* 62 شهيداً فلسطينياً في المذبحة الإسرائيلية بغزة

* إضراب بالأراضي الفلسطينية المحتلة في الذكرى الـ 70 للنكبة

* استشهاد 110 فلسطينياً منذ منذ بدء "مسيرات العودة" في 30 مارس بغزة



* السعودية ترفض نقل السفارة الأمريكية للقدس

* تركيا وإسرائيل تتبادلان طرد السفراء والدبلوماسيين

* مشروع قرار كويتي في مجلس الأمن لـ "تأمين حماية المدنيين الفلسطينيين"

* مجلس حقوق الإنسان يعقد جلسة خاصة الجمعة لمناقشة تدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة

* السلطة تستدعي ممثلها بواشنطن اثر افتتاح السفارة الأمريكية في القدس

* أردوغان يعد بـ"رسالة قوية" من القمة الإسلامية حول الوضع الفلسطيني

* بلجيكا تستدعي سفيرة إسرائيل داعية لتحقيق دولي في أحداث غزة

* "مراسلون بلا حدود" تطلب من "الجنائية الدولية" التحقيق في "جرائم حرب" إسرائيلية

غزة - عزالدين أبوعيشة، وكالات

شيع الفلسطينيون العشرات من الشهداء في قطاع غزة الثلاثاء في ذكرى "النكبة"، غداة حمام دم في المنطقة الحدودية راح ضحيته 62 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي بينما تعرضت إسرائيل لموجة من الإدانات الدولية والدعوات لإجراء تحقيق مستقل.

وفي ظل القلق والتنديد الدوليين، استدعت تركيا وجنوب افريقيا سفيريهما في إسرائيل، فردت الأخيرة بطرد القنصل التركي في القدس المحتلة بعد هجوم لاذع من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

وعقد مجلس الأمن جلسة طارئة حول غزة دعت إليها الكويت ودافعت خلالها سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي عن إسرائيل التي قالت إنها "تحلت بضبط النفس" الاثنين.

وأعلن السفير الكويتي لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي أن بلاده ستقترح الثلاثاء أو الأربعاء مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى "تأمين حماية المدنيين" الفلسطينيين.

وقرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عقد جلسة خاصة الجمعة لمناقشة "التدهور في وضع حقوق الإنسان" في الأراضي المحتلة.

وفي حين خرجت جنازات في مناطق مختلفة من القطاع، استمرت المواجهات في المنطقة الحدودية حيث استشهد فلسطينيان وأصيب أكثر من 400 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة في غزة.

بذلك يرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين في المنطقة الحدودية في غزة منذ الاثنين إلى 62 شهيداً ونحو 3200 جريح، وفق أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة.

وكان الاثنين الأكثر دموية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف 2014.

ونددت السلطة الفلسطينية بـ "المجزرة" بينما برر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللجوء إلى العنف بحق إسرائيل في الدفاع عن حدودها إزاء ما وصفه بأنها أعمال "إرهابية" تقوم بها حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على القطاع.

واتهم نتنياهو حماس بأنها "تدفع المدنيين من نساء وأطفال إلى مرمى النيران لكي يسقط ضحايا".

وشيعت الثلاثاء رضيعة تدعى ليلى الغندور "8 أشهر" استشهدت إثر تنشقها غازاً مسيلاً للدموع قرب الحدود في شرق غزة الاثنين.

وشارك المئات في تشييع فتى يدعى يزن طوباسي "23 عاماً" قتل شرق مدينة غزة. وقال والده إبراهيم "50 عاماً" وهو يبكي بحرقة "أنا سعيد لأنه شهيد. ابني مثل عشرات الناس من أجل فلسطين ومن أجل القدس".

وبذلك ارتفع إلى أكثر من 110 عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء "مسيرات العودة" في 30 مارس في غزة حيث يتجمع الآلاف على طول السياج الأمني مع الاحتلال للتظاهر منذ ذلك الحين في إطار "مسيرة العودة".

وفي كلمة أمام مئات المتظاهرين قرب الحدود، شرق غزة، أعلن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، "ستستمر مسيرة العودة حتى تحقيق أهدافها، هذه الدماء لن تزيدنا إلا ثباتاً وتمسكاً بحقوقنا وسنعود لقدسنا".

في الوقت ذاته، صادف الثلاثاء الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، ذكرى تهجير اللاجئين من أراضيهم وقراهم التي احتلها الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، وتمر هذه الذكرى فيما يعيش الفلسطيني ويلات جديدة، خاصة مع اشتداد الحصار على القطاع وارتكاب الاحتلال جرائم حرب بحق المدنيين فيه.

وإضافة لما يعانيه أبناء الضفة الغربية من تهجير مستمر، واستيلاء على أراضيهم وتحويلها لمستوطنات استعمارية، تأتي المصيبة الأكبر في تاريخ القضية الفلسطينية وهي الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة واشنطن للقدس.

وفي هذه المناسبة، عم الإضراب الشامل كافة محافظات فلسطين حداداً على أرواح شهداء قطاع غزة، وتخليدًا لذكرى الـ 70 للنكبة، ورفضا لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وشمل الإضراب كافة مناحي الحياة كما وتم تنكيس الأعلام وإعلان الحداد العام لثلاثة أيام.

وجددت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار تأكيدها على استمرار فعاليات المسيرة في مخيمات العودة بالمحافظات الخمسة حتى بعد نهاية مساء الثلاثاء، وذلك حمايةً لحقوق الفلسطيني في العودة وكسر الحصار وصولاً لمليونية الخامس من يونيو 2018 في ذكرى احتلال القدس وكافة الأراضي الفلسطينية في عدوان 1967.

وحمل مسؤول اللجنة القانونية في المسيرة صلاح عبد العاطي الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي وقعت في غزة معتبرين شهداء المجزرة هم ضحايا لقرار نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة.

وفي الضفة الغربية، أصيب 62 مواطناً بالرصاص الحي والمطاطي، وبحالات اختناق إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات متفرقة مع جيش الاحتلال، وشارك مئات المواطنين في مسيرات سلمية ضد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة وإحياءً لذكرى النكبة الفلسطينية مما دفع قوات الاحتلال لقمع المتظاهرين بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني.

ورشق الشبان الجيش الإسرائيلي بالحجارة والعبوات الفارغة، وأشعلوا النار في إطارات مطاطية، في حين أطلق الجيش الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المدمع تجاه المشاركين.

وقالت القوى الوطنية والإسلامية إن المؤسسات الأمريكية ورموز التواجد الأمريكي الداعم للاحتلال فوق الأراضي الفلسطينية بات هدفًا مثله مثل أي تواجد احتلالي أو استيطاني.

وطالبت القوى الوطنية المواطنين بضرورة التوقف التام عن شراء المنتجات والبضائع الاحتلالية، وطالبت الحكومة الفلسطينية وضع اليات محددة لتنفيذ قرار المقاطعة بما ينسجم مع قرارات المجلس الوطني، والمركزي.

وفي القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال 6 مقدسيين من بلدة سلوان والعيسوية بمدينة القدس، كما اعتقلت قوات الاحتلال حارس المسجد الاقصى سامر مجاهد أثناء مروره صباح اليوم من شارع الواد بالقدس القديمة.

ومن المقرر، أنّ تعقد الجامعة العربية الأربعاء اجتماعاً على مستوى المندوبين الدائمين لبحث تداعيات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وقال سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها في الجامعة العربية ذياب اللوح، إن الاجتماع سيناقش تبعات الخطوة الأمريكية والبحث في وضع آليات للحيلولة دون إقدام دول أخرى على نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة.

واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إلى مدينة القدس يشكل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويجعلها جزءاً من المشكلة وليس الحل، ويعبر عن اتباعها سياسة الغطرسة كمنهج للتعامل مع الشعب الفلسطيني.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن سفير فلسطين في جنيف سيطلب عقد جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان للبحث في جرائم الاحتلال بحق المواطنين في قطاع غزّة كما سيطالب بتشكيل لجنة تحقيق وتقصي على أرض الواقع.

واستدعت وزارة الخارجية الفلسطينية الثلاثاء السفير حسام زملط، رئيس مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، إلى رام الله وذلك بعد نقل السفارة الأمريكية الى القدس.

وبعد أن طلبت تركيا من السفير الإسرائيلي في أنقرة ايتان نائيه مغادرة البلاد مؤقتاً، شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوماً لاذعاً الثلاثاء على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قائلاً إنه "رئيس وزراء دولة عنصرية تحتل أرض شعب أعزل منذ ستين عاماً في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة (...) يداه ملطختان بدماء الفلسطينيين ولا يمكنه التغطية على جرائمه عبر مهاجمة تركيا".

وكان اردوغان يرد على نتنياهو الذي انتقد إدانة تركيا قتل الجيش الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين الاثنين في غزة.

وعلى الإثر أعلنت الخارجية الإسرائيلية أنها طلبت من القنصل التركي في القدس الذي يمثل بلاده لدى السلطة الفلسطينية، مغادرة اسرائيل.

وتعهد الرئيس التركي بأن قمة منظمة التعاون الإسلامي الطارئة المرتقبة الجمعة في اسطنبول ستوجه "رسالة واضحة" إلى العالم.

واستدعت بلجيكا السفيرة الإسرائيلية لديها سيمونا فرانكل بعدما وصفت جميع الضحايا في غزة بأنهم "إرهابيون"، فيما دعا رئيس الوزراء شارل ميشال الى "تحقيق دولي تجريه الأمم المتحدة" معتبراً أن "أعمال العنف التي ارتكبت بالأمس في قطاع غزة مرفوضة".

واستدعت ايرلندا السفير الإسرائيلي في دبلن زئيف بوكر الثلاثاء "للإعراب عن صدمة ايرلندا وشجبها لمستوى أعداد القتلى والجرحى أمس في قطاع غزة".

وصرح روبرت كولفيل أحد المتحدثين باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن أي فلسطيني يتظاهر في غزة يمكن أن يتعرض "للقتل" برصاص الجيش الإسرائيلي سواء كان يشكل تهديداً أو لا.

من جهتها، دعت منظمة "مراسلون بلا حدود" المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في "جرائم حرب اقترفها الجيش الإسرائيلي ضد صحافيين فلسطينيين".

وتعهدت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا الثلاثاء اتخاذ "أي إجراءات" ضمن صلاحياتها لمقاضاة المسؤولين عن جرائم في غزة.

ورفض مجلس الوزراء السعودي الذي عقد جلسة الثلاثاء برئاسة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

كما دعت الصين إلى ضبط النفس "خصوصاً" من جانب إسرائيل.

وأعلنت حكومتا المانيا وبريطانيا تأييدهما إجراء تحقيق مستقل، ولكن في الوقت نفسه، وعلى غرار الولايات المتحدة، حملت برلين حركة حماس مسؤولية ما حصل.

ودان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الثلاثاء "بأشد العبارات ما ترتكبه إسرائيل من مذابح في حق الفلسطينيين العزل"، واصفاً ما تقوم به بأنه "يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب".

وداخل السفارة الأمريكية الجديدة في القدس التي فرض حولها طوق أمني مشدد لم يكن شيء يوحي بالأحداث العنيفة التي يشهدها قطاع غزة.

ووحده صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جاريد كوشنر الذي حضر المراسم مع زوجته ايفانكا ألمح على ما يبدو إلى الأحداث عندما قال "الذين يتسببون بأعمال العنف هم جزء من المشكلة وليس الحل".

وتثير المبادرة الأمريكية الانفرادية غضب الفلسطينيين إذ تشكل تكريساً للموقف المنحاز بشكل واضح برأيهم للجانب الإسرائيلي والذي يتبناه دونالد ترامب منذ توليه منصبه في 2017، وتجاهلاً لمطالبهم حول القدس.

واحتلت إسرائيل الشطر الشرقي من القدس عام 1967 ثم أعلنت عام 1980 القدس برمتها "عاصمة أبدية" في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

ورغم اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، لا تزال الأسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية أرضاً محتلة وأنه من غير المفترض إقامة سفارات في المدينة طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين.

ولم يحدث القرار الأمريكي بنقل السفارة حتى الآن الأثر الذي كان ترجوه إسرائيل إذ لم تعلن سوى دولتين هما غواتيمالا وباراغواي أنهما ستقومان بالأمر نفسه.