حكم على سبعة رجال اليوم الاربعاء بالسجن المؤبد لتورطهم في اعتداءات جنسية جماعية في ميدان التحرير في اول عقوبات من نوعها في مثل هذه الجرائم في مصر.
وقضت محكمة جنايات في القاهرة الاربعاء بمعاقبة سبعة مصريين بالسجن المؤبد كما اصدرت حكما بالسجن 20 عاما على متهمين اثنين اخرين لمشاركتهم في اغتصاب وهتك عرض سيدات وفتيات في ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية.
وبدأت ظاهرة التحرش الجماعي والاعتداءات الجنسية على النساء في الطريق العام في مصر خلال السنوات الاخيرة من حكم حسني مبارك ولكنها تزايدت في اماكن التجمعات العامة وخصوصا ميدان التحرير منذ الثورة التي اطاحته في 2011.
وامرت المحكمة كذلك بوضع المتهمين التسعة تحت مراقبة الشرطة لمدة خمس سنوات بعد انقضاء فترة عقوبتهم.
وكانت النيابة العامة احالت المتهمين للمحاكمة الشهر الماضي واسندت اليهم "ارتكاب جرائم الخطف وهتك العرض بالقوة والتعذيب والسرقة بالاكراه والشروع في القتل والاغتصاب".
واكدت النيابة انها حققت في اعتداءات على عشر فتيات وسيدات وقعت في حزيران/يونيو الماضي وفي يناير 2014.
ويأتي هذا الحكم بعد غضب عارم ساد في مصر اثر نشر فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي لحالة اغتصاب جماعي في ميدان التحرير اثناء الاحتفال بفوز عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو الماضي.
وفي هذا الفيديو ظهرت سيدة وهي تحاول مقاومة مجموعة من الرجال يعتدون عليها بعد ان جردوها من كل ملابسها.
وسردت النيابة العامة المصرية بعد ذلك في بيان وقائع الاعتداء على هذه السيدة فأكدت ان التحقيقات كشفت انه في الثالث من حزيران/يونيو الماضي واثناء الاحتفالات في ميدان التحرير باعلان فوز السيسي "اندس الجناة بين المواطنين للبحث عن فريسة بالميدان".
وبحسب النيابة العامة فانه "في الساعة 11 مساء وقع اختيارهم على سيدة وابنتها كانتا تسيران بجوار الجزيرة الوسطى في الميدان فاتجهوا صوبهما وقسموا أنفسهم فريقين اختطف أحدهما السيدة البالغة من العمر 42 عاما وتوجهوا بها ناحية مسجد عمر مكرم".
واوضحت النيابة ان الجناة "هجموا عليها وشلوا حركتها وطرحوها أرضا ونزعوا عنها كل ملابسها بشراسة ثم ابرحوها ضربا وركلا ولما حاولت الفرار اصطدمت باناء به ماء ساخن خاص بأحد الباعة الجائلين فاصيبت بحروق شديدة ورغم ذلك صنع الجناة حلقة حولها ثم بداوا في هتك عرضها".
واضافت ان المتهمين "بداوا بالامساك بموقع عفتها في خسة ودناءة حتى اصابوها بقطع فيه بلغ 5 سنتيمترات ثم سرقوا متعلقاتها ثم بدأ الفريق الاخر في مهاجمة ابنتها بنفس الطريقة قبل ان تتمكن الشرطة بمساعدة مواطنين من انقاذهما".
ويشكو ناشطون مصريون من ان الاجهزة الامنية لم تفعل شيئا لوقف ظاهرة الاعتداءات الجنسية الجماعية في الشوارع والميادين ويقولون ان اكثر من 250 حالة اعتداء جنسي على النساء اثناء التظاهرات وقعت ما بين تشرين الثاني/نوفمبر 2012 وحزيران/يونيو 2013 ما بين تحرش وهتك عرض واغتصاب.
ويؤكد الناشطون الذين اسسوا مجموعة اطلقوا عليها "شفت تحرش" ان تسعة اعتداءات جنسية على الاقل وقعت خلال تظاهرات الاحتفال بفوز السيسي في الانتخابات الرئاسية.
وبحسب دراسة للامم المتحدة صدرت العام الماضي، فان 99 بالمئة من المصريات تعرضن لشكل من اشكال التحرش. وتقول النساء في مصر انهن يتعرضن للتحرش بغض النظر عن ملابسهن، وسواء كن محجبات او غير محجبات.
وووقعت حالات الاعتداء الجنسي الجماعي رغم اصدار الرئيس المصري السابق عدلي منصور قانونا يعد الاول من نوعه لمعاقبة التحرش الجنسي ويفرض غرامات كبيرة وعقوبات بالسجن بحق مرتكبيه.