مع دقات الساعة التاسعة والنصف تتجه عيون المشاهدين نحو شاشة mbc مصر لمشاهدة المسلسل التاريخي "سرايا عابدين".
المسلسل هو الأبرز في دراما رمضان هذا العام بشهادة النقاد والفنانين ويشارك فيه 250 فناناً من مختلف أنحاء الوطن العربي، ويروي الدور الذي لعبه الخديوي إسماعيل في بناء نهضة مصر. كما يتطرق إلى حياته الشخصية وحياة زوجاته وحياة كل العاملين في القصر.
وتعليقاً على هذا المسلسل الضخم أكد نقاد وفنانون أن المسلسل يمثل الإنتاج الأضخم في رمضان، كما يمثل الأداء الأروع من الممثلين المتألقين الذين أجادوا تأدية أدوارهم ببراعة وقدموا عملاً تاريخياً سيظل محفورا في ذاكرة الدراما العربية فضلاً عن الديكورات المبهرة والتقنيات التي تظهر لأول مرة وتقدم معنى جديدا ومختلفاً للإبداع يليق بمجموعة mbc.
وأجمعوا على أن المسلسل حتى الآن يعانق النجاح والتفوق وينتزع الإنجاز والإشادة على كافة المستويات كتابة وتمثيلاً وإخراجاً وإنتاجاً وإبهاراً، مشددين على ضرورة أن يكون العمل خطوة لإنجاز أعمال أخرى مهمة عن تاريخنا العربي وبنفس ضخامة إنتاج "سرايا عابدين".

الفنان الكبير عزت العلايلي: أكد لـ"العربية نت" أنه يتابع المسلسل بشغف كبير وسعادة بالغة، مشيداً بجهود الممثلين والمخرج المتميز عمرو عرفة.
وقال: "المسلسل رائع وتوافرت له كل مقومات النجاح والفضل لمجموعة mbc وأخشى أن أقول إنه كامل الأوصاف لأن الكمال لله وحده، فالمسلسل يعيد كتابة تاريخ مصر ويتناول حقبة زمنية لم يتطرق إليها أحد قبل ذلك، وهي مرحلة الخديوي إسماعيل وهو رجل حقق نهضة لمصر وجعلها قطعة من أوروبا. وأضاف أن "سرايا عابدين" ليس مجرد عمل درامي بل مجلدا تاريخيا يروي للمصريين جميعهم بالصوت والصورة فترة من أهم فترات تاريخهم الحديث التي ربما لا يعرفها الكثيرون.

ويضيف العلايلي: "من كل قلبي أشكر إدارة مجموعة قنوات mbc وأشد على أيديهم وأقول لهم لا تتوقفوا عند هذا المسلسل فقط، فنحن ننتظر الكثير منكم ونطالبكم أن تقدموا أعمالاً أخرى تاريخية ودرامية تثري الشاشة العربية وتنير العقول العربية وتساهم في دفعها لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
وكلنا رأينا وشاهدنا ولمسنا كيف تسلل التطرف لعقول بعض من أبنائنا لذا فالمهمة ثقيلة على كل المبدعين العرب وكل الفضائيات العربية وعلى رأسها mbc فقد حان دورهم لتحرير العقول العربية وتعريفها بتاريخها.
من جهته، رأى الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية في حديث لـ"العربية نت" أن المسلسل مبهر ورائع ويقدم عملاً تاريخياً سيجد مكانه في الصفوف الأولى في تاريخ الدراما العربية، بل إنه يعد الأضخم إنتاجاً، إذا ما قورن بمثيله من المسلسلات التاريخية.
وأضاف عبد الغفور أن القائمين على العمل كانوا في منتهي الذكاء حيث تناولوا حقبة تاريخية بعيدة كل البعد عن أذهان ومدارك المصريين بل والعرب وتناولتها كتب التاريخ بشيء من الإيجاز وليس التفصيل رغم أهميتها ومحوريتها في تاريخ مصر، فقد مهدت لنهضة مصر الثانية بعد النهضة الأولى في عهد محمد علي، ولذلك فالإقبال على مشاهدة المسلسل كبير، لكون الفكرة جديدة غير مقتبسة أو مكررة ولكون الطرح جريئا والبناء الدرامي مشوقا ومثيرا، وعمرو عرفة أدار العمل وأخرجه بمهارة مايسترو وبأحدث تقنيات التصوير.
ويطالب عبد الغفور كل الفضائيات العربية بإنتاج أعمال درامية تجسد تاريخنا الماضي والحديث والمعاصر ويقول إن التاريخ مليء لمن يريد العمل، وفيه مجموعة من الحقب القوية والشخصيات الثرية، والشعوب العربية أصبحت تقبل بنهم على معرفة تاريخها مطالبا بالمنافسة بين الفضائيات لتكرار تجربة mbc وإنتاج مسلسلات وأعمال درامية تحاكي سرايا عابدين.
لشاعر الكبير فاروق جويدة أكد أنه شاهد الحلقات الأولى من المسلسل لكنه لن يستطيع الحكم عليه إلا بعد اكتمال مشاهدة باقي الحلقات وقال لـ"العربية نت" إن المسلسل يتناول حقبة تاريخية جديدة والممثلون يقدمون شخصيات لا يعرف أحد شيئاً عنها سوى اليسير، لذا فالتريث في الحكم على المسلسل مطلوب حتى يخرج التقييم موضوعيا وحتى يتبين الخط الدرامي للمسلسل ونعرف تفاصيل وجهته الأخيرة.
أما الناقد السينمائي الكبير طارق الشناوي فقال لـ"العربية نت": لقد انتظرنا مسلسل سرايا عابدين على أحر من الجمر، فالعمل تم الإنفاق عليه بضخامة شديدة ليخرج في أبدع صورة وفي نفس الوقت يضم عددا كبيرا من الممثلات التي تعد كل واحدة منهن بطلة بمفردها، مشيراً إلى أن الفنانة يسرا ولأول مرة منذ ربع قرن لا تؤدي دور البطولة المطلقة كما اعتادت في رمضان قبل ذلك. كما رأى أن البطولة الجماعية للمسلسل أضافت لها شيئا جديدا يحسب لصالحها، ولا ينتقص منها فلم تعد تكرر أدوارها وراعت عامل السن وهو ما سيزيد من رصيدها لدى المشاهدين.
وأضاف الشناوي "المسلسل تفوق في الإبهار وقدم صورة متميزة لمستوى القصور التي كانت سائدة في تلك الحقبة، كما قدم الصدق في التفاصيل إلا في بعض المشاهد. وأشار إلى أنه لاحظ أن إدارة المسلسل توقفت طويلا لتأدية الكثير من المشاهد في البهو فقط مستغلة فخامته وديكوراته عالية التكلفة. كما لاحظ بعض المبالغة في أداء يسرا.
وانتقد الشناوي كثرة المفردات والمصطلحات التركية في المسلسل، كما انتقد بعض الأخطاء التاريخية مؤكدا أن أحداث المسلسل بدأت بتجهيز القصر لعيد ميلاد الخديوي إسماعيل الـ30 ، وهو ما يعني أن هذا الاحتفال كان في عام 1860، أي قبل إنشاء قصر عابدين الذي اكتمل بناؤه عام 1872، وأصبح مركزا للحكم.