جدة - كمال إدريس، (رويترز)

من المنتظر أن تعلن مجموعة بن لادن السعودية، قريبًا، عن اسم جديد لها وتقليص حجمها، في أول خطوة لإعادة هيكلة واسعة النطاق مزمعة لواحدة من كبرى شركات البناء مع استحواذ الحكومة على حصة لا تقل عن 35 %، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر خاصة.

ويتولى 5 أعضاء الإشراف على التغييرات في الشركة، التي تضطلع بدور محوري في خطط المملكة للقيام بمشاريع سياحية وبنية تحتية ضخمة.



وقالت 6 مصادر مطلعة إن مجموعة بن لادن السعودية ستغير اسمها وتقلص حجمها بعد أن انتزعت الحكومة السيطرة الإدارية على مجموعة الإنشاءات العملاقة من أفراد بالعائلة شملتهم حملة على الفساد.

وستكون تلك الخطوات هي الأولى في إطار إعادة هيكلة مزمعة واسعة النطاق لأكبر شركة بناء سعودية مع استحواذ الرياض على حصة لا تقل عن 35 %.

وتدار الشركة التي تضطلع بدور محوري في خطط المملكة للقيام بمشاريع سياحة وبنية تحتية ضخمة، عن طريق لجنة من خمسة أعضاء شكلتها الحكومة للإشراف على التغييرات.

وقالت المصادر، المشاركة في العملية أو أُخطرت بها، إن إعادة الهيكلة المتوقع أن تشمل تسريح المئات تستهدف تبسيط العمليات في المجموعة التي أفرزت منذ تأسيسها في 1931 أكثر من 500 وحدة في مجالات شتى من الإنشاءات إلى الطاقة.

وقالت 4 من المصادر إنه في إطار إعادة الهيكلة سيتم تأسيس شركة قابضة جديدة باسم جديد، دون أن تذكر ما إن كان قد جرى اختيار الاسم وماذا قد يكون.

وتخضع بن لادن، التي كان لديها أكثر من 100 ألف موظف في ذروة نشاطها، لعملية التحول بعد احتجاز عدد من أفراد عائلة بن لادن المالكة للشركة في نوفمبر الماضي في إطار حملة على الفساد شملت مئات من رجال الأعمال والمسؤولين.

وتم إطلاق سراح معظم المحتجزين بعد التوصل إلى تسوية مع الحكومة. وعلى الرغم من أن أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة الذي قتلته القوات الأمريكية في 2011، ينتمي لنفس العائلة، إلا أن الشركة قطعت صلتها به.

وقال أحد المصادر إنه من المقرر تقليص الوحدات القائمة في إطار الهيكل الحالي للشركة، وهو ما قد يتضمن بيعا أو تصفية أو دمجا. وقال المصدر إن الوحدات المتبقية ستدخل ضمن الهيكل الجديد.

وقال مصدران إن من بين الوحدات المتوقع أن تبقى تحت مظلة الشركة القابضة الجديدة شركة مقاولات ستحتفظ باسم بن لادن السعودية وكذلك وحدات للصيانة التشغيلية والعقارات والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والاستثمارات.

وتمثل عملية الإصلاح أحدث تحد تواجهه بن لادن في السنوات الأخيرة بعد توقف مشروعات وتأخر مدفوعات واستبعاد مؤقت من العقود الحكومية الجديدة بعد حادثة سقوط رافعة أسفرت عن مقتل 107 أشخاص في الحرم المكي عام 2015.

وقال مصدران منفصلان على دراية بالمسألة إن المجموعة تعتزم تسريح مئات الموظفين في إطار إعادة الهيكلة. وقال أحد المصدرين إن 750 موظفا تلقوا في الآونة الأخيرة إخطارا بإلغاء عقودهم بعد شهر وسيحصلون على مستحقاتهم المالية بالكامل.

وقال مصدر آخر إن معظم تخفيضات الوظائف تشمل موظفين في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، أحد مشاريع الشركة، والذي اكتمل تقريبا على الرغم من تأخره عن الموعد الأصلي لاستكماله في الأول من مايو 2018.

وقال المصدر إن من المتوقع تنفيذ جولة أخرى من خفض الوظائف.

وسرحت الشركة بالفعل آلاف العاملين في السنوات الأخيرة، لكنها في الأسابيع الماضية أمرت مئات الموظفين الذين كانوا في إجازة من العمل في مشروع مركز الملك عبد الله المالي المتوقف بالعودة إلى العمل مع استئناف المشروع.

وفي مسعى لتحسين أوضاع الشركة، قالت مصادر لـ "رويترز" الشهر الماضي إن وزارة المالية قدمت للشركة قروضا بنحو 11 مليار ريال "2.9 مليار دولار".

وذكرت المصادر أن الأموال ستُستخدم لإعطاء أولوية للعمل في مشاريع تعتبر مهمة للحكومة، وكذلك لدفع مستحقات الموظفين والدائنين، وقال أحد المصادر إن من المحتمل أن تتلقى الشركة تحويلات نقدية أخرى من الحكومة في المستقبل القريب.

وفي فبراير الماضي، قالت مصادر لـ "رويترز" إن الشركة فازت بعقد في مشروع لبناء قصور لشخصيات ملكية بارزة أخرى في نيوم، وهي منطقة اقتصادية جديدة عملاقة تقع على ساحل البحر الأحمر.