مثل قطعةٍ من أسطورة قديمة تقول عن دلمون: أنّ الشّمس لا تغيب فيها، يعاود مهرجان صيف البحرين إشراقته في مهرجانه السّنويّ، الذي يعايش في نسخته السّادسة ملامح ثقافيّة مغايرة ويطرح الفنّ والجمال في موسمٍ متكاملٍ. وقد أعلنت وزارة الثّقافة أنّ مهرجان هذا العام ينطلق تحت عنوان (صيفنا ألوان) في اتّساقٍ مع احتفاء الثّقافة ببرنامج الفنّ عامنا، وبالتّوازي مع الاحتفاء بالمنامة مدينة السّياحة الآسيويّة، وذلك في الفترة ما بين31 يوليو وحتّى 30 أغسطس 2014م. ويأتي ذلك ضمن المؤتمر الصّحفيّ الذي ينعقد بمجمّع سوق باب البحرين مساء اليوم (الأحد، الموافق 6 يوليو 2014م) بحضور معالي وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة، وعددٍ من المهتمّين بالشّأن الثّقافيّ والفكريّ ومجموعة من الإعلاميّين.
وكعادته يواصل مهرجان صيف البحرين استدراج أجمل الملامح الثّقافيّة وأكثرها ألفةً وقربًا من المجاميع الإنسانيّة من خلال الموسيقى، الأدب، الفنّ، المسرح وغيرها. وبهذه المناسبة، صرّحت معالي وزيرة الثّقافة قائلةً: (ها نحن في عامنا السّادس نواصل نسج ألفتنا مع العالم عبر الثّقافة، ونراهن على الفرح صنيعًا لأعوامنا وطريقتنا لترميم العالم عبر الفنون والموسيقى وتفاعلنا مع الشّعوب من كلّ مكان)، مردفةً: (ليس هنالك أجمل من أن نصيغ المحبّة في مدينتنا الجميلة عبر موسمٍ يشرق كلّ عامٍ. صيف البحرين محاولتنا لأن يكون الجمال لغتنا الدّائمة التي تعرفنا بها الشّعوب، وكلّ تجربةٍ في هذا الموسم نسعى من خلالها لأن نصل إلى أقصى ما يمكن، ونتعرّف فيها إلى أجمل النّتاجات الثّقافيّة والفنّيّة).
وتمثّل الفعاليّات التي يقدّمها صيف البحرين الوجهة الملائمة لجميع أفراد العائلة، وتتواصل مع جميع شرائح المجتمع على اختلافها من خلال عدد من الأنشطة والعروض المتنوّعة ما بين الموسيقى والفنون والمسرح التي تجتمع تحت سقف واحد، حيث تعبّر عن نموذج راقٍ من التّواصل الإنسانيّ والتّبادل الثّقافيّ بين شعوب العالم التي تتّجه في مساراتها باتّجاه التّرفيه والتّنمية.
فعلى صعيد الموسيقى فإن الجمهور البحرينيّ الذوّاق سيكون على موعد الفنّان العراقيّ إلهام المدفعيّ، صاحب تجربة الغناء الأصيل وذاكرة الموسيقى الأليفة، في حفلَيه يوميّ 13و14 أغسطس، واللّذين سيشهد من خلالهما الجمهور مجموعة من الأغاني والمقطوعات الموسيقيّة برفقة إلهام وفرقته. في هذا الحفل، تجسّد الموسيقى تداخلاً حميميًّا ما بين الإيقاعات الغربيّة والأغاني الشّرقيّة الشّعبيّة في تناغمٍ غريبٍ وساحر اشتُهِر به المدفعيّ حتّى ترك بصمته الخاصّة في عالم الجاز الشّرقيّ. أمّا ثاني حفلات الموسيقى في 26 أغسطس فمع فرقة (تشيكو والغجر) التي أسّسها جلول (تشيكو) بوشيكيّ، مؤسّس فرقة (ملوك الغجر) في فرنسا. هذه الأمسية التي لا تُنسى تقدّم عبر ألحانها ذكريات صيفٍ مشمس ولاهب، وتستحضر ألحانها روح الفلامينكو والزّومبا الإسبانيّة المدهشة في محاولةٍ استثنائيّة لأن تكون الموسيقى وسيلةً لنشر التّسامح والوئام بين ثقافات وشعوب العالم.
وكما هي الموسيقى صديقة لصيف البحرين، فالعروض العائليّة تقدّم في هذه النّسخة وعدها بأن تكون رفيقةً لهذا المشوار، فأولى العروض تنطلق مع العرض العائليّ (سيرك الأحلام في فانتازيا الأدغال) منذ 31 يوليو وحتّى 2 أغسطس بمركز البحرين الدّوليّ للمعارض والمؤتمرات. هذا العرض العائليّ يستلهم ما يقدّمه من مخلوقات عالم الطّبيعة المتنوّعة التي تبثّ مجموعة من البهلوانيّين المحترفين فيها الحياة، ويقدّمون بأشكالهم التّنكريّة مجموعةً من الألعاب والعروض البهلوانيّة التي تخطف الأنفاس، برفقة أزياء بديعة ومؤثّرات مرئيّة خاصّة تظنّها حقيقة. ومن السّيرك سينتقل الصّغار في الفترة ما بين 7 وحتّى 10 أغسطس إلى عرض مسرحيّة (دورا ومغامرة القراصنة) حيث يشارك الأطفال (دورا) ورفاقها في رحلةٍ شيّقة إلى جزيرة الكنز بحثًا عن القراصنة، وهناك سيشهد الصّغار عالمًا تفاعليًّا رائعًا، مليئًا بالخيال والرّقص والمرح والغناء، وسيتمكّنون من مساعدتها في حلّ الألغاز وإرشادها إلى المكان المطلوب في محاولة لتفادي الثّعلب المكّار (سوايير) الذي يتربّص في الجوار.
منتصف أغسطس، وتحديدًا في 16 و17 الشّهر، الإثارة والحماس يتعاليان في صيف البحرين مع الحفل الاستعراضيّ لفرقة (بلييز) الذي يشارك فيه 16 من أفضل راقصي وراقصات العالم. في هذا العرض العالميّ سيؤدّي الفنّانون مختلف أنواع الرّقصات على ألحان موسيقى من أمثال: مايكل جاكسون، ليدي غاغا، كانيي ويست، ديفيد جيتا، سنوب دوغ وغيرهم. ومن(بلييز) إلى ("فريج" حلم عبّود) منذ 21 وحتّى 24 أغسطس، إذ ستنطلق رحلة رائعة للعائلة وصغارهم في صيف البحرين. العرض يمثّل إنتاجًا جديدًا من دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وهو يدور حول وقائع مسليّة يواجهها البطل (عبّود) في مغامرته الخيّاليّة أثناء رعايته لعصفور الكناري الخاصّ بجدّته – والذي يعيش بالمناسبة في حوض سمك! ويتضمّن العرض جدّات المسلسل الكرتونيّ المحبوب (فريج) وشخصيّات أخرى جديدة يتعرّف عليها عبّود أثناء رحلته المليئة بالدّروس القيّمة.
وكعادة نخّول كلّ عام، فإنّ صيف البحرين يقيم مدينة (نخّول ونخّولة) طيلة فترة المهرجان، والتي تستضيف العديد من الفعاليّات التي تجمع ما بين المتعة والتّعلّم، وتقدّم المدينة مجموعة كبيرة من ورش العمل والعروض المسرحيّة والفنيّة من مختلف دول العالم.