بقلم - د. عبدالستار الراوي: ضمن استعدادات الحرب المقبلة، بلغ عدد القوات الإيرانية النظامية غير المعلن عنها قرابة ثلاثة ملايين وسبعة مائة ألف عسكري، يشكل الجيش 350 ألف عنصر، والحرس مليون وخمسين ألف مقاتل، والباسيج قرابة المليوني فرد. وتم الإسراع بافتتاح الكثير من خطوط إنتاج الأسلحة والمعدات الحربية منذ 2005 على نطاق واسع، كما تم استدعاء قوات الاحتياط في الجيش والحرس منذ فبراير 2010 م وتم رفع حالة التأهب إلى المرحلة القصوى. إذا كانت الاستراتيجية العسكرية هي فن توزيع مختلف الوسائط و المقومات العسكرية و واستخدامها لتحقيق الأهداف السياسة للدولة، فإن العقيدة القتالية كمفهوم عسكري هي كل الجوانب المختصة بتنظيم وإعداد القوات و تجهيزها و تسليحها و تنسيق خططها و تكتيكاتها و طرق استخدام إمكانياتها لتحقيق الأهداف العسكرية التي تحددها الإستراتيجية العسكرية للدولة، والعقيدة القتالية تفرضها علي الدولة العديد من الاتجاهات و المحددات التي تؤثر علي تكوين و بناء عقيدة عسكرية قتالية واضحة. وتسعى إيران منذ قيام الثورة الإيرانية، وبشكل ثابت، إلى إعطاء الأولوية للحفاظ على بقاء النظام، وأن تصبح أقوى وأكثر دولة مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، واعتمدت الاستراتيجية الأمنية لبقاء النظام الإيراني على قدرتها على ردع الهجوم، فمنذ سنوات ناقشت إيران صراحةً عقيدتها العسكرية بصفتها رادعاً لأي غازٍ محتمل، كما سعت إيران إلى مد نشاطها، من خلال زيادة دعمها للجماعات الدينية، والدبلوماسية وممارسة الضغوط الاقتصادية، والقوة الناعمة والرعاية الفعالة للمليشيات والجماعات شبه المسلحة، كلها أدوات تستخدمها إيران من أجل دفع سياستها الخارجية وقيادتها. القوة لممارسة الضغط وبصفة خاصة، فإنها قد تلجأ إلى القوة لممارسة الضغط أو تخويف الدول الأخرى، وتوظف العنف القاهر على نطاق أوسع، كونه رادعاً استراتيجياً. والمثال الأكثر بروزاً لهذه الاستراتيجية، هو دعم إيران لحزب الله اللبناني، بالإضافة إلى تأثيرها على التيارات الدينية والمليشيات المسلحة في العراق. ويتركز هدف الإستراتيجية العسكرية الإيرانية حول الدفاع ضد أي تهديدات خارجية، وتتضمن مبادئها الردع، والانتقام غير المتكافئ وحرب الاستنزاف. ويعد برنامج إيران النووي ورغبتها في الحفاظ على إمكانية تطوير أسلحة نووية جزءاً أساساً من استراتيجية الردع لديها، وتمتلك إيران القدرة على مواصلة شن عمليات هجومية محدودة من خلال برنامج الصواريخ الباليستية الاستراتيجية والقوات البحرية المتطورة التي تمتلكها. مرت الاستراتيجية الإيرانية منذ العام 1979 حتى الآن بأربع مراحل: الأولى: حرب الثماني سنوات مع العراق للمدة (1980-1988)، انتهت بقبول إيران قرار وقف إطلاق النار في الثامن من أغسطس من العام 1988م. وفيها أيضاً بدأت طهران حملة تطوير القدرات القتالية، مكرسة فيها نصيب الأسد من دولارات دفاعها المحدود لتعزيز قواتها البحرية وحربها غير التقليدية. الثانية : امتدت من العام 1990م وحتى العام 1997م، إذ انكفأت فيها إيران على نفسها، لإصلاح أحوالها الداخلية، بقصد بناء قدراتها الذاتية الاقتصادية والصناعية والعسكرية بعيداً من الأعين لاسيما في ما يتعلق بقدراتها الصاروخية الباليستيّة والنووية. في وقت انشغل العالم بقضية الحروب الأمريكية ضدّ العراق. المرحلة الثالثة: استغرقت ست سنوات للمدة (1997- 2003)، انشغل فيها الرئيس محمد خاتمي بقضية حوار الحضارات، ومحاولة الخروج من العزلة الدولية، بإصلاح علاقات بلاده المتأزمة مع دول الجوار العربي. المرحلة الرابعة: بدأت عملياً إثر احتلال العراق في العام 2003 وانتظمت في العام 2005 برئاسة محمود أحمدي نجاد، وتستمر حتى اليوم وهي مرحلة استثمار ما بنته في توسيع قاعدة طموحاتها في المنطقة العربية سواء المباشرة من العراق إلى اليمن مروراً بسورية ولبنان وفلسطين ودول الخليج العربية، أم غير المباشرة وصولاً إلى السودان والمغرب وغيرها من الدول العربية. حرب العصابات وفي هذه المرحلة انتقلت إيران من مرحلة إعادة بناء قدراتها العسكرية (البرية والبحرية والصاروخية) وتعزيز القوة الرابعة (مليشيات الباسيج، فيلق الحرس الثوري، قوة القدس) وتطويرها لشن حرب عصابات ضد القوات الغازية المفترضة وفقاً لمفهوم دفاعي لامركزي جديد أو ما يسميه النظام الإيراني بـ(المبدأ الفسيفسائي). وبالإضافة إلى بناء هذه القدرات العسكرية اتخذت إيران خطوات لتعزيز موقفها وصورتها الرادعة عن طريق: 1 - توطيد الروابط مع القوى والأحزاب الدينية، في شرق الوطن العربي وغربه، من خلال المؤتمرات الموسمية، والمشاركة في اختيار شبكات الملالي الدعاة والمراكز الثقافية الإيرانية وغالباً ما تعمل فيها عناصر من (الاستخبارات الإيرانية). وتأمل إيران أن تكون تلك الروابط ضمانة لتحشيد هذه المجتمعات إلى جانبها إذا ما تعرضت للهجوم. 2 - غالباً ما تلجأ إيران إلى التمويه لتعزيز الردع. وهكذا فمنذ العام 2006 والرئيس أحمدي نجاد يصرح مراراً أن إيران “قوة نووية” مستخدماً هذا المصطلح بطريقة قابلة لتأويله إلى معانٍ متعددة. وبالمثل استعرضت الجمهورية الإسلامية قواتها الصاروخية في المناورات والتدريبات العسكرية لاستغلال الترابط المتصور بين الصواريخ والأسلحة النووية وهو ما شجعته من خلال تثبيت لافتات على صواريخها كُتب عليها “ينبغي محو إسرائيل من الخريطة.!!” 3 - سياسة الغموض النووي التي تنتهجها طهران تُعقِّد أيضاً الجهود الأمريكية لإقامة هيكل أمن إقليمي لاحتواء إيران النووية وردعها. وكما اتضح من الانتقاد العاصف الذي لقيه تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في يوليو عام 2009 فيما يخص “مظلة الدفاع” الأمريكية للمنطقة، فإن مثل هذه التصريحات يمكن أن تؤدي بالأصدقاء والحلفاء إلى الاعتقاد بأن واشنطن روضت نفسها على قبول اكتساب إيران للأسلحة النووية في نهاية المطاف، وبذلك يتعزز هدف طهران بأن تتم معاملتها بصفتها قوة نووية. وتتميز المرحلة الرابعة بالوقائع العسكرية والسياسية الآتية: 1 - انهيار البوابة الشرقيّة للعرب مع احتلال العراق الذي كان يشكّل سدّاً في وجه النفوذ الإيراني إلى الخليج وبقية الدول العربية، وانتقال إيران من العمل السري إلى العمل العلني المترافق مع إعلانها الواضح والصريح في أكثر من مناسبة عن طموحاتها الإقليمية. 2 - تطوير القدرات العسكرية الهجومية الصاروخية، والقدرات غير التقليدية والنووية تحت مسميات دفاعية، مع انتهاجها سياسة خارجية هجومية، ما يعني أنّ المنحى الدفاعي لقدراتها العسكرية يستخدم لتعزيز قدرتها على التدخل في الشؤون الداخلية للدول المحيطة. 3 - العمل لزعزعة أمن الدول العربية واستقرارها عبر استخدام وسائل غير تقليدية تستند إلى تحالفات مع جيوب مذهبية أو سياسية داخل كل دولة، والانتقال من الحديث المبطّن عن أحقية النفوذ الإيراني في الخليج العربي إلى التدخل المباشر في العراق ودول مجلس التعاون الخليجي. 4 - تفاقم أزمة المشروع النووي الإيراني، مع استمرار تعثر المفاوضات الدولية. 5 - العقوبات الاقتصادية والحصار السياسي. 6 - تواصل الحرب الناعمة والتهديد المتبادل. وتستند استراتيجيات إيران التفاوضية على مشاغله اللجنة الدولية للطاقة الذرية ومجموعة (5+1) على افتراض أن الوقت يعمل لصالحها. وكانت العاقبة مزيداً من الضغط السياسي وسيلاً متدفقاً من العقوبات، ويظهر خطر مثل هذه الاستراتيجيات مهدداً بالانهيار والهزيمة، طبقاً لنقاط الضعف القائمة والمحتملة، إذ اضطرت إيران إلى إنهاء الحرب بينها وبين العراق بهزيمة مدوية. كما أن التحديات التي تواجه اللعبة الطويلة الحالية التي تمارسها إيران تشمل معارضة داخلية من المحتمل أن تكون قوية (وإن كانت هامدة حالياً) وتحديات اقتصادية كبرى (وبالأخص هبوط صناعة النفط لديها إن فشلت في جذب الاستثمارات الأجنبية) واحتمال خسارة حليفها السوري بسبب الانتفاضة الشعبية. التحديات المركبة تبدو السياسة الإيرانية أمام مجموعة من التحديات المركبة: دولية وإقليمية وداخلية، وتبدو هذه التحديات مرشحة إلى المزيد من التعقيد والتصعيد في المرحلة المقبلة، تظهر إيران وكأنها أمام خيارين: الأول: السير حتى النهاية على النهج الثوري لسياسة الرئيس أحمدي نجاد، بما يعني ذلك الصدام مع الإدارة الأمريكية التي تتبع هي الأخرى نهجاً تصعيدياً متدرجاً ضد طهران على خلفية برنامجها النووي. الثاني: أن تنجح طهران بتحقيق ما يشبه التسوية أو التفاهم مع واشنطن على مجمل القضايا الخلافية المتفجرة في المنطقة: (الخليج العربي العراق - لبنان - الملف الفلسطيني - سورية) وعلى الرغم من صعوبة حصول اختراق سياسي في هذه الملفات نظراً لتعقيداتها وتعدد أطرافها وتناقض السياسات بشأنها.. إلا إن لغة السياسة في النهاية هي لغة المصالح والبراغماتية. وانطلاقاً من هذين الخيارين في المعادلة الأمريكية – الإيرانية فإن التصعيد الكلامي الجاري على وقع استنفارات القوة الإيرانية المتواصلة يحمل معه رسائل مزدوجة على نحو تصعيد يهدف إلى رفع سقف المطالب. ومن يقرأ التاريخ القريب للسياسة الإيرانية وتحديداً مرحلة ما قبل الرئيس نجاد لابد أن يرجح فرضية الخيار الثاني انطلاقا مما أبدته هذه السياسة من براغماتية كبيرة في ملف الحرب على أفغانستان التي أطاحت بحكم نظام حركة طالبان، وكذلك في ملف الحرب على العراق ومن ثم غزوه واحتلاله، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ماذا لو أن الحرب انطلقت بالفعل؟! سيناريوهات إيران يقول مستشار وزير الدفاع الإيراني أمير موسوي، في تصريح خاص لـ«بوابة الأهرام العربي” : (إن لدى بلاده عشرة سيناريوهات لمواجهة الغرب، لم يتم الكشف إلا عن ثلاثة منها فقط، وبقية السيناريوهات سرية، لم نعلن لأحد أياً منها، لأن إيران ليس لديها حلفاء تثق بهم، ما تملكه من أسرار وسيناريوهات غير معلومة لا يعرفه أحد، ولا نستطيع أن ندخله في مناوراتنا العسكرية لأننا نعلم أن أقمار التجسس موجهة إلينا، وبالتالي لم نكشف عن كل ما لدينا، وإن ما كشفنا عنه يعلم الغرب بأجهزته بأنه يجب أن يؤخذ بمأخذ الجد ولا مزاح في ذلك. هذه المعاني أكدها أيضاً وزير الدفاع الإيراني ورئيس الأركان إذ ذكرا أن لدى إيران خططاً وإستراتيجيات يتم التدريب عليها بنحو سري لأن الأعداء يريدون أن يعرفوا جميع ما لدى إيران، ولكننا ندرك أن الورقة الرابحة هي إخفاء استراتيجيتنا ولنفاجئهم بين الحين والآخر بالكشف عن بعض هذه الأوراق. إذا ما وجهت إسرائيل أو أمريكا ضربة عسكرية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، فإن لدى طهران طرقاً عديدة للرد على الضربة، ومن المرجح أن تُقدم على السيناريوهات الآتية: السيناريو الأول: أن ترد إيران بضرب السفن الأمريكية في منطقة الخليج وإغراق بعضها أو إتلافها، وأن تتحرك قوى موالية لمهاجمة الأهداف الأمريكية في العراق وفي منطقة الخليج العربي. السيناريو الثاني: أن يشمل الرد الإيراني إطلاق صواريخ على مفاعلات إسرائيل النووية وقواعد عسكرية أمريكية في دول الخليج، وهو ما يعني توسيع نطاق الحرب ودخول تل أبيب طرفاً، واشتعال أسعار النفط العالمية، وتشكيل خطر كبير على اقتصاديات دول الخليج التي ما تلبث أن تتعافي من آثار حرب أمريكية في الخليج وتكوين فوائض مالية للتنمية، لكي تدخل واشنطن في نزاع جديد. السيناريو الثالث: أن تسعى واشنطن لاستخدام سلاح نووي تكتيكي لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، خاصة وأن هذا السيناريو مطروح، كما ذكرت صحيفة (نيويوركر)، حسب وصف منظري السياسة الأمريكية الحالية لـ(نجاد) بأنه بمنزلة هتلر يقود نازية جديدة تشكل خطراً على المصالح الأمريكية والغربية، ويزيد هذا السيناريو الخطر الذي تمثله القدرة الإيرانية العسكرية. أما السيناريو الرابع، أو الـ(13) ألف صاروخ، فابتدعه محمود أحمدي نجاد؛ إذ أعلن أن طهران إذا تلقت أي ضربة عسكرية فإنها ستطلق أكثر من ثلاثة عشر ألف صاروخ على تل أبيب دفعة واحدة، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين أعلن أن إسرائيل مصيرها الزوال، وأن الدول التي تأوي قوات أمريكا سيصيبها الدمار. أمام هذه السيناريوهات الأربعة التي توضح أن إيران ليست بالخصم الهيَن وأنها تمتلك مقومات عدة للرد، هل يمكن أن تقبل الولايات المتحدة كما يقول قائد الحرس الثوري الإيراني بوضع إيران كقوة إقليمية، وأن تكون هذه التصريحات الأمريكية مجرد تهديد بالقوة أو استخدامها من أجل تفعيل أسلحة العقوبات السياسية والاقتصادية؟ حتى في هذه الحالة فإن الغرب وأوربا تحديداً سيخسران اقتصادياً إذا توقفت المشروعات النفطية الضخمة في إيران، فضلاً عن أن مسار النفط العالمي في مضيق هرمز يظل دائماً ورقة إيرانية في أي نزاع مستقبلي. أدوات الهجوم منذ الستينيات استندت القوة القتالية والرادعة الإستراتيجية للولايات المتحدة على ثلاثة أنواع من الأسلحة: الصواريخ الأرضية وقاذفات القنابل الأرضية والغواصات النووية المحملة بصواريخ، والتي تفكر الولايات المتحدة بإضافة قدرة هجومية عالمية تقليدية سريعة إليها. ومن أجل تعزيز دفاعها وقدراتها القتالية سعت إيران بالمثل إلى خلق مثلث رادع يتكون من: أولاً: قدرات ضد الوصول لتعطيل صادرات النفط من الخليج العربي أو لمنعه، إذا رغبت بذلك حرماناً لأعدائها من القدرة على استخدام الخليج كمنصة لإطلاق الهجمات. ثانياً: القدرة على زعزعة استقرار الدول المجاورة وإطلاق هجمات إرهابية على العديد من الأهداف المعادية بالاشتراك مع (حزب الله اللبناني) ومنظمات بديلة أخرى مثل (الأحزاب والمليشيات) الموالية لها في العراق. ثالثاً: قوات الصواريخ والقذائف المجهزة برؤوس تقليدية وربما نووية في النهاية. وقد تسعى إيران في المستقبل للحصول على وسائل توزيع لترسانتها غير التقليدية مثل القوات الخاصة والمركبات الجوية من دون طيار والقوارب القتالية. رابعاً: طبقا للشيخ جمال الدين مير محمدي، رئيس قسم التوجيه العقائدي، في الجيش الإيراني أن طهران اكتفت ذاتياً من الصناعات الدفاعية العسكرية، وأنها وصلت إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في أغلب الصناعات العسكرية، فيما أظهرت بيانات ملاحية أن طهران نجحت في توفير مخزون غذائي للتخفيف من حدة العقوبات الغربية المشددة، والاستعداد لأي حروب مقبلة. تخطيط الدفاع الإيراني إن تخطيط الدفاع الإيراني مدفوع بخمسة عوامل رئيسة وهي: 1 - العزم على تحويل إيران إلى قوة إقليمية قادرة على إبراز النفوذ عبر أنحاء المنطقة العربية وما بعدها. 2 - الحاجة إلى ردع تهديدات مفترضة وتجنب تكرار فشل الردع المأساوي الذي أدى إلى انتصار العراق في العام 1988. 3 ـ الرغبة بتحقيق الاعتماد على الذات في جميع مجالات الحياة الداخلية وهو الهدف الجوهري للثورة الإيرانية. 4 - يؤمن المرشد الأعلى أنه ولي المسلمين كافة، وأن إيران هي عاصمة الإسلام الأصيل والقوة الوحيدة القادرة على قيادة العالم الإسلامي. 5 ـ إن مصير ولاية الفقيه يعتمد على قدرة إيران على تحويل نفسها إلى قوة أممية بمقدورها الدفاع عن مصالح مستضعفي العالم. ومع هذه الدوافع فإن هناك فجوة كبيرة بين التصورات الذاتية والواقع الموضوعي، فجهود طهران لتوسيع قواتها المسلحة وتحديثها وتعزيز قدراتها العسكرية يُقصد منها عبور هذه الفجوة. كما أن مشكلات إيران المالية والضغط الأمريكي على ممولي الأسلحة منعها من تحقيق هدفها الرامي إلى بناء قوة عسكرية كبيرة وعلى درجة عالية من الكفاءة. وعليه فإنها كرست مواردها المتاحة لاكتساب قدرات تقدم أكبر، بما في ذلك أسلحة مضادة للسفن وصواريخ وقذائف وبنية تحتية يمكن استخدامها لإنتاج أسلحة نووية. وبالنظر إلى مشكلاتها المالية فإن الأسلحة النووية ربما تكون هي السبيل الوحيد لإيران لتصبح قوة عسكرية إقليمية بموازنة أفضل، ففي حين إن برنامج الأسلحة النووية قد يكلف مليارات الدولارات إلا إن إعادة بناء قوة إيران التقليدية ستكلف مئات المليارات من الدولارات. وأخيراً فإن سعي الجمهورية الإيرانية نحو المكانة والنفوذ يتجلى بمطالبها المستمرة بالمعاملة بالمثل في علاقاتها مع العالم الخارجي، وتحديداً مع القوى العظمى مثل الولايات المتحدة. البدائل المسلحة اعتمدت إيران بدائل مسلحة مثل: “حزب الله” اللبناني و«الجماعات الموالية” لها في الخليج العربي ومنظمة بدر والتيار الصدري وعصائب أهل الحق في العراق لإبراز النفوذ الخارجي لها إذ كان “حزب الله” رائداً في استخدام التفجيرات الانتحارية، ولجأت “المليشيات الموالية لولاية الفقيه في العراق عام 2006 وما تلاه إلى استخدام قذائف التفجير الثاقبة والعبوات المرتجلة الطائرة، وإذا هاجمت إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية البنية التحتية النووية الإيرانية، فمن المرجح أن تنتقم إيران عن طريق “حزب الله” والمليشيات المسلحة في العراق ووكلاء آخرين في منطقة الخليج العربي. حرب العصابات البحرية بنت إيران قوة بحرية قادرة على شن حرب عصابات بحرية غير متكافئة كجزء من استراتيجية مكافحة الوصول أو منع الوصول إلى الخليج. وستوظف القوات البحرية النظامية والأخرى التابعة لـ«فيلق الحرس الثوري” تكتيكات السرب والألغام والصواريخ المضادة للسفن والقوارب الصغيرة والغواصات الصغيرة والتقليدية والسباحين المقاتلين والصواريخ والقذائف لتعطيل الملاحة في الخليج والتحكم بالمرور عبر مضيق هرمز. المراجع ^ علي حسين بكير. استراتيجية إيران العسكرية 2011. ^ جريدة (كيهان 17/3/2012) ^ مايكل آيزنشتات - التهديد بعمل عسكري هو الوحيد الذي سيوقف إيران ^ مجلة يو إس نيوز آند وورلد ريبورت (16 نوفمبر 2011). ^ «بوابة الأهرام العربي”. العدد (12/1/2012).
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}