تكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر قاسية بمليارات الدولارات بسبب الحرب على غزة، والتي أدت إلى اتخاذ العشرات من شركات الطيران العالمية قراراً بتعليق رحلاتها إلى تل أبيب، ما فاقم من أزمة الاقتصاد وكبد الإسرائيليين مزيداً من الخسائر.
واعترف مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن كلفة الأيام الـ12 الأولى من الحرب على غزة بلغت 585 مليون دولار، إلا أن هذا الرقم ليس سوى التكلفة العسكرية المباشرة التي ينفقها الجيش الإسرائيلي، وهو ما يعني أن الخسائر الكلية التي يتكبدها الاقتصاد الإسرائيلي تفوق هذا الرقم بعدة أضعاف.
ونقلت جريدة "هآرتس" الإسرائيلية في تقرير لها عن المسؤولين الإسرائيليين قولهم إن تكاليف وزارة الدفاع وحدها في الأيام الـ12 الأولى تجاوزت ملياري شيكل إسرائيلي (585 مليون دولار)، وهو ما يعني أن إسرائيل تدفع 50 مليون دولار يومياً، فضلاً عن الخسائر الناجمة عن تعليق رحلات الطيران وركود القطاع السياحي والفندقي وتراجع مبيعات التجزئة بصورة حادة.
وذكرت جريدة "يديعوت أحرونوت" في تقرير لها أن تكلفة الصاروخ الواحد في منظومة "القبة الحديدية" تتجاوز 50 ألف دولار، على أن القوات الإسرائيلية تنفذ يومياً منذ بدأت الحرب أكثر من 200 عملية اعتراض، ما يعني أن "القبة الحديدية" وحدها تكلف الإسرائيليين 10 ملايين دولار أميركي يومياً، فضلاً عن أن بعض الصواريخ الفلسطينية يتم اعتراضها بصواريخ "باترويوت" التي تفوق تكلفة الواحد منها مليون دولار أميركي.
ويقول خبراء اقتصاديون إن خسائر الاقتصاد الإسرائيلي تجاوزت عدة مليارات خلال أسبوعين من الحرب على غزة، على أن هذه الخسائر تفاقمت منذ إلغاء مئات الرحلات الجوية من وإلى تل أبيب، وبعد أن تحول مطار بن غورويون إلى ما يشبه "مدينة أشباح" بسبب عدم وجود مسافرين قادمين أو مغادرين.
وأعلنت شركة طيران "العال"، وهي الخطوط الجوية الوحيدة في أسرائيل، أنها تتوقع هبوطاً في عوائدها خلال الربع الثالث من العام الحالي بما لا يقل عن 50 مليون دولار أميركي، في الوقت الذي شهدت فيه أسعار تذاكر الطيران من وإلى إسرائيل ارتفاعاً كبيراً خلال الأيام القليلة الماضية بسبب قلة الطائرات التي تقل مسافرين من وإلى تل أبيب، وهو ما كبد أيضاً الكثير من رجال الأعمال والسياح والمسافرين خسائر مالية مباشرة.
وقالت جريدة "هآرتس" الإسرائيلية في تقرير لها اطلعت عليه "العربية.نت" إن أسعار بعض التذاكر قفزت بنسبة وصلت إلى 150% مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب، مشيرة إلى أن سعر التذكرة من تل أبيب إلى لندن على سبيل المثال أصبح يباع حالياً بـ1520 دولاراً، مقارنة مع 820 دولاراً، أما سعر التذكرة من تل أبيب إلى نيويورك فقفز من 1670 دولاراً قبل الحرب إلى 2750 دولاراً في الوقت الحالي.
وتأتي الحرب الإسرائيلية على غزة وتعطل حركة الطيران في الوقت الذي يعتبر الذروة للموسم السياحي بالنسبة لإسرائيل، وهو ما أدى إلى إلغاء أعداد كبيرة من الحجوزات، وكبد الإسرائيليين خسائر فادحة في مختلف القطاعات الاقتصادية.