كتبت - زهراء حبيب:
تعرض العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين للطرد بسبب مواقفهم وتدخلاتهم المباشرة في العديد من البلدان، وما أقدمت عليه البحرين باعتبار مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية للشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل توماس مالينوسكي شخصاً غير مرغوب فيه، ليس السابقة الأولى بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بل سبقتها المملكة العربية السعودية في عام 1988 حينما طرد الملك فهد بن عبدالعزيز السفير الأمريكي وطلب منه مغادرة البلاد لتدخله في الشؤون الداخلية واحتجاجه على صفقة الصواريخ الصينية التي ابرمتها الرياض مع بكين.
وطلبت الهند من الولايات المتحدة استدعاء دبلوماسي رفيع المستوى من سفارتها في نيودلهي، كتدبير عقابي إثر تعرض القنصل العام المساعدة للهند ديفياني خوبرا غادي في 12 ديسمبر 2013 لتفتيش دقيق بالأماكن الحساسة بعد اعتقالها للاشتباه بأنها كذبت بشأن الوضع القانوني لخادمتها الهندية، وطلبت السلطات الأمريكية منها مغادرة البلاد.
وإثر تلك الحادثة طلبت السلطات الهندية من السفارة الأمريكية طرد أحد دبلوماسيها، كنوع من الرد على طلب واشنطن مغادرة دبلوماسية هندية، وأمهلت الهند السفارة الأمريكية في نيودلهي يومين لسحب الدبلوماسي كونه على صلة بقضية المستشارة في البعثة الدائمة للهند لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
وفي فنزويلا أعلن نائب الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو طرد الملحق الدبلوماسي للسفارة الأمريكية ديفيد ديل موناكو، لتورطة في خطة تآمرية ومحاولة الاتصال بمسؤولين عسكريين فنزويليين، يقترح عليهم مشاريع تزعزع استقرار البلاد.
وبعدها تطور الوضع حتى قامت فنزويلا بطرد ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين اتهموا بالسعي إلى تنظيم إضرابات وتخريب شبكة الكهرباء، ومنحوهم 48 ساعة لمغادرة فنزويلا. وقال رئيس فنزويلا حينها «لقد أعطيت الأوامر لوزارة الخارجية بإعلان ثلاثة موظفين دبلوماسيين أمريكيين أشخاصاً غير مرغوب فيهم لأنهم يتآمرون على البلاد، فليذهبوا للتآمر في واشنطن الآن».
وكانت فنزويلا شهدت قبل عامين أعطالاً في شبكة التيار الكهربائي أرجعتها السلطات إلى وجود أعمال تخريبية، مع نقص المواد الغذائية والاستهلاكية والحكومة تتهم المعارضة وداعميها الأمريكيين بالوقوف وراء ذلك لزعزعتها. ومن جانب آخر طردت روسيا دبلوماسياً أمريكياً متهماً بالتجسس من السفارة الأمريكية في موسكو، وهو رايان فولج، الموظف في السفارة الأمريكية في موسكو واعتبره شخصاً غير مرغوب فيه وطالبته بمغادرة البلاد، بعد أن ضبط في ساعة مبكرة من الصباح يحاول تجنيد موظفي الاستخبارت الروسية للعمل لصالح الاستخبارات الأمريكية.
وعثر بحوزته حينها على أدوات التجسس ومبلغ مالي كبير، وأنه يتستر تحت شعار العمل الدبلوماسي، حينما حاول تجنيد موظف في أحد الأجهزة الاستخباراتية الروسية، لخدمة الاستخبارات الأمريكية.
وكشفت روسيا حينها على أن رجال الأمن ضبطوا موظف وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية فوجل ريان كريستوفر، يعمل كسكرتير ثالث للقسم السياسي بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في موسكو كغطاء لأعماله غير الشرعية، وحاول تجنيد موظف يعمل في أحد الأجهزة الخاصة الروسية، وكان بحوزته وسائل تقنية متخصصة وكتاب التعليمات المطلوب تسليمه إلى المواطن الروسي المزمع تجنيده، ومبلغ مالي كبير ووسائل تغيير ملامح الوجه.
جدير بالذكر أن الدبلوماسي يتمتع بحصانة دبلوماسية ووفق القانون الدبلوماسي يعتبر شخصية المندوب الدبلوماسي مصونة، ولا يجوز حبس الدبلوماسيين أو اعتقالهم، والحصانة الكاملة من المحاكمة في الدولة التي تستقبلهم، لذلك الأمر الوحيد الذي بيد الدولة المضيفة أمام السلوكيات والمخالفات والجرائم التي يترتكبها الدبلوماسيين هي اعتباره أو اعتبارها شخصا غير مرغوب فيه وعليه مغادرة أراضي الدولة.