تقرير- حسام الصابوني:

بات العنف والشغب ظاهرة واسعة الانتشار في الملاعب الرياضية، وهذه الظاهرة ليست حديثة في المجال الرياضي، ولكن الجديد هو تعدد مظاهر العنف والشغب وتغير طبيعته وتعديه حدود الملاعب الرياضية.
والمتابع عن كثب يلاحظ أن كثيرا من الفوضويين وأصحاب الفتن والتأزيم استغلوا المحافل الرياضية الكبرى لارتكاب أعمال شغب وتخريب بهدف افشال الدولة وأظهارها بموقف ضعيف أمام الرأي العام العالمي، وأصبحت البطولات الكبرى مرتعا لهم لفرض إراداتهم وأجندتهم الخاصة على حساب المصلحة العامة للوطن والمواطنين.

تصاعد انتشار هذه الظاهرة غير الحضارية دفع الحكومات للتصدي لها بكل حزم والإصرار أكثر على إنجاح أعراسها الرياضية الكبرى.

وعلى سبيل المثال لم تسلم الصين قبل انطلاق اولمبياد 2008 من أعمال شغب وتخريب اندلعت في إقليم التبت بهدف إفشال وإفساد اولمبياد بكين، ولم تتوانى السلطات الصينية في فرض عقوبات صارمة على كل من يتجاوز أو يحاول الإضرار بالمصالح الوطنية الصينية، إذ أعلنت السلطات الصينية حينها أن على المواطنين احترام حرية وحقوق الآخرين وعدم إلحاق الضرر بالمصالح الوطنية.

كما هددت الحكومة الصينية الخارجين على القانون ومثيري الشغب أنها لن تتهاون مع أي شخص يحاول انتهاك الدستور أو يضر بالوحدة والسيادة وسلامة أراضي الدولة، والتحريض على الانقسامات بين الشعب و تعريض الأمن العام للحظر.

بريطانيا أيضا أخذت هذا المنحى في تعاطيها مع الاحتجاجات التي اندلعت قبل بداية العد التنازلي لاولمبياد لندن 2012، حيث وجه رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون إنذاراً شديد اللهجة لكل من يحاول تشويه صورة المملكة المتحدة أو إفشال العرس العالمي، ووصف كاميرون مثيري الشغب بالعصابات التي لا تمثل بريطانيا ولا شبابها، وتعهد بعدم التسامح مع مثيري الشغب وباتخاذ إجراءات صارمة جداً لمكافحة الجريمة في شوارع العاصمة.‏