بيروت - بديع قرحاني

في خضم "البازار" الانتخابي في لبنان والعدد الكبير للمرشحين والذين بدأت صورهم تنتشر في الأماكن العامة وعلى أعمدة الكهرباء، قرر رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين إصدار قرار يمنع بموجبه تعليق الصور في الأماكن العامة، فيما أطلق، المواطنان، نزيه ياسين ومحمد أبرش في عاصمة شمال لبنان، مبادرة لتجميل واجهات المدينة التي أنهكتها الجولات القتالية بين جبل محسن وباب التبانة، إضافة إلى الإهمال الذي تعاني منه المدينة الشمالية على المستويين الاقتصادي أو الاجتماعي.

نزيه ياسين "35 عاماً" يعمل مهندساً في استوديوهات "المستقبل" التلفزيونية في بيروت. وفي عام 2014، التقى محمد أبرش، بمناسبة إنشاء شريط فيديو موسيقي ينتجانه معاً لإحياء ذكرى وفاة رفيق الحريري، رئيس الوزراء السابق الذي اغتيل عام 2005. ثم أصبحا أصدقاء وإطلاق مشروعها الفني في الشوارع في طرابلس خلال عام 2017. وتهدف مبادرة "تجميل مدرستك وحاشيتك" أولاً إلى استعادة جمال جدران المدارس الحكومية في طرابلس، التي غالباً ما تكون باهتة أو سوداء أو مغطاة بالمئات من الملصقات الممزقة. ويستغل الفنان والرسام الهندسي محمد أبرش، من خلال رشاشه ورسمه بالطلاء، شوارع المدينة ويستخدم موهبته في إنشاء رسومات ملونة على الجدران، وكل ذلك من نسق نزيه ياسين، المسؤول عن مختلف المشاريع.



وكان الداعم الأساسي لهذا المشروع رجل الأعمال انطون صحناوي ابن الأشرفية ذات الغالبية المسيحية الذي أراد تجميل واجهات المدارس والمباني في مدينة طرابلس ذات الغالبية المسلمة وهي بحد ذاتها كانت رسالة من رجل عابر للطوائف والمذاهب والذي يعطي صورة حضارية لهوية لبنان الحقيقية والمتعددة المذاهب والثقافات لكن الثنائي التكميلي والمتكامل قررا توسيع المبادرة ورؤية أكبر من خلال استثمار واجهات المباني التي تضررت من الصراعات التي لمست المدينة. وقال محمد أبرش "أردنا محو الضرر الذي تسببت فيه الحرب وإعطاء حياة ثانية لطرابلس". اليوم، يستمر نزيه ياسين ومحمد أبرش في الاستثمار في مشاريع تجميل في طرابلس، بدعم من رجل الأعمال انطون صحناوي الذي يؤمن بأن حضارة الأمم دائماً في ظاهرها.