بعد فشل كوستاريكا في التأهل إلى مونديال 2010 بجنوب أفريقيا بعد خسارة في الملحق أمام أوروجواي بدأ العمل في الاتحاد الكوستاريكي من أجل إعادة الفريق مرة أخرى إلى المونديال بعد مشاركتين متتاليتين في 2002 و2006.
والعمل بدء مع المدرب ريكاردو لا فلوبي والذي عمل لعشرة أشهر فقط مع المنتخب قبل الرحيل وتسليم القيادة الفنية إلى المدرب الحالي خورخي لويس بينتو.
وتمحور عمل بينتو حول بناء فريق قوي يجمع ما بين الخبرات والشباب وقد كان فاستغل بينتو وجود مواهب شابه كوستاريكية منتشرة في أوروبا بفضل النتائج التي حققها فريق الشباب الكوستاريكي في كأس العالم للشباب 2009 في مصر وحصوله على المركز الرابع.
إضافة إلى وجود لاعبين أصحاب خبرات كبيرة في الملاعب الأوروبية كبران رويز، كريستيان بولانوس والمتألق حديثا كيلور نافاس.
وقام بينتو بصنع توليفه من هؤلاء اللاعبين وإضافة عناصر شابة صغيره كجويل كامبيل وتيخيدا إلى هؤلاء اللاعبين.
ولم يكتفي بذلك فقط بل قام بتنظيم مباريات ودية قوية لهذه المجموعة أمام منتخبات الصف الأول لإكساب لاعبيه خبرة اللعب مع الكبار فواجه البرازيل في 2011 وخسر بهدف نظيف وواجه اسبانيا في نفس العام وتعادل بهدفين لكل فريق.
يضاف إلى ذلك العديد من المباريات القوية الأخرى أمام اليابان، تشيلي، استراليا وباراجواي لتعويد اللاعبين على اللعب في جميع الأجواء وأمام جميع الثقافات المختلفة كرويا سواء كانت لاتينية أو أوروبية أو حتى أسيوية.
وفي تصفيات كأس العالم المؤهلة إلى البرازيل استطاعت كوستاريكا حسم التأهل بعد أن حلت في المركز الثاني ب18 نقطة من خمس انتصارات وثلاث تعادلات وخسارتين فقط لتذهب إلى المونديال.
وقبل بداية المونديال تعرض الفريق لضربة موجعة بإصابة الظهير الأيسر للفريق براين أوفيدو خلال الموسم مع فريقه إيفرتون ليخسر اللوس تيكوس عنصرا مهما بالفريق.
ومع قرعة كأس العالم وقعت كوستاريكا في أصعب مجموعة ولم يتوقع أحد أن يمر منها هذا المنتخب القادم من وسط أمريكا ففي مجموعة تضم إيطاليا، انجلترا وأوروجواي لا يوجد لديك أمل.
ولكن بينتو وأولاده قبلوا التحدي وفي أول مباراة أمام أوروجواي حولوا تأخرهم بهدف إلى فوز بثلاثة وأمام إيطاليا كان النصر حليفهم بهدف نظيف ليكون أول من يضمن التأهل عن تلك المجموعة.
وفي الدور الثاني اصطدموا باليونان العنيده ورغم التعنت التحكيمي ضدهم إلا أن الفوز كان من نصيبهم أيضا ولكن بركلات الجزاء ليتأهلوا إلى دور الثمانية للمرة الأولى في تاريخهم وينتظر الجميع احتفال هولندي في شباك كوستاريكا التي أرهقت أمام اليونان.
وأمام هولندا ظهر المنتخب الكوستاريكي متماسكا وظل طوال 120 دقيقة صامدا أمام هجمات وتسديدات ولم يسقط لاعبي الفريق بدنيا بالشكل المخيف الذي قد يتوقعه البعض ليصل بالطواحين إلى ركلات الحظ الترجيحية والتي ابتسمت لهولندا في النهاية ليخرج المنتخب الكوستاريكي الذي يعتبر المفاجئة الحقيقية للبطولة الحالية.
ولم يأتي هذا النجاح للوس تيكوس من فراغ فالدولة ذات التعداد السكاني الصغير اهتمت بناشئيها فشاركت في مونديال العالم للشباب في 2007 و2009 و2011 وحققت نتائج طيبة كان أبرزها في 2009 عندما احتلت المركز الرابع من البطولة.
وأخرجت تلك المشاركات العديد من النجوم الحاليين لكوستاريكا فظهر بورجيس نجم الوسط في 2007 وتألق جامبوا ويورينا في 2009 أما في 2011 فخرج تيخيدا وكامبل.
وقام بينتو بجمع منتخب لكوستاريكا مجمع من نجوم هذه الأجيال الشابة إضافة إلى بعض اللاعبين من أصحاب الخبرات كبراين رويز وكيلور نافاس والأعمار الكبيرة كبولانيس ويومانا ليمزج الشباب بالخبرة مع الحنكة ويقدم وجبة كروية دسمة في المونديال امتازت بالالتزام والأداء الثابت من أول دقيقة في المونديال إلى أخر دقيقة قبل الخروج.
وكسبت كوستاريكا احترام وتقدير العالم وأعطت لكل منتخب يعتبر نفسه صغيرا درسا في كيفية مناطحة الكبار ومجاراتهم.