في الرابعة والأربعين، لا تزال نعومي كامبل من أشهر الوجوه في مجال الموضة وهي تطالب بحرية التعبير التي كانت من المبادئ العزيزة على قلب أستاذها وصديقها نلسون مانديلا لمكافحة التمييز العنصري.
وفي مقابلة هاتفية حصرية مع وكالة فرانس برس، استذكرت عارضة الأزياء البريطانية من أصول افريقية وصينية وجامايكية مسيرتها، مشددة على المسؤوليات المناطة بشهرتها.
وهي صرحت "كان مانديلا يقول لي دوما+ ينبغي أن تستفيدي من مكانتك للمجاهرة ببعض الأمور".
وتقربت نعومي من بطل الكفاح ضد نظام الفصل العنصري الذي توفي في ديسمبرالماضي في التسعينيات وهي لا تزال متأثرة بمبادئ مانديلا الذي كانت تلقبه ب "جدي".
وقالت عارضة الأزياء المعروفة أيضا بفورات غضبها ومشاكلها مع القضاء إثر اتهمات بسوء معاملة الموظفين "ليس من السهل الإفصاح عن الأمور جميعها ولا يتقبل الجميع كل ما يقال. وبالطبع لن تروق تصريحاتي للجميع".
ولا تريد كامبل أن تكون الممثلة الوحيدة للعارضات غير البيضاوات البشرة. ولا شك في أن عالم الموضة فتح أبوابه للعارضات السوداوات من بيفرلي جونسون وإيمان إلى جوردن دان وشانيل إيمان، وصولا حتى إلى المغنية ريهانا والممثلة الحائزة جائزة أوسكار لوبيتا نيونغو، غير أن هذا ليس كافيا بالنسبة إلى أشهر هؤلاء العارضات.
وهي قالت "عندما بدأت مسيرتي، كان عدد العارضات الملونات البشرة أكبر بكثير".
وبدأت المراهقة التي كانت تعيش في لندن مسيرتها في الخامسة عشرة وشاركت في عرض أزياء لجاني فيرساتشي في السادسة عشرة وكانت أول عارضة سوداء تنشر صورتها على غلاف النسخة الفرنسية من مجلة "فوغ" عندما كانت في الثامنة عشرة.
وأقرت كامبل "لطالما حظيت بدعم مصممي الأزياء ... من أمثال إيف سان لوران وجاني فيرساتشي وكارل لاغيرفلد. وهم دعموني جميعا في بداية مسيرتي. وكنت جد محظوظة".
وتؤكد كامبل، وهي إحدى العارضات الثلاث الكبيرات في التسعينيات مع الأميركية كريستي تورلينغتن والكندية ليندا إفانجيليستا، أنها لم تعاني من التمييز العرقي، حتى لو كانت قد أثارت هذه المسألة مع وسائل الإعلام.
وهي قالت "لا يمكنني قول ذلك، فقد حصلت على مرادي وتمكنت من النجاح بفضل مساعدة مصممي الأزياء وتصدرت الكثير من غلافات مجلات فوغ"، مضيفة "لهذا السبب بالتحديد يجدر بي مساعدة العارضات المبتدئات لأن علاقتهن قد تغيرت مع المصممين".
وقد انضمت كامبل في سبتمبر 2013 إلى مبادرة "بالانس دايفرستي" العالمية التي أطلقتها أيقونة الموضة بيثان هارديسن للتنديد بقلة عارضات الأزياء السوداوات في مجال الموضة.
وأكدت العارضة البريطانية أن هذه المبادرة "ليس حركة سياسية بل هي مجرد نقاش".
وتابعت أن "بعض الأشخاص أدركوا هول هذه المشكلة وبدأوا باتخاذ خطوات لتحسين الوضع". وختمت قائلة "آمل ألا يكون ذلك مجرد نزعة عرضية وأنهم لا يقومون بذلك لإسكاتنا، إذ لن نسكت أبدا".