد موجوداً فعلاً لدى بعض الإعلاميين بالنسبة إلى بعض الجهات، ولكنه قطعاً ليس عاماً. * يقول بعض الصحافيين إن العلاقات العامة فشلت حتى في تجميل صورة المؤسسة الرسمية وتلميعها، وإن جميع الردود الواردة منها فضفاضة ولا تحتوي على معلومة... هل باستطاعة العلاقات العامة إبراز حقيقة إنجازات المؤسسات التي تعمل لديها؟ أم إنها أساءت إليها أكثر مما نفعتها؟ ـ لنتفق بداية على أن عملية تجميل صورة المؤسسة وتلميعها هي ليست الوصف الدقيق لمهام العلاقات العامة، ففي اعتقادي أن وصف التلميع والتجميل قد يتضمن بعض الإضافات التي قد لا تكون وقائع بالضرورة، وفي المقابل فإن عمل أي ممارس للعلاقات العامة يجب أن يكون مبنياً على حقائق ومعلومات دقيقة، ومتى ما تخلل ذلك العمل أي إضافات، فإن ذلك سيفقد هذا الممارس مصداقيته، وبالتالي مصداقية المؤسسة. أما بالنسبة إلى الردود الفضفاضة، فإن عمل ممارس العلاقات العامة يتطلب منه الحفاظ على سرية بعض المعلومات، التي قد يكون الوقت غير مناسب حينها للإفصاح عنها، وهنا يبرز دور الممارس المتمكن الذي يستطيع أن يعادل بين حاجة وسائل الإعلام للمعلومة وبين ما هو مسموح له حينها بالإفصاح عنه. * من أبرز ما يجب أن تتمتع به العلاقات العامة في الدولة هو التعامل بشفافية مع الإعلام والصحافة على وجه التحديد، لكن ألا ترون أنها أصبحت منطقة تحجب الشفافية والوضوح؟ ـ إن طبيعة المجتمع البحريني الصغير والمتشابك تجعل من الصعب على أي جهة أن تخفي معلومة عن الشارع، وهو ما أدركته حكومتنا الرشيدة، وظهر واضحاً في توجيهات صاحب السمو الملكي رئيس مجلس الوزراء الموقر في أكثر من مناسبة، إذ أن سموه وجه أجهزة الدولة للتجاوب الفوري مع وسائل الإعلام، ولكنني أتفق معك في أن بعض الجهات القليلة في الدولة مازالت تفضل التريث قبل الإفصاح عن المعلومات الموجودة لدينا، وفي اعتقادي قد يكون لديهم بعض الأسباب الوجيهة لذلك. * هل مشكلة العلاقات العامة في مؤسسات الدولة تكمن في سياستها واستراتيجياتها أم في أفرادها؟ ـ على الرغم من التطورات التي شهدتها مملكتنا الحبيبة فإننا مازلنا نسمع عن بعض الجهات التي دشنت لتوها استراتيجية عملها، وذلك ما يدعونا نحن ممارسي العلاقات العامة للتساؤل: كيف لنا أن نعمل دون أن تكون لمؤسساتنا رؤية ورسالة؟ فمنها تنبثق الخطة الاستراتيجية للمؤسسة، التي بدورها تتفرع إلى خطط فرعية، ومنها الخطة الإعلامية. بالإضافة إلى ذلك فإن سعينا في جمعية العلاقات العامة البحرينية لتعريف متخذي القرار بأهمية العلاقات العامة في مؤسساتهم، بدأ يؤتي أُكله، فها نحن نرى اليوم المؤسسات حريصة على توظيف ممارسي العلاقات العامة المؤهلين أكاديمياً، لكن ذلك للأسف لا يشمل جميع المؤسسات، فمازال بعضها يعد العلاقات العامة مهنة من لا مهنة له، وهو ما يتسبب في الإضرار بتلك المؤسسات بصفة كبيرة جداً. لذا فإن المشكلة في بعض الجهات تكمن في استراتيجياتها وفي بعضها الآخر تكمن في أفرادها. * هل ما تؤديه العلاقات العامة من عمل بارد وغير مهني يصب في مصب العمل ضد توجهات الدولة اليوم؟ ـ إن كان هناك عمل غير مهني فإن ذلك بلا شك عائق في سبيل تحقيق أي هدف، سواء أكان ذلك العمل من مهام العلاقات العامة أم من مهمات أي قطاع آخر في المؤسسة. * كيف يمكن للعلاقات العامة الرسمية أن تتطور وتعطي العطاء اللائق بما تنجزه مؤسساتها؟ ـ بداية يجب أن يبدأ التغيير من رأس الهرم، فالإيمان بأهمية العلاقات العامة من رأس العمل هو الخطوة الأولى في سبيل تطورها، ومن ثم يجب أن تكون هنالك خطة عمل واضحة للمؤسسة ككل وللعلاقات العامة بنحو خاص، وأن تكون مستقاة من رؤية ورسالة المؤسسة، كما يجب أن يكون جميع العاملين في قطاع العلاقات العامة من المؤهلين أكاديمياً، فمن غير المعقول أن يتم توظيف أشخاص غير مؤهلين في الأقسام القانونية أو المالية، وأنا لا أرى العلاقات العامة بأقل أهمية منها.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90