يوسف ألبي

الإنجليزي رحيم ستيرلينغ ذلك اللاعب الأسمر الذي بدأ نجمه في السطوع عندما كان لاعباً في العريق ليفربول وتألق مع الريدز لسنوات، ثم عندما جاء وقت رحيله واختار المان سيتي النادي الثاني من حيث الشهر في مدينة مانشستر بعد اليونايتد، اعتقد الكثيرون أن رحيم سينفجر إبداعاً ولمعاناً مع السيتي، عطفاً على النجوم الكبيرة من حوله في هذا النادي أصحاب القيمة و الجودة العالية. ولكن ما حدث هو العكس تماماً، حيث لم يكن موسمه الأول كما ظن البعض بل والكثيرون منهم، خاصة وأن سعر انتقاله آنذاك من الليفر للسيتي هو الأكبر للاعب إنجليزي (50 مليون جنيه إسترليني)، واعتقد الكثير أن هذا اللاعب كتب "شهادة وفاته" في عالم كرة القدم، عطفاً على المستوى المنحدر الذي قدمه في السيتي مقارنة بالإبداع والتوهج الذي قدمه مع العملاق ليفربول.

غير أن قدوم الداهية غواديولا لتدريب السيتي كان بمثابة "نفض الغبار" عن ستيرلينغ، حيث أعاد بيب الحياة من جديد لهذا اللاعب الذي يتمتع بصفات يحبها غوارديولا في هذه النوعية من اللاعبين، مثل السرعة الفائقة والمهارة العالية وقدرته على تطبيق فلسفة "التيكي تاكا" الشهيرة، ولم يكن ينقصه سوى التوجيه حتى يتأقلم رحيم مع أسلوب وخطط المدرب، وهذا كان سهلاً لنجد هذا اللاعب الآن يعيش "عصره الذهبي" مع غوارديولا.



فنشاهد أن أرقام رحيم ستيرلينغ التهديفية تثبت مدى تألق وبروز هذا اللاعب في الموسم الماضي مع "السيتيزن" في جميع البطولات سواء محلياً أو أوروبياً، حيث يتصدر اللاعب الإنجليزي صدارة هدافي فريقه في البريميرليغ برصيد أربعة عشر هدفاً، كما يعد ثالث هدافي الدوري خلف هاري كين نجم توتنهام ومحمد صلاح هداف ليفربول، بالإضافة إلى أنه هداف الفريق الأول في دوري أبطال أوروبا برصيد أربعة أهداف، متفوقاً على كوكبة من أبرز لاعبي فريقه، مثل الأرجنتيني سيرجيو أغويرو والبرازيلي غابرييل خيسوس والبلجيكي كيفين دي بروين والإسباني دافيد سيلفا وغيرهم من اللاعبين، ليساعد النجم الإنجليزي فريقه بشكل كبير على تصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق خمسة عشرة نقطة كاملة عن وصيفه وغريمه التقليدي مانشستر يونايتد، كما قاد فريقه بنجاح للتأهل لدور ثمن النهائي في البطولة الأهم في أوروبا وهي كأس ذات الأذنين.

ويأمل رحيم ستيرلينغ صاحب الأربعة وعشرين ربيعاً مع مدربه الأسطوري الإسباني بيب غوارديولا، أن يقود فريقه لتحقيق لقب البريميرليغ للمرة الخامسة في تاريخ النادي، والثالثة خلال السنوات السبع الماضية، ليبرهن للجميع سياسة الإدارة الناجحة بقيادة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مالك نادي مانشستر ستي، كما يحلم الفريق بتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي الذي تأسس عام 1880 ليكون الإنجاز الأكبر في تاريخ النادي صاحب الزي السماوي الشهير.