الجبار

أعجبتني هذه الفقرة للكاتب علي بن جابر الفيفي في حديثه عن اسم الله (الجبار): «من معاني اسم الجبار الذي يجبر أجساد وقلوب عباده، فالعيش في كنف الإله يمدنا بمراهم الصحة، وضمادات السعادة، ومسكنات الأوجاع، ومضادات الهموم. فهو سبحانه علم أن كسوراً ستعتري عباده في أبدانهم وقلوبهم وحياتهم، كسوراً تترك ندوبها على جباههم، وآثارها على أرواحهم، لذلك تولى جبرها برحمته، وسمى نفسه بالجبار، ليعلم عباده أنه هو القادر على جبرها فيلتجئون إليه».

ما أجمل هذا الاسم الذي نصحبه معنا في كل لحظة حتى نجابه به أموج الحياة العاتية التي تدفعنا تارة إلى أوقات الرخاء واليسر، وتارة أخرى إلى أوقات الشدة والابتلاءات والأحزان.. أحياناً تمر عليك أوقات عصيبة يشتد فيها حزنك وضيقك بفقد أحبة بعد فترات متتالية، أو بابتلاءات أخرى في أمور حياتك أو شدة أو ضيق.. حينها لا تجد بداً من أن تكون في واحة الملك الكريم وتلجأ إلى الجبار ليجبر كسرك ويمسح على قلبك بالطمأنينة والسعادة والسكينة.. السكينة التي نبتغيها في ظروف الحياة.. ومن أجمل الأدعية التي ندعو بها في يومنا وليلتنا أكثر من خمس مرات دعاء ما بين السجدتين: «اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني».. في إشارة لطيفة بأننا في أمس الحاجة إلى «الجبار» ليجبر كسرنا في أحوال الدنيا.. لذا نكثر أن نقول: «اللهم اجبر كسرنا»..

لقد صبر النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته ولاقى الكثير في سبيل إيصال كلمة الحق ونشر الإسلام، فلم يجعله ذلك يتراجع أو يرتدي كساء الهم والجلوس فوق عتبات الحزن ولطم الخدود.. بل واصل صموده وصبره ورفع رأسه بهمة وعزيمة وصنع لنا حياة مليئة بالثوابت التي مازلنا نستند عليها للعيش في كنف حياة كريمة لبلوغ جنة خالدة.. هي الحياة التي يمتحن فيها المرء ليزداد صلابة في مواجهة تياراتها المعاكسة.. وفي نهاية المطاف هو مطالب أن يلبس رداء الإيمان ويتحاشى السهام الشيطانية، حتى ينزل المولى الكريم عليه سكينته وأمنه.. ثق أن «الجبار» سيجبر كسرك في كل لحظة لأنك تحتاجه في السراء والضراء، وأوقات الحياة كلها امتحان.. فلا تتراجع أبداً.. واستعن بالجبار حتى يجبر كسرك وترتفع همتك لتكون فارس العطاء وصانع الأثر في جميع مساحات البشرية.



لمحة:

اصمد أمام تيارات الحياة الجارفة