نتحدث كثيرا عن تطبيق الاحتراف في منظومتنا الرياضية من دون أن نتحقق من واقعنا الرياضي الذي ما يزال يجهل الكثير من مقومات الاحتراف الرياضي وقد لا يفقه فيه سوى التعاقدات المادية مع اللاعبين وفيما عدا ذلك فإن مجتمعنا الرياضي عامة ما يزال يفتقد إلى الوعي الاحترافي والدليل تعدد القضايا الرياضية المرتبطة بالتعاقدات مع اللاعبين ولعل قضية نجم المنتخب الوطني لكرة القدم ونادي الحد اللاعب عبدالوهاب المالود أبرز الأمثلة على ما يمكن ان نسميه بالفوضى الاحترافية !

كيف يمكن للاعب دولي في مقام المالود أن يقع في مثل هذه المطبات الشائكة التي قد تكلفه الكثير في مشوار مستقبله الكروي علما بأنه أحد المواهب المتميزة التي يعول عليها المنتخب الوطني في المرحلة المقبلة ؟!

لو كان اللاعب يعي النظم والقوانين الاحترافية لما وقع في مثل هذا المطب، ولو كان للاعبينا الذين يريدون أن يسلكوا مسلك الاحتراف مدراء أو وكلاء أعمال أو مستشارين مؤهلين في هذا المجال لتمكنوا من تجنب الوقوع في المحظور..

ولكن بسبب غياب الوعي الاحترافي لدي أغلب اللاعبين وأيضا بسبب استمرار غياب التعامل (الجنتلمان) بين الأندية وإصرار بعض الأندية على مفاوضة اللاعبين من وراء ظهور أنديتهم المرتبطين معها بعقود نجد أن مثل هذه الحالات السلبية تتكرر في كل موسم !

ففي الوقت الذي يستوجب على اللاعب فيه أن يكون ملما بالأنظمة واللوائح الداخلية للاتحادات الرياضية وبمقومات الاحتراف، فإن من واجب الأندية أن تنتهج السلوك المثالي في أسلوب مفاوضاتها مع اللاعبين عن طريق أنديتهم حفاظا على اللحمة والعلاقة بين الأندية بعضها البعض وحفاظا على سمعة ومكانة اللاعبين الذين كثيرا ما ينصاعون وراء الإغراءات المادية متناسين كل الخطوات القانونية واللوائح الداخلية التي من شأنها أن تفسد عليهم كل تلك الإغراءات بل وقد تفسد عليهم حتى مستقبلهم الرياضي !

دعونا نتعامل تعاملا حضاريا مع كل الأنظمة والقوانين ونحترم بعضنا بعضا تجنبا للوقوع في أخطاء وسلوكات تتنافى مع قيم الرياضة وأهدافها حتى نخرج من دائرة اللاوعي ...