أيام قليلة تفصلنا عن معرفة الفريق الذي سيحمل لقب بطل كأس العالم 2014، وتطغى أحداث المباريات ومتابعة نتائجها على اهتمام الكثيرين، شرائح واسعة في جميع الأوساط الاجتماعية والوظيفية، وهو ما انعكس بوضوح في تغيب بعض الموظفين وانخفاض إنتاجيتهم في العمل بسبب السهر لساعات متأخرة من الليل لمشاهدة المباريات.
فخلال كأس العالم الماضية، خسرت أميركا 121 مليون دولار من ناتجها المحلي، وتضاعف هذا الرقم ليبلغ 3 مليارات دولار في بريطانيا.
ومع إقامة هذا المونديال في البرازيل، قد تتفاقم هذه الخسائر بسبب الفارق في التوقيت بين أوروبا وآسيا والمنطقة العربية.
فبحسب دراسة أجرتها Gulf Talent من المتوقع أن تؤثر مشاهدة مباريات كأس العالم في إنتاجية الموظفين، خاصة أن أوقاتها ليست بمثالية لسكان هذا النصف من العالم، فـ89% من سكان الشرق الأوسط ينوون مشاهدة بعض المباريات على الأقل، وتعرض المباريات بين الساعة السابعة مساء والثانية صباحاً بتوقيت الخليج.
وفي استفتاء أجرته Gulf Talent ، على 18000 موظف في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، تبين أن 49% من الموظفين يؤكدون عدم مشاهدة المباريات التي تبث في ساعات الليل المتأخرة، فيما 3% سيطالبون بإجازة مرضية لمتابعة المباريات، وأكثر من 30% سيقللون من ساعات نومهم، فيما يخطط ثمانية في المئة للذهاب متأخرا للعمل.
هذا الانقطاع في ساعات العمل أو الإنتاجية المنخفضة لا تقتصر على متابعي المنطقة فقط، فكل من أوروبا وآسيا تعانيان نفس المشكلة، بريطانيا مثلاً تتوقع انقطاعا بـ250 ساعة عمل خلال المونديال، مما قد يؤدي إلى خسارة نحو 4 مليارات جنيه إسترليني، وأما في الصين فانتشرت ظاهرة بيع الإجازات المرضية المزورة عبر مواقع الإنترنت، والتي تكلف نحو سنتين، وأما إذا كانت موثقة من مستشفى أو طبيب فقد تصل كلفتها إلى 50 دولار.
وفيما يقلق بعض أرباب العمل من انخفاض الإنتاجية، يرى آخرون أن هناك وقعاً إيجابياً للمونديال على موظفيه يتمثل بالتفاعل الاجتماعي فيما بينهم وكونهم أكثر إثارة وحماساً.
وترى بعض دور الخبرة أنه بالإمكان إدارة الإنتاجية بصورة أفضل عبر بعض الخطوات. ولحسن الحظ فإن ساعات العمل يتم تقليصها في شهر رمضان المبارك، مما يعطي بعض الراحة لمتابعي المونديال للاستمتاع بقيلولة لا بأس بها ظهراً.