كتبت - نور القاسمي:
وافقت الإدارة العامة للمرور وضع «إشارة مرورية» تحد من استخدام الهاتف أثناء القيادة، وتبين عقوبته على الطرق الرئيسة والتقاطعات وعند الإشارات الضوئية بتاريخ 12 يونيو الماضي، بعد أن قدم طلبة هندسة مدنية بجامعة البحرين طلب بهذا الخصوص مدعماً بنتائج دراسة قاموا بها خلال مشروع تخرجهم من الجامعة.
وتتلخص هذه الدراسة عن مراقبة فريق العمل 6399 مركبة ميدانياً خلال قيامهم بدراسة حول تأثير استخدام الهاتف أثناء القيادة في مشروع تخرجهم من الجامعة لمعرفة مدى تأثر الشباب باستخدام هواتفهم المحمولة أثناء السياقة، ليتبين أن 28% من سائقي المركبات منصرفي الأذهان بهواتفهم الذكية، منهم 13% يستخدمونه للتحدث خلاله، و15% يستخدمونه للمراسلة. في أوقات متشابهة نسبياً وبتصدر الفترة الليلية.
واعتمد الطلبة على دراستين رئيسيتين هما جاي- سكوير(Chi-Square Test) وسبيرمان كوريلايشن (Spearman’s Correlation) لتحديد نسب الأفراد وأهم العوامل المركزية، فضلاً عن الاستعانة مراقبة دورية على أرض الواقع لرصد مقدار استخدام الهاتف المحمول أثناء قيادة المركبات وتسجيل القراءات، والثانية عبارة عن استبيان إلكتروني ومطبوع، يحوي على أسئلة حول الموضوع نفسه لمقارنتها بالرصد الميداني للوصول إلى حلول منطقية يمكن تطبيقها في مملكة البحرين.
استخدام الهاتف بالطرق السريعة
وأظهرت نسب المراقبة ارتفاع نسبة استخدام الهاتف في الطرق السريعة الـ«هايوي» والطرق الرئيسة وعند التقاطعات والإشارات الضوئية، وبين الطلبة أنهم نفذوا المراقبة الميدانية في ستة مواقع في المملكة خلال ثلاث فترات سير، فترة الذروة «الظهيرة»، الفترة الليلية وأي فترة ما بين هاتين. ومع إجمالي مراقبات السواق تم التركيز على عدة عوامل أهمها العمر، الجنس، نوع المركبة، الجنسية، وضع حزام الأمان وكيف يستخدم الهاتف النقال.
وتبين من خلال المراقبة أن سائقي المركبات في منتصف العمر يستخدمون هواتفهم المحمولة لإجراء مكالمة هاتفية أكثر من غيرهم، بينما من هم في مقتبل العمر يستخدمون هواتفهم المحمولة للمراسلات أكثر، موضحين أن مدى إدمان فئة منهم في مقتبل العمر أعلى، وتمثلت معدلاتهم في 15% من الشباب يستخدم هاتفه لإجراء مكالمة هاتفية و 24% منهم للمراسلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت نتائج المراقبة بالنسبة لعامل الجنس أن بالرغم من أعداد الذكور أكثر من الإناث على الطرق إلا أن معدل استخدام الإناث للهاتف أكثر، فتراوحت نسبة استخدام الإناث للهاتف حول 34% مقابل 26% للذكور.
وبالنسبة للجنسيات، لوحظ أن العرب متورطون بهذه العادة أكثر من الجنسيات الأخرى. فيما اتضح أن من يقود السيارات الخاصة لديهم معدلات استخدام هواتفهم الذكية أكثر من أنواع المركبات الأخرى.
?80 لا يستخدمون حزام الأمان
واكتشف الطلبة من خلال المراقبة أن السواق الذين لا يلبسون حزام الأمان تصل نسبتهم في الطرقات بنسبة 80%، وهم متصدري معدلات استخدام الهاتف الأمر الذي يدلل على أن مرتدي حزام الأمان يتحلون بالإحساس بالمسؤولية بشكل أكبر.
وقام الطلبة بمقابل عمليات المراقبة، استبيان إلكتروني وتوزيعه على شبكات الإنترنت، واستبيان مطبوع تم توزيعه بشكل عشوائي، تم توزيع أكثر من 1000 استبيان و تم استلام 846 نسخة، متضمناً أسئلة شخصية وآرائية تتعلق باستخدام الهواتف الذكية أثناء القيادة. وتبعاً لتحليل الاستبيان، اتضح أن سائقي المركبات الذين تتراوح أعمارهم بين 18-30 سنة، يستخدمون الهاتف النقال أكثر من غيرهم مع ارتفاع نسبة الذكور، واهتم الطلبة أثناء التحليل بحالة السائق الاجتماعية، إن كان متزوجاً أم أعزب، ليتضح أن السائقين المتزوجين يستخدمون الهاتف أقل بكثير من الفئة العزباء. بالإضافة، إلى أن سائقي المركبات المثقفين (حاملي شهادات بكالوريوس دبلوم أو ثانوية) معظمهم يستخدم الهاتف أثناء القيادة.
وأظهرت النتائج أن أصحاب رخص القيادة الحديثة يستخدم الهاتف الذكي أكثر من غيرهم، وفي حين أن من يملك خبرات سياقة أكثر من ست سنوات تقل نسبة استخدامهم. والسائقون الذين يصفون قيادتهم للمركبة بـ «ممتازة»، هم الأكثر إدماناً في استخدام هواتفهم الذكية، وفي حين أنهم يظنون أن استخدام الهاتف أثناء القيادة عامل رئيس للحوادث المرورية.
واستنتج من خلال الاستبيان أيضاً أن السائقين الذين وقعوا في حوادث مرورية أو حصلوا على مخالفات بسبب استخدام هاتفهم النقال لم يتعلموا من دروسهم، وهم مواصلون على أخطائهم، غير أن جزءاً كبيراً من الخاضعين للاستبيان لا يعلمون بالقانون المتعلق باستخدام الهاتف أثناء القيادة. وبالرغم من كل شيء أظهر معظم السائقين ترحيباً بأي حلول أو مقترحات تحد من استخدامهم للهاتف أثناء القيادة، واختاروا فرض غرامات مالية باهظة الثمن لمستخدمي الهواتف المحمولة. وعللوا أسباب تفشي هذه الظاهرة بشكل كبير بسبب التصرفات الشخصية، عدم فاعلية القوانين المرورية وسهولة الحصول على هذه التكنولوجيا التقدمة.
مقترحات ومبادرات للحل
وبناء على كل ما سبق من نتائج، مقترحات ومبادرات تم توفيرها بشكل أساسي في مجالين التوعية والتكنولوجيا في مقابل ذكر المبادرات التي تمت حول العالم.
وتوصل الطلبة من خلال هذه الدراسات إلى أربعة حلول رئيسة، الحل الأول عبارة عن وضع «إشارة مرورية» تحد من استخدام الهاتف أثناء القيادة، وتبين عقوبته على الطرق الرئيسة والتقاطعات وعند الإشارات الضوئية تمت الموافقة عليه من قبل الإدارة العامة للمرور بتاريخ 12 يونيو الماضي.
أما الحل الثاني فتمثل في استخدام تقنية «nfc» على ملصق يوضع داخل السيارة، وهي عبارة عن شريحة صغيرة يمكن برمجتها عند اقتراب أي هاتف محمول من الشريحة يعمل البرنامج المطور بداخله ويغلق الإنترنت خاصية “3G” ويضع الهاتف على وضعية الصامت وحينما يبتعد عن هذه الشريحة يعود كما كان.
والحل الثالث كان عبارة عن حملة توعوية تمثلت في مسابقة تلوين للأطفال لصور حوادث تعرض لها السواق بسبب استخدامهم لهواتفهم الذكية وبه يوقع ولي الأمر على أن يتعهد بالمحافظة على سلامته وسلامة طفله.
بالإضافة إلى إنشاء لعبة في App store اسمها Bahrain patrol كحل رابع للمشكلة، وفكرتها في أن عرض تأثير الهواتف المحمولة على كيفية سياقتهم للمركبات، وهي عبارة عن سيارة مرور تسير في الشارع ومن حولها سائقي مركبات يسيرون بشكل غير منتظم بسبب استخدامهم لهواتفهم الذكية يحاول اللاعب تفاديهم، وعند انتهاء اللعبة تظهر نصيحة للسائق بعدم استخدام الهاتف أثناء القيادة.
وأجرى هذه الدراسة فريق عمل من طلبة الهندسة المدنية ضمن قسم الطرق والمواصلات بجامعة البحرين كمشروع تخرجهم من الجامعة، وهم علي صلاح خلف وعبدالله المصلي وفاضل عباس ومهران أنور بإشراف د.عبدالرحمن جناحي.