مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي المدني.

قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء: "مولد مالك على الأصح في سنة ثلاث وتسعين عام موت أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونشأ في صون ورفاهية وتجمل".

ووصفه مطرف بن عبد الله، فقال: "كان مالك بن أنس طويلا، عظيم الهامة، أصلع، أبيض الرأس واللحية، شديد البياض إلى الشقرة." .

وقال عبد الرحمن بن مهدي: "ما رأيت أهيب من مالك بن أنس، ولا أتم عقلا ولا أشد تقوى".

قال الذهبي: وطلب مالك العلم وهو ابن بضع عشرة سنة، وتأهل للفتيا وجلس للإفادة وله إحدى وعشرون سنة، وحدث عنه جماعة وهو حي شاب طري، وقصده طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور وما بعد ذلك، وازدحموا عليه في خلافة الرشيد، إلى أن مات".

وقال ابن أبي أويس"كان مالك إذا أراد أن يحدث توضأ وجلس على صدر فراشه وسرح لحيته وتمكن في الجلوس بوقار، وهيبة، ثم حدث . فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن أعظم حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أحدث به إلا على طهارة متمكنا". ومن أشهر مؤلفاته الموطأ، الذي قال عنه لما حج أبو جعفرٍ المنصور، دعاني، فدخلت عليه فحادثته، وسألني فأجبته، فقال: إني عزمتُ أن آمر بكتبك هذه التي قد وضعت، يعني الموطأ، فتُنسَخ نسخا، ثم أبعث إلى كل مصرٍ من أمصار المسلمين منها نسخةً، وآمرهم أن يعملوا بما فيها ولا يتعدوها إلى غيرها، ويدَعوا ما سوى ذلك من هذا العلم المحدث؛ فإني رأيت أصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، لا تفعل هذا؛ فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل، وسمعوا أحاديث، وروَوْا رواياتٍ، وأخذ كل قومٍ بما سبق إليهم، وعمِلوا به ودانوا به من اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وإنَّ ردَّهم عما اعتقدوه شديد، فدَعِ الناس وما هم عليه، وما اختار أهل كل بلدٍ لأنفسهم، فقال: لَعَمْري، لو طاوعتني على ذلك، لأمرتُ به.

توفي الإمام مالك رحمه الله في 179هـ. في خلافة هارون الرشيد، ودفن بالبقيع