كتب – جعفر الديري:
وصف فنانون واعلاميون بحرينيون، وفاة الفنان المصري سعيد صالح، بالخسارة، ناعين قامة كبيرة، قدمت الكثير لاسعاد المشاهد العربي من المحيط الى الخليج، وماتزال أدوارها حاضرة في الذاكرة ومن الصعب نسيانها، خصوصا شخصية مرسي في مدرسة المشاغبين.
وقال الاعلامي حسين الاسماعيل: يعتبر سعيد صالح من أعمدة الفن العربي، عاصر الكثير وقدم الأكثر، لذا فوفاته تعتبر خسارة فادحة لفننا العربي، ورغم أن الساحة المصرية ولادة للفنانين والمبدعين، يبقى رحيل عملاق مثل سعيد صالح خسارة كبيرة.
وأضاف الاسماعيل: دابنا نحن العرب على تكريم المثقفين والمبدعين والعلماء والمتميزين بعد موتهم، وعدم الالتفات إلى نشاطهم وعطائهم إلا بعد رحيلهم وكأن رحيلهم جرس إنذار يوقظنا بأن من رحلوا كانوا مبدعين، فنحن لا نعرف قيمة من حولنا إلا بعد رحيلهم، ولا نعرف قيمة من خدم بلاده إلا بعد موته فنبدأ بسرد مآثره، "فيا لها من مفارقة عجيبة".
بدروه قال المخرج والفنان محمد الصفار: بحسب مفهوم الخسارة لأي قطاع أو نشاط اجتماعي أو فردي فهو بما كان يشكله من قيمة أو يسد فراغاً في محيطه، كان سعيد صالح يشكل ثقلاً في الفترة التي امتلك الخشبة والنجومية، بغض النظر عما كان يقدّمه. أما الآن فلا يبدو الحديث عن الخسارة واقعياً، فهو لم يكن منتجاً فنّياً في هذه الفترة.
وأضاف: هناك سبب آخر يحيلنا إليه السؤال، وهو تراجع القيمة الإنتاجية للفن المصري و العربي. في الواقع، الفنّ العربي في انحدار ولا نجد قاعاً نقف عنده -طبعاً هناك أعمال محترمة- ومن بعده نبدأ الصعود، فما أتلفه مال المقاولات الفنّية مزّقه الاشتباك السياسي، وإن مرق من وحل السخف لم يفلت من المطاردة الطائفية والعصبية وغيرها. بمعنى آخر سواء كان حيّاً أو ميتاً فلم يعد ذلك ذو تأثير في الساحة الشعبية. أما بالنسبة لاحتفالياتنا بأمواتنا فلإن ذلك يكسبنا مزيدا من الشهرة.
وعلق الفنان علي سلمان: انتهي عمر انسان ولم ينتهي عمره الفني الذي انبثق من وجوهنا الحزينة ليضفي عليها بسمة وسعادة من أداءه الكوميدي المميز. صمتت روحه المرحة، وكان نبأ وفاته صرخة في وجوه المسؤلين الذين لم يهتموا به طيلة حياته كما ينبغي!. هكذا هم العرب في كل المجالات لا نرى عمالقتنا إلا بعد أن نفقدهم.
وأضاف ان الفنان سعيد صالح أسطورة الكوميديا المصري العربي الذي قضى عمره يضحكنا بفنه الراقي ، خسرناه جميعا لمن يخسره الفن المصري أو العربي فقط، بل جماهير ومحبي الفنان. كان بودنا الاحتفال بحضوره تكريمه حيا كما اسعدنا واثرى الفن العربي، لكن فات الاوان بعد رحيلة فرحلة الموت ليس لها وقت معلوم، وهنا اتسائل وقبل رحيل بعض عمالقة الفن العربي هل ننتظر يوم رحيلهم لنتأسف عليهم؟ بكل تأكيد الفن المصري خسر خسارة كبيرة، لكني اعتقد أن الساحة المصرية ولادة ومعطاءة بالطاقات الجميلة، ولا اعتقد وبعد خسارتنا لهذا الفنان ان يتراجع الفن المصري. لكن اتأسف لرحيل فنان كسعيد صالح لكونه روح انسان جميل ممزوجة بفرح الفن الراقي. رحم الله فنانا الراقي وتغمده برحمته وادخله فسيح جناته، والهم اهله الصبر والسلوان.