أحمد عطا

عودة من بعيد.. come back.. ريمونتادا.. كلها مصطلحات تدل على نفس المعنى تقريباً لكن جاذبية اللغة الإسبانية حسمت الجدال بشكل كبير لصالح تلك الكلمة التي كانت الأكثر استخداماً الأسبوع الماضي في الكرة الأوروبية.

لم لا وقد حظينا بالكثير من الريمونتادا ومشاريع الريمونتادا في أغلب المباريات إلى الدرجة التي جعلتني أتوقف للحظة وأفكر فيما إذا كان على الفرق بعد ذلك أن تحاول خسارة مباراتها الأولى ليكون لها فرصة أكبر للفوز بالمواجهات الإقصائية!



***

أمونت روما

"رومانتادا" هكذا استعان روما بالكلمة مع تحريفها لتتناسب مع اسم النادي، وقد سبقه إلى مثل هذه الطريقة فالنسيا عندما أطلق عليها "ريأمونتادا" في اشتقاق من لفظة التشجيع الشهيرة للخفافيش "أمونت".. لهيب جماهير العاصمة الإيطالية كان يدوي بسرعة في الأفق بعدما نجح مهاجمهم البوسني إدين دجيكو في افتتاح التسجيل في شباك العملاق الكتالوني.

البطل الإكلينيكي لليغا لم يستفق من الانطلاقة القوية حتى نهاية المباراة، ليس فقط لمشكلته الواضحة في المباراة بل لذلك الزخم الأدرينالي المنفجر في عضلات وأرجل لاعبي روما الذين قدموا ملحمة من ملاحم العصر الروماني اكتسحت الأخضر واليابس ولم تهدأ إلا ورجل قادم من جبال الأوليمبس اسمه مانولاس يمنح حبيبته الرومانية قبلة الحياة ويصل بهم إلى نصف النهائي الحلم.

***

شبه المعجزة.. يوفي أليغري

فريق إيطاليٌ آخر كاد أن يعانق السماء.. السيدة العجوز التي قتلها كريستيانو رونالدو في ملعبها فصفق له أبناؤها خرجت من قبرها كالزومبي لتعلن أنها لم تمت وأنها قادمة لتنتقم ممن فعل بها هذا الأمر.

وما بين افتتاحية ماندجوكيتش وختامية ماتويدي كان البيت الأبيض يترنح غير مصدق لتلك الاستفاقة التي أجهضتها ركلة جزاء مثيرة للجدل فجرت وسائل التواصل الاجتماعي وتلذذ الجميع بكيل اللعنات تجاه الآخر لكن بقيت حقيقة واحدة هي أن بطل أوروبا ريال مدريد لايزال يراهن على لقبٍ ثالث على التوالي وهو ناجح في مراده حتى الآن.

***

مسمار الريدز

قبلها كان ستيرلينغ يقذف بفان دايك خارج حدود الملعب لترتد الكرة إلى جابرييل جيسوس الذي أشعل ملعب الاتحاد الراغب في تعويض ما فات وقلب ثلاثية الحزن في أنفيلد إلى انتصار مدوي لم يتحقق رغم صرخات ليروي ساني مطالباً بهدفٍ ثانٍ من الإسباني.. ماتيو لاهوث.

بل عاد صلاح وفك الاشتباك ليدق المسمار الأخير في نعش غوارديولا الأوروبي هذا الموسم قبل أن تبرق أسنان فيرمينو المُبالغ فيها فرحة بهدف صاحبها الثاني لينتصر زعيم الإنجليز في أوروبا ذهاباً إياباً على زعيم الإنجليز المحلي هذا الموسم.

***

هيبة البافاري

وبينما الألمان في ميونيخ باردون بما فيه الكفاية كي لا يسمحوا بهذا المزاح الريمونتادي الثقيل كان ألمان آخرين متواجدين في مارسيليا يحاولون في مرتين منع مزاح الريمونتادا من الوصول إليهم إلا أن جحيم الفيلودروم تصدى لتلك المحاولات ليوقع على نتيجة كبيرة أرسلت مارسيليا إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي.. 5 أصحاب الأرض، 2 ريد بول لايبزج.

***

طاولة المدفعجية

آرسنال بدوره لم يكن راضياً عن انحسار الأضواء عنه في بطولة أقل شهرة من دوري الأبطال فقرر إعادة سسكا موسكو إلى المواجهة ومنحه فرصة الريمونتادا بتلقيه هدفين ليصبح على بعد هدفٍ واحد من الوداع الأوروبي إلا أن ابن النيل ذا الشعر الطويل محمد النني كان على موعد مع تمريرتين حاسمتين توجتاه رجلاً للأسبوع في الدوري الأوروبي وأرسلتا الجنرز لمواجهة نار سيميوني وعصابته الذين تفادوا هم أيضاً سيناريو الريمونتادا بعد أن اكتفوا بهدفٍ واحد في شباكهم لم يكن كافيا لسبورتنج لشبونة لإخراجهم لسابق سقوطهم بهدفين نظيفين.

ورغم افتتاحهم للنتيجة قبل 35 دقيقة فقط من انتهاء المباراة وسابق انتصارهم ذهاباً 4/2 إلا أن نسور لاتسيو سقطوا سقوطاً مراً أمام ريد بول سالزبورج برباعية أطاحت بآخر ممثل للطليان في البطولة وأبقت على آخر ممثل لريد بول فيها ليضرب موعداً مع مارسيليا في صراع لن يخلو من الإثارة.