كتب - يحيى العمري:
أجمع عدد من مشايخ ورجال الدين على عدم ترك المجالس والبرلمانات لمن هم غير أهل للمنصب، حتى لا يعود ذلك بالضرر المباشر على عامة الناس، مؤكدين وجوب المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأن الامتناع عن التصويت فيها حرام شرعاً، والمشاركة واجب عيني باعتبارها واجب شرعي ووطني للدفاع عن البلاد.
وأشاروا، في تصريحات لـ»الوطن»، إلى أن مقاطعة الانتخابات فيها وهن وضرر على الوطن، مشددين على ضرورة استقلالية اختيار المرشح، بعيداً عن تسييس الأصوات والحزبية، والفتاوى الدينية.
وقال الاستشاري النفسي بوزارة العدل والشؤون الإسلامية د.عبدالله المقابي، إن «التصويت في الانتخابات البرلمانية واجب شرعي على كل مكلف عاقل، إذ أنه كحكم الدفاع عن الوطن».
ورأى أن «التصويت يحرم في حالة تمكين من لا يؤمن منه على الوطن والدين، وغير المؤهل الذي لا يؤمن شره على العباد»، مؤكداً أن «الامتناع عن التصويت في الانتخابات المقبلة حرام شرعاً، والمشاركة واجب عيني، لا يرفعه إلا العجز الكلي، وهو مفقود لوجود آليات تضمن تصويت العاجز وغيره».
وأشار المقابي، إلى أن «البحرين مرت بصراعات واضطرابات كثيرة مفتعلة، لا يرقى الاختلاف فيها إلى منع الناخب من حقه في التصويت وتحريم صوته، وأشار إلى أن الفقهاء والعلماء تكلموا في وجوب اختيار الأصلح للمنصب، والتحري بالصالح الذي يسد باب الحرج ويرفعه عن الناس، ويدعم تطوير وتقدم ورفعة البلاد».
وذكر أن «موارد الاختلاف والشك التي تصل للحرمة لدى الناخب غائبة عن البحرين، إذ إننا في بلد متقدم فيه أكفاء ومخلصون وناصحون وعقلاء، معتبراً أن «المقاطعة فيها وهن وضرر على الوطن».
بدوره، قال راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية القس هاني عزيز إن «المشاركة في الانتخابات واجب وطني، ويجب على كل مواطن شريف أن يساهم في المسؤولية الدينية والوطنية بانتخاب المرشح المناسب»، مشدداً على حق المواطن في اختيار الشخص المناسب للنهوض في البلد، دون محسوبيات أو ضغوطات. من ناحيته، أكد الواعظ بوزارة العدل والشؤون الإسلامية الشيخ خالد السعدون وجوب عدم ترك المجالس والبرلمانات لمن هم غير أهل للمنصب، حتى لا يعود ذلك بالضرر المباشر على عامة الناس. وقال «لو وقعت بعض المخالفات في المجالس والبرلمانات، فلا يستلزم ترك المكان للطالحين والمفسدين، فيفسدوا على الناس معاشهم ودنياهم (..) ولو ترك الصالحون تبصير ولاة الأمر ومناصحتهم بما يجب، لجاء الطالحون بما يسوء».
وأضاف الواعظ في وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، خطيب جامع بزة البراق الشيخ صهيب عبدالرزاق إن «المشاركة في الانتخابات حق لأي مواطن»، رافضاً تسييس الناخبين لصالح حزب سياسي معين بفتاوى دينية محرمة.
وأضاف «على الناخب اختيار الأفضل بين مرشحين دائرته، وحال كانوا غير أكفاء، فعلى المواطن البحث عن الأصلح منهم».