تصاعدت وتيرة الحديث في بريطانيا عن احتمالية الخروج من الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد الخلافات التي نشبت بين قادة الدول الأوروبية على خلفية منصب رئيس المفوضية الأوروبية الذي تعارض بريطانيا بشدة أن يتولاه جان كلود يانكر، فيما تتخوف الأوساط الاقتصادية وقطاعات الأعمال في بريطانيا من انعكاسات سلبية في حال الانفصال عن الاتحاد.
وأعلن مسؤول كبير في حزب المحافظين الحاكم أن أكثر من 150 من أعضاء البرلمان البريطاني عن الحزب يؤيدون الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وهو ما شكل صدمة لدى الكثير من البريطانيين ودفع جريدة "التايمز" البريطانية لخروج بعنوان رئيس يقول إن "بريطانيا على بعد خطوة من مغادرة الاتحاد الأوروبي".
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حذر مطلع شهر يونيو الحالي من أن بلاده ستترك الاتحاد الأوروبي اذا تم تعيين يانكر رئيسا للمفوضية الأوروبية، وقال إن الرجل "وجه قديم من الثمانينات" ولا يستطيع حل المشاكل التي تواجه الاتحاد.
وبريطانيا هي الاقتصاد الأكبر في القارة الأوروبية، كما أنها واحدة من أهم اللاعبين الاقتصاديين والمؤثرين في المنطقة، إلا أنها ليست في منطقة اليورو التي تعتبر ألمانيا وفرنسا أكبر الاقتصادات فيها.
وتتخوف الأوساط الاقتصادية في بريطانيا وفي أوروبا عموماً من فكرة الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث ترتبط دول أوروبا باتحاد جمركي يضمن إزالة العوائق أمام حركة البضائع والتبادل التجاري، والاتحاد الجمركي يضم غالبية دول الاتحاد سواء تلك المندرجة ضمن منطقة "اليورو" أو الموجودة خارج المنطقة.
ووسط حالة الجدل الدائرة بشأن الانعكاسات المتوقعة في حال تركت بريطانيا الاتحاد الأوروبي، فان رئيس أكبر مجموعة تجارية في بريطانية قال إن "نجاح الاقتصاد البريطاني مرهون بالبقاء في الاتحاد".
وحذر جون كريدلاند، وهو المدير العام لشركة (CBI)، وهي أكبر مجموعة شركات في بريطانيا، من ترك الاتحاد الأوروبي، وقال لجريدة "أوبزيرفر" إن البقاء بعضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يُنعش سوق الوظائف في بريطانيا، وينعش النمو الاقتصادي والاستثمارات الأجنبية.
وأضاف كريدلاند: "الاتحاد الأوروبي هو أكبر سوق لصادراتنا، والبقاء فيه هو أمر أساسي وبالغ الأهمية من أجل مستقبل اقتصادنا".
وتابع: "عضويتنا في الاتحاد الأوروبي من شأنها أن تدعم سوق الوظائف، وتقود الاقتصاد الى مزيد من النمو، وتنعش التنافسية العالمية".
ورفض المسؤول في أكبر شركة ببريطانيا المزاعم التي تقول بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي سوف يؤدي الى تحسن في الاقتصاد، معتبراً ان هذه التكهنات ليست صحيحة بالمطلق.
وتشير الأرقام والاحصاءات الرسمية في بريطانيا الى أن الاتحاد الأوروبي يمثل بالفعل سوقاً بالغ الأهمية للمملكة المتحدة، حيث تبين من أحدث الأرقام الرسمية التي حصلت عليها "العربية نت" أن إجمالي صادرات بريطانيا الى الاتحاد الأوروبي بلغ في شهر أبريل الماضي وحده 11.5 مليار جنيه استرليني مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 15.8% مقارنة مع شهر مارس الذي سبقه مباشرة، ومرتفعاً بنسبة 4.9% مقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي 2013.