عبدالأمير الجمري أصدر فتواه الطائفية التحريضية فجعلت منه قائد انتفاضة شعارها الانقلاب
السفارة الإيرانية بالمنامة قدمت للجمري أسلحة بكواتم صوت لإجراء سلسلة اغتيالات
قاسم تم دفعه للواجهة ليقوم بما قام به الجمري
قاسم يغرق في مستنقع التبعية ويغرق آخرين معه من دون علمه أنه يسير في طريق لا خير وراءه
الأجدى بقاسم أن يتدارك الموقف والوضع قبل فوات الأوان حيث لا يبقى مجالا للندم

العلامة السيد محمد علي الحسيني*
جاء في الحديث الشريف، أذكروا محاسن موتاكم. هذا الحديث نورد ذكره العطر، ونحن نتذكر طيب السيرة والذكر والمناقب المرحوم الشيخ عبدالامير الجمري، والذي غرر به نظام ولاية الفقيه في الثمانينات، أيام كانت توجه إليه دعوات رسمية لزيارة إيران وكانت تقدم إليه مساعدات ومعها (توجيهات) عبر السفارة الايرانية في المنامة، حيث تم تسليمه أسلحة منها بكواتم صوت لإجراء سلسلة إغتيالات، وحينها أصدر الشيخ الجمري فتواه الطائفية التحريضية التي جعلت منه قائد انتفاضة شعارها الانقلاب على النظام السياسي في البحرين.
في تلك الأيام، كان المرحوم الشيخ الجمري مندفعاً وراء زخارف قول وبريق وعود نظام ولاية الفقيه، وظن بأنهم في طهران لا ينامون من فرط تفكيرهم به وحرصهم عليه وعلى الأوضاع في البحرين التي صارت الفوضى تعم فيها حيث طرقات مقطوعة وإطارات مشتعلة وإخلال بالأمن، لكن المرحوم الجمري بدأ ينتبه للأمر ويدقق فيه ملياً ووجد أن الأمر ليس كما اعتقد وتصور، وعندها علم بل وتيقن بأنه قد غرر به من قبل نظام ولاية الفقيه ولذلك فقد تدارك الموقف وقام بمراجعة متأنية لما جرى واكتشف بأنه يجري خلف وهم وسراب وخلف اكذوبة لا وجود لها، ولذلك فقد عرف بأنه قد أخطأ في حساباته والاعتراف والإقرار بالخطأ فضيلة، لأن الشيخ الجمري قد أدرك بأن تلك الاسلحة التي تم تسليمها له من قبل النظام الايراني حيث تم تمويل وتسليح مجاميع بحرينية لكن لم يكن ذلك من أجل قلب نظام الحكم في البحرين فتلك قضية أكبر منه بكثير وليست بإمكانه أبداً، لكن الغاية من وراء ذلك كانت ترويضه وجعله مجرد آلة ووسيلة بيد النظام الايراني وليس أكثر من ذلك! هذه الحقائق عندما توضحت للشيخ الجمري، كانت سبباً ودافعاً لاتخاذه موقفاً إيجابياً بل ومثالياً سوف يذكرها له التأريخ بأحرف من نور عندما جاء الى الملك وقبل رأسه واعترف بخطأه وقدم اعتذاره عما جرى مؤكداً بأن الولاء ومهما حصل وجرى يجب أن يكون للوطن دون غيره، وقد عفا عنه الملك المعروف بطيبته وتسامحه وسعة صدره وحلمه كما عفا أيضاً عن أبنائه وجرى الصلح والاتفاق وبعدها جرت الانتخابات وعم الأمن والأمان والسلام ربوع البحرين وحصل تقدم وتطور اقتصادي وسياسي وعلمي في البحرين من جراء الأوضاع الإيجابية، لكن يبدو أن هذا الأمر لا يروق للأفعى السامة المتربصة بالبحرين وشعبها ونظام حكمها الوطني، عندما نرى أن الشيخ عيسى قاسم قد تم دفعه للواجهة كي يقوم بنفس ماقام به المرحوم الشيخ عبدالأمير الجمري، حيث أن المرء عندما يدقق في الوجه الجديد المدفوع للواجهة يجد بأنه يعيد نفس السيناريو الذي وضعوه في الثمانينيات للشيخ الجمري، إذ نجد نفس الافكار و نفس الدعوة ونفس الشعارات وذات الأسلوب المشبوه، خصوصاً عندما نجد عودة اسلوب قطع الطرقات وحرق الإطارات وتشويه صورة البحرين، يظهر هنا وهناك، والغريب أن الشيخ عيسى قاسم يعتقد بأنه ومن خلال اعتماده على أعمال بعض الصبية الإرهابية وعلى مجاميع من المراهقين والمغرر بهم سوف يقلب نظام الحكم، لكنه وهو يغرق في مستنقع التبعية ويغرق آخرين معه من دون أن يعلم بأنه يسير في طريق لا خير أو أمل من ورائه، وإننا ننصح الشيخ عيسى ونقول له (المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين)، وعليه أن يتذكر ما جرى مع المرحوم الشيخ الجمري و يأخذ العظة منه والرسول الأكرم قال في الحديث الشريف: (السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ به)، والأجدى بالشيخ عيسى أن يتدارك الموقف والوضع قبل أن يفوت الأوان ولا يبقى مجال للندم حيث إن الاعتراف بالخطأ فضيلة وإن قرع باب ملكك المفتوح دائماً لأبناء شعبه ولك شخصياً أفضل من الانتظار على باب الغريب بانتظار منة وفضل تجعل منك أسيراً وخاضعاً ومنقاداً له طوال حياتك، ونحن شخصياً على استعداد لبذل ما أمكن والسعي لإصلاح الحال، وعودة الوضع إلى ما كان عليه من قبل بل أفضل إن شاء الله، ربي اجعل هذا البلد آمنا.

*الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان