كتب - مازن أنور:
أجمع الشارع الرياضي البحريني على الارتياح بشأن تقديم مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم الإنجليزي أنتوني هدسون لورقة استقالته ورغبته في عدم مواصلة عمله كمدرب للأحمر في الفترة القادمة على الرغم من قصر المدة التي قضاها مع الأحمر منذ أن حصل على ثقة الاتحاد البحريني لكرة القدم ليكون خلفاً للمدرب الأرجنتيني كالديرون، وغرد عدد كبير من المتابعين للرياضة البحرينية على مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس الأول بعد أن تم تعميم بيان اتحاد الكرة، وصبت أغلب التغريدات سواءً على حسابات تويتر أو إنستغرام في جانب الفرحة برحيل هدسون، وذلك بعدة أسباب من بينها عدم ثقتهم بقدرات هذا المدرب اليافع والجديد على الساحة التدريبية، وعدم امتلاكه لسيرة ذاتية غنية تمكنه من قيادة المنتخب الوطني لكرة القدم.
وعلى صعيد آخر وجه الشارع الرياضي البحريني اللوم لاتحاد الكرة في الوضع الحالي الذي يعيشه بعدم وجود مدرب على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني، حيث ومنح المدرب هدسون الثقة في الفترة الحالية والتمسك به في أكثر من مناسبة ومنحه الفرصة كذلك للبروز في الساحة المحلية والخليجية والدفاع عن إمكاناته الفنية مراراً وتكراراً بعيداً عن الإنجاز الذي حققه مع المنتخب الأولمبي في بطولة الخليج الرابعة بتحقيق لقب البطولة، كما اعتبر الشارع الرياضي البحريني بأن اتحاد الكرة لم يتعلم من درس الإنجليزي السابق بيتر تايلور والذي لم يقض فترة طويلة وأحدث مشاكل أدت لرحيله. اللوم يقع على اتحاد الكرة كذلك لأنه بحث عن مدرب بمواصفات مادية محددة وإن صح التعبير بحث عن «مدرب رخيص» بعدما تم الحديث عن تقليص الميزانية وذلك ما جعل اتحاد الكرة يستغني عن خدمات مدرب بحجم كالديرون ويستعين بمدرب مبتدئ بحجم هدسون، وسط زوبعة من الانتقادات التي لم يلتفت لها اتحاد الكرة ولم يعرها أي اهتمام حتى جاء الفأس في الرأس. اتحاد الكرة يتحدث في هذه اللحظة عن إمكانية «لملمة» الأوراق وكأن أمراً لم يحدث، ولكن هذا الكلام مجرد محاولة لتهدئة الشارع والإعلام الرياضي، فوضع اتحاد الكرة مأساوي حالياً، فهروب هدسون جاء قبل أسبوعين فقط من معسكر المنتخب في مدينة فالنسيا الإسبانية، وما قد يزيد الطين بلة إذا ما قام هدسون باصطحاب الطاقم الإنجليزي الفني بأكمله إلى نيوزيلندا، أما الطامة العظمى إذا ما قام اتحاد الكرة ومنح المسؤولية في الفترة القادمة لمواطنه أدريان الذي يشرف على تدريب المنتخب الأولمبي والذي جاء بتوصية من هدسون ذاته. اتحاد الكرة وفي بيانه «الركيك» الذي أصدره قبل يومين وصف هدسون بأنه قام بــ»تبييت النية للرحيل»، وهذا الوصف يمكن أن يقترن بتسمية هدسون بأنه باع الأحمر أو خان الأمانة التي تم تكليفها بها، وبالتالي في عالم الاحتراف قد يكون هذا الأمر عادياً جداً ولكن توقيته جاء صادماً لاتحاد الكرة الذي قال لهدسون «أمراً وطاعة» ونفذ برنامجه بحذافيره، ولكن اتحاد الكرة سيقضي أيامه القادمة والتي ستشهد عودة الرئيس بعد غياب طويل للبحث في السير الذاتية للمدربين من جديد على أمل الحصول على مدرب رخيص آخر يمكنه السير قدماً بالأحمر بالشكل المطلوب في الاستحقاقين المقبلين.
هدسون فضل الشهرة والمال على الأحمر!!
أثبت مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم المُستقيل أنتوني هدسون بأنه شخص مادي عندما استغل «طيبة وكرم» المسؤولين في اتحاد الكرة البحريني أثناء مونديال البرازيل وأصبح كالسندباد يطير بين البحرين والدوحة بغرض العمل كمحلل فني لبرنامج تلفزيوني، والأمر غير المقبول في هذا الموضوع بأنه كان يتجه للدوحة على الرغم من أنه قرر عمل تجمع للأحمر في رمضان ولكنه لم يتواجد في معظم التدريبات وأوكل المهمة لمساعديه وضرب بمسؤولياته عرض الحائط وأكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنه غير آبه بذلك التجمع، على الرغم من أن الشارع الرياضي استنكر هذا التصرف من هدسون ومن المسؤولين في اتحاد الكرة حتى إن أحد المسؤولين في اتحاد الكرة اعتبر بأن خطوة تواجد هدسون كمحلل فني تزيد من قيمته كمدرب يتم التعرف عليه في منطقة الخليج.
هدسون غير جريء
للرد على الإعلام
يدرك المدرب الإنجليزي أنتوني هدسون بأن ما قام به لم يكن أمراً احترافياً على الإطلاق، فأمر رحيله يمكن أن يعتبر احترافياً ولكن توقيته وطريقته لم تلامس الاحترافية، هدسون أثبت بأنه غير جريء عندما هرب من الإعلام أيضاً ولم يقم بالرد على الاتصالات بأنواعها المختلفة، كما أنه هرب من المسؤولين باتحاد الكرة ووضع شخصاً للدفاع عنه، هذه الجرأة التي غابت عن هدسون تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنه غير جريء ولن يكون جريئاً في مسيرته التدريبية كذلك.
انطلاقة إعداد الأحمر تتأجل 48 ساعة
كان من المفترض أن ينطلق إعداد منتخبنا الوطني فعلياً هذا المساء الموافق للأول من أغسطس بعد أن سبق للمدرب أنتوني هدسون أن حدد هذا التاريخ للتجمع، ولكن مع تقديمه للاستقالة فإن اتحاد الكرة قرر تأجيل انطلاقة الإعداد من 24 إلى 48 ساعة «يوم إلى يومين» فقد تنطلق التدريبات غداً السبت أو بعد غد الأحد، ولم تتضح الصورة عما إذا كانت ستكون بقيادة مساعدي هدسون مرجان عيد والمدرب الإنجليزي أو سيتم الاستعانة بمدرب المنتخب الأولمبي أدريان لتولي تسيير التدريبات.
اجتماعات الحسم هذا اليوم
من المنتظر أن يشهد الاتحاد البحريني لكرة القدم اعتباراً من صباح اليوم اجتماعات ساخنة لاسيما مع وصول الرئيس الشيخ علي بن خليفة آل خليفة إلى البلاد مساء يوم أمس، حيث ينتظر أن يكون أحد هذه الاجتماعات بحضور المدرب أنتوني هدسون، فيما قد يعقد مجلس الإدارة اجتماعه الطارئ والعاجل هذا اليوم لمناقشة حيثيات المرحلة القادمة للأحمر.