نظراً لزيادة المنافسة على الوظائف في بريطانيا، فقد ازداد الاحتيال في السير الذاتية بهدف الحصول على الوظائف المتاحة.
وحتى لا يصبح الأمر عادياً، أرسل الموظفون المسؤولون عن منع الاحتيال ومكافحته تعليمات جديدة لكل الجامعات البريطانية تحذر فيها الطلاب من أنهم قد يواجهون عقوبة السجن في حالة ارتكاب ما يسمى "الكذب الأبيض" في سيرهم الذاتية لتعطي انطباعاً أفضل لدى الشركات أو المؤسسات التي تتوافر فيها الوظائف.
وتحت بند "لا تنهي وظيفتك قبل أن تبدأ" حذرت وكالة مكافحة الاحتيال في دليل جديد من مغبة تنميق السير الذاتية بتحسين العلامات أو النتائج الدراسية، وإضافة أنشطة لا منهجية، وخبرات غير حقيقية فيها، لأن ذلك يندرج تحت مصاف "الاحتيال بالتمثيل الخاطئ" وقد تصل عقوبة ذلك إلى السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات.
وجاء في الدليل أنه إذا ما اكتشفت وكالة مكافحة الاحتيال مثل هذه الأمور، فإنها ستظل في ملف من يرتكب الاحتيال لمدة 6 سنوات، الأمر الذي قد يحرم المحتال بسيرته الذاتية من إمكانية تقدمه للحصول على وظيفة أخرى.
ويحذر الدليل الجديد الطلاب من أن أي تغيير طفيف في السيرة الذاتية قد يحول دون حصولهم على الوظيفة، كأن يزعم الطالب مثلاً أنه قام بأنشطة خلال عطلته الصيفية في حين أنه لم يقم بها بالفعل، معتقداً أن أحداً لن يتحقق من ذلك، وأنها مجرد كذبة بيضاء.
وأوضح الدليل إن هذا كله "خطأ"، ويعد شكلاً من أشكال الاحتيال، وفقاً لما ذكرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وقال الرئيس التنفيذي لوكالة مكافحة الاحتيال سيمون ديوكس "الجهل ليس عذراً إذا ما تم اكتشاف الكذبة".
يشار إلى أن 85 طالباً بريطانياً على الأقل يتنافسون على الوظيفة الواحدة، وأدى هذا إلى زيادة في نسب الاحتيال، إذ أظهرت أرقام الوكالة أن عدد من يحتالون في سيرهم الذاتية ارتفع من 205 حالات عام 2012 إلى 324 حالة عام 2013.
وأوضح الدليل أن طالباً سابقاً حكم عليه بالسجن 12 أسبوعاً لأنه كذب فيما يتعلق بمؤهلاته عندما تقدم لشغل وظيفة مدرس مؤقت، حيث قال إنه يدرس الماجستير، لكن تبين أنه اشترى الشهادة عبر الإنترنت.
وحكم بالسجن على شابة لمدة 6 شهور لأنها ذكرت شخصيات مرجعية اتضح أنهم لا يعرفونها، ولأنها ذكرت أنها حصلت على شهادتي ثانوية بالمستوى المتقدم.