أكد وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، أن البحرين تتعامل مع المتاجرين بآفة المخدرات بمنتهى الحزم والشدة ووفقاً لأحكام القانون، فيما قال محافظ الجنوبية رئيس لجنة برنامج «معاً» لمكافحة العنف والإدمان الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، إن الحلول الأمنية لم تعد وحدها كفيلة بحماية المجتمع من خطر المخدرات.
وأضاف وزير الداخلية لدى مشاركته في احتفالية نظمتها الوزارة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، أن مكافحة المخدرات مسؤولية مجتمعية، تستدعي تضافر جهود المؤسسات الحكومية والأهلية، وسن القوانين الوطنية الرادعة لمعاقبة تجارها ومهربيها والمروجين لها، وتوقيع الاتفاقات مع الدول والمنظمات لاتخاذ التدابير الكفيلة بالتصدي لها.
وأشاد بالجهود الوطنية لعدد من مؤسسات المجتمع المدني والفعاليات المجتمعية في مجال مكافحة المخدرات، منبهاً إلى أهمية التعاون والتنسيق بين كافة الجهات المعنية في إطار شراكة حقيقية تضمن مواصلة دعم وإسناد البرامج المستقبلية لتعزيز القدرات الوطنية في مواجهة الظاهرة والتصدي لها.
وأشار إلى الدور المتقدم المحقق عبر المشروع الوطني «معاً» لمكافحة العنف والإدمان، وإسهامه في تحقيق نتائج إيجابية ملموسة، في تجسيد حقيقي لاستراتيجية الشراكة المجتمعية.
من جانبه عبر محافظ الجنوبية عن خالص شكره وتقديره لوزير الداخلية على دعمه وإسناده للوصول إلى مراتب متقدمة في خدمة المجتمع وتفعيل دور الشراكة المجتمعية.
وأوضح أن المخدرات بتعدد أنواعها وأشكالها، وباء يهدد دول العالم كلها المتقدمة منها والنامية، إذ إن مخاطرها لا تقف عند دولة بعينها، وأجمع على تلك الحقيقة علماء الدين والاجتماع والصحة النفسية وخبراء مكافحة المخدرات، مضيفاً أن الإدمان يستنزف الدخل القومي للدول ويعطل كفاءاتها الإنتاجية ويضر بصحة شعوبها.
وأضاف أن الحلول الأمنية وحدها لم تعد كفيلة بحماية المجتمع من خطر المخدرات ولا من مروجيها، بعد اتخاذهم أساليب متطورة للإيقاع بالضحايا، وترغيب الناشئة بالترويج لمادة المخدرات عبر الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية المتوفرة في متناول كل يد.
وقال «من هذا المنطلق تواصل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عملها في مكافحة الآفة، ولعل انطلاقة برنامج مكافحة العنف والإدمان (معاً) عام 2011، دليل على الاستثمار في توعية وتثقيف الناشئة والشباب، ففي العام 2011 انطلق البرنامج في 6 مدارس استفاد منها 2500 طالب وطالبة كمرحلة تأسيسية نقيم فيها تجربة البرنامج».
وأضاف أن ما نفذته اللجنة من برامج وفعاليات توعوية متنوعة المجالات خلال الفترة القليلة الماضية، أسهمت في تحقيق إدامة رفع الوعي لدى المجتمع بأخطار المخدرات طوال العام، وجعلت جميع أيام عمل اللجنة يوماً عالمياً لمكافحة المخدرات.
وأردف «يغطي عمل اللجنة اليوم من محاضرات توعوية وورش عمل 90 مدرسة وروضة يستفيد منها 45 ألف طالب وطالبة من مختلف محافظات البحرين، ولعل انخفاض قضايا المخدرات في الأعوام القليلة الماضية يبشر بمؤشرات تدفعنا للمضي قدماً للحفاظ على طاقات وعماد المستقبل».
وقال إن مكافحة المخدرات تتطلب شراكة مجتمعية حقيقية تبدأ من الأسرة وصولاً إلى الجهات الأخرى المعنية لتكوين حلقة تكاملية واحدة شعارها التعاون لحماية الوطن ومقدراته، مضيفاً «إدمان المخدرات لا يعرف ديناً أو مذهباً، والقضاء عليه يكمن في تعاوننا وتضافرنا جميعاً».
بدوره أثنى المدير الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة القاضي حاتم علي، على جهود البحرين في تسليط الضوء على آفة المخدرات بعد أن آذت الأفراد والشعوب والمجتمعات.
وأعرب عن أمله في أن تكلل هذه الجهود بالنجاح، مشيراً إلى أن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة على شراكة قوية مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والساعية إلى دعم تطبيق معايير وسياسات واستراتيجيات يضعها المجلس العالمي للرقابة على المخدرات.
وقال «نتطلع لتكون البحرين نموذجاً يحتذى به على المستويين الإقليمي والدولي، يمكن تقديمه فيما بعد للدول الراغبة في الاطلاع على تجربة تطوير السياسات والاستراتجيات الوطنية».
وتضمن الاحتفال عرضاً لفيلم وثائقي، استعرض أهم البرامج التوعوية والوقائية وجهود إدارة مكافحة المخدرات في التصدي لهذا الخطر، سواء على صعيد المكافحة أو عبر تنظيم برامج توعوية، تعزيزاً لمبدأ الشراكة المجتمعية.
ووقع محافظ الجنوبية رئيس مركز برنامج «معاً»، مع الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب بوزارة التربية والتعليم جواهر المضحكي، مذكرة تفاهم تهدف إلى السعي لشراكة استراتيجية وتعزيز أواصر التعاون بشأن برنامج «معاً» لمكافحة العنف والإدمان، وتبادل الخبرات فيما يخص مجالي ضمان الجودة والآليات اللازمة لنشر الوعي بثقافة الجودة.
وكرم وزير الداخلية عدداً من منسوبي إدارة مكافحة المخدرات، وأشاد بجهودهم في التصدي لهذه الآفة، متمنياً لهم التوفيق في خدمة الوطن.
وافتتح الوزير المعرض التوعوي الشامل، وتضمن رسومات وكتيبات إرشادية تحمل رسائل توعوية موجهة للجمهور، توضح مخاطر تعاطي المخدرات.
واطلع على نماذج من أهم برامج وزارة الداخلية بالتعاون مع الجهات المعنية للتصدي لهذه الآفة الخطيرة ومنها برنامج «معاً» لمكافحة العنف والإدمان، ونبذة عن أهم الفعاليات والأنشطة المقرر تنظيمها ضمن فعاليات اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، والإحصاءات الموضحة لجهود إدارة مكافحة المخدرات لتجفيف حجم الطلب والعرض على المخدرات.
حضر الاحتفالية وزير الصحة صادق الشهابي، ورئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن، وعدد من السفراء وكبار المسؤولين بالمملكة.