^   على غرار شعارات الثورات العربية، في البحرين فقط نجد أن معظم مكونات المجتمع تبحث عن الحل، وليس أي حل، بل الحل في كيفية إنهاء الأزمة متفاقمة التداعيات. أتلقى العديد من الاستفسارات بشكل شبه يومي من القراء والأصدقاء تستفسر ما هو الحل لأزمة البحرين؟ تعبنا كثيراً، ونحتاج إلى معالجة سريعة لكي تعود الأوضاع إلى طبيعتها وننتهي من هذا الهوس بالسياسة والصراع وتقاذف الاتهامات والمسؤوليات؟ لسنا بحاجة إلى تحديد المسؤول عن هذا كله، ونقوم بجلده بكتاباتنا ليلاً ونهاراً وكذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي. أعتقد أن الإشكالية الرئيسة أن معظم الأفراد يعتقدون أن الحل يجب أن يتم من خلال إصدار قرار من القيادة السياسية باتخاذ إجراءات معينة، مثل الفكرة التي يحاول البعض الترويج لها بإحداث خطوات مماثلة لتلك التي تمت قبل فبراير 2001 عندما حدث انفراج سياسي نادر داخل النظام السياسي لظروف وأسباب معينة لا يمكن تفسيرها دون فهم سياق تلك الفترة. أو حتى تلك المحاولات التي تتم من قبل البعض عندما يحاول خداع الرأي العام بفكرة الحل السياسي كبديل عن الحل الأمني! المشكلة أيضاً تمتد لأن هناك من لا يرغب بالنظر إلى كافة الخطوات التي تمت منذ إعلان حالة السلامة الوطنية بأنها جزء من الحل، بل ينظر إليها على أنها “تنازلات وتخاذل من الدولة” التي يحلو للبعض وصفها بـ (الدولة الرخوة). من يحاول التأثير في الآخرين سيرى مسارات الأزمة في البحرين مختلفة تماماً لما هو واقع ومعروف. قبل نحو أسبوع كنت في مجلس أحد الأصدقاء ودار الحوار كما يمكن أن يدور في أي مجلس في البحرين كيف هي الأحوال الآن في البلاد؟ كان هناك شبه اتفاق بين الحضور على تحوّل المعارضة الراديكالية إلى حالة من حالات الاستقطاب، بمعنى أن هذه القوى السياسية صارت كالقط الذي تمت محاصرته من كل مكان وبات في زاوية معينة ضيقة لا يملك شيئاً يدافع به عن نفسه، فماذا تتوقع أن تكون ردة فعله؟ ببساطة سيكون قطاً شرساً وعدوانياً إلى أبعد الحدود، والفكرة من هذا السلوك والتصرف أنه فقد وخسر كل شيء، وبالتالي يجب أن ينتهج هذا السلوك العدواني في محاولة أخيرة بائسة ويائسة للدفاع عن نفسه، وإن كان يدرك جيداً أنه الخاسر الأكبر من عملية المحاصرة هذه، ويدرك أيضاً في الوقت نفسه تداعيات سلوكه العدائي. هذا المثال البسيط جداً بعيداً عن أية تعقيدات يمكن أن نراها في واقعنا السياسي اليوم، فالمعارضة الراديكالية باتت محاصرة داخلياً وخارجياً، وهي في زاوية ضيقة بات من الصعب الخروج منها، وما دفعها قواعدها وجماهيرها إلى ممارسة الإرهاب بشكل مستمر في مختلف المناطق إلا دليل على السلوك العدواني الذي تنتهجه الآن. الحل مرتبط اليوم ارتباطاً أساسياً بعامل الوقت سواءً اتفقنا أم اختلفنا مع الإجراءات التي اتخذتها الدولة.