علينا أن نعود أنفسنا بأن تكون لنا بصمة، فقطار العمر حتماً سيمضي، جميل أن يمضي بنا ونحن نرى من نوافذه جل بصماتنا، العمل التطوعي

مقياس لمدى تطور ونماء المجتمعات، فيه تتوجه قوى الإنسان نحو الخير والبناء وهو ما حثنا عليه ديننا الحنيف..بهذه الكلمات المعبرة دشن سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى الرئيس الفخري للاتحاد

البحريني لرياضة ذوي العزيمة، مبادرة "ديرتك أولى".



وتعد تلك المبادرة واحدة من مبادرات سموه الداعمة للشباب والمجتمع البحريني في المجال العلمي والإنساني والتي تنظمها مدرسة عبدالرحمن كانو الدولية بالشراكة مع المكتب الإعلامي لسموه.

ويقترن اسم سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة بالعديد من المبادرات والإنجازات في مختلف المجالات، ويعتبر من النماذج الملهمة للكثير من

الشباب البحريني والخليجي والعربي بفضل ما يملكه من مقومات شخصية وإنسانية يشهد بها الجميع.

سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، خص صحيفة "الوطن" بهذا الحوار، حيث يتحدث فيه سموه عن هذه المبادرة، كما نقدم لسموه الشكر وعظيم الامتنان على تكرم سموه بمنح الصحيفة الشرف بحوار سموه.

"الوطن": عودنا سموكم على تدشين مبادرات نوعية وذات الطابع الخاص، هذا الأمر تجسد في مبادرة ديرتك أولى ماهي هواجس هذه المبادرة؟

إن تدشيننا لمبادرة ديرتك أولى، تأتي في المقام الأول تنفيذاً لتوجيهات سيدي الوالد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل

البلاد المفدى، لمواصلة الجهود الرامية لتعزيز العمل الوطني، وتعزيز المفاهيم والقيم الإنسانية والمجتمعية وقد ركزنا في هذه المبادرة على استثمار الطاقات الطلابية، لأننا نؤمن أنهم ثروة هذا الوطن، من أجل تحقيق الأهداف التي رسمناها، والتي تعزز لديهم حب العمل والإبداع لخدمة بناء وتنمية المجتمع لاسيما من الجانب الإنساني.

ونسعى من خلال هذه المبادرة أن يكون الطلبة شريكاً أساسياً في عملية بناء وتعمير المجتمع لاسيما من الناحية الإنسانية، الأمر الذي يترجم مساعي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء عبر تحفيزهم للعمل التطوعي.

"الوطن": مما لاشك فيه، هناك أهداف يسعى سموه لتحقيقها من خلال هذه المبادرة..فما هي؟

- بالطبع، فقد رسمنا أهدافاً لهذه المبادرة، ترتكز على تحفيز الشباب على المشاركة الحقيقية في المجتمع، وتكوين أجيال لديها روح العطاء والمبادرة، تعزيز ثقافة العمل التطوعي في نفوس الشباب، وزرع قيّم وروح الوطنية والولاء لدى الشباب ، والسعي لتسخير الجهود لمساعدة الآخرين، الأمر

الذي سيسهم في تنمية قدرات الشباب في مجال البناء وتنمية وتعزيز مفهوم العمل الإنساني لدى الشباب.

"الوطن": أثناء تصفحنا للمطوية التي تم توزيعها في حفل تدشين المبادرة، شدتنا رؤية "ديرتك أولى".. قيّم، بناء، تعمير، كيف ترجم سموه هذه الكلمات بهذه المبادرة؟

عبر ترسيخ قيم الترابط والتكاتف والوطنية، كواحدة من الركائز الأساسية التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال تعزيز ثقافة العمل

التطوعي في نفوس الشباب ودفعهم للمضي قدماً نحو بناء وتعمير المجتمع، لا حضارة تُبنى دون قيم تٌعمر في النفوس، قبل أن تبدأ بتعمير الوطن.

"الوطن": هذه المبادرة كشفت للعيان عن مدى قدرة الطالب البحريني على المشاركة في العملية التنموية، كيف يفسر سموكم هذه المشاركة؟

الطالب البحريني مبدع ، متفتح، يملك دافع التطوير والتغيير، فمن خلال هذه المبادرة ومثلها في المشاريع التنموية، نستطيع أن نحرك تلك الطاقات

والقدرات وتوجيهها لتكون قادرة على العطاء والمشاركة الحقيقية في تطوير مجالات الحياة المختلفة.

"الوطن": كيف يسهم العمل التطوعي في تحقيق التنمية الشاملة؟

إن العمل التطوعي مفهوم مجتمعي نبيل يحث دائما على العطاء والبذل لخلق روح إنسانية تعاونية بين أفراد المجتمع الواحد. وبكل تأكيد أن العمل التطوعي هو جزء رئيسي في جميع المجتمعات، التي تبحث دائماً عن استمرارية العمل في التطوير والنماء لتنعم بحياة أفضل.

"الوطن": لمسنا أثناء جولة سموكم بمعرض مدرسة عبدالرحمن كانو الدولية، أعجابكم بما حواه، ماهي الجوانب التي أثمرت عن هذا الإعجاب؟

أعجبنا كثيراً، ما حملته الصور من معاني إنسانية، جسدتها جهود طلبة وطالبات المدرسة، والذين عكسوا من خلالها شخصية الشباب البحريني

المحب دائماً لعمل الخير، وكل ذلك يصب في مصلحة إبراز الصورة الحقيقية لمملكة البحرين ودورها الريادي لخلق جسور من التعارف

والتعاون مع شعوب ومجتمعات مختلف دول العالم.

وعندما نشاهد الطالب وصل إلى هذا المستوى من المسؤولية تجاه مجتمعه ، حتماً لهو شرف يؤكد أن المملكة بشبابها تسير وفق الطريق الصحيح.

"الوطن": علينا أن نعود أنفسنا بأن تكون لنا بصمة، فقطار العمر حتماً سيمضي.. جميل أن يمضي بنا ونحن نرى من نوافذه جل بصماتنا، حبذا لو يفسر سموكم هذه المقولة من الواقع؟

جميعنا يملك القدرة على صناعة أثر جميل في حياته، فحري بنا أن نستثمر كل أوقاتنا وطاقاتنا، لنكون قادرين على ترك آثار إيجابية وواضحة المعالم

بالمجتمع. فعندما تكون فرداً مؤثراً تساهم في بناء وطنك، وسيعلق ذلك في الأذهان وستكون مصدر فخر واعتزاز لنفسك قبل الجميع.

"الوطن": بعد تدشين سموكم لشعار مبادرة "ديرتك أولى" حرصتم على تكريم المتميزين في الأعمال الخيرية، ماهي الرسالة التي يود سموه إيصالها

للطلبة من خلال هذا التكريم؟

إن تكريمنا لهؤلاء المتميزين هو تقدير لعطائهم الخيّر، فما بذلوه من جهود كبيرة، سطروا من خلالها أروّع الأمثلة للنماذج المجتمعية الحقيقية التي تبحث دائماً عن التميز والتفرد، من خلال عطائها وجهودها لخدمة الإنسان والمجتمع.

"الوطن": بعد فترة وجيزة استقبلت محافظة المحرق باكورة أعمال "ديرتك أولى"، والبدء بترميم واحد من البيوت الآيلة للسقوط، حدثنا عن هذا الإنجاز؟

تابعنا انطلاق أعمال مبادرة ديرتك أولى من بوابة محافظة المحرق، التي احتضنت طلبة مدرسة عبدالرحمن كانو الدولية، في أول عملية ترميم

لإحدى البيوت الآيلة للسقوط بالمحافظة.

وما أدخل البهجة والسرور في قلبنا، هو حماس الطلبة الذين حرصوا منذ الصباح الباكر على تنفيذ خطة العمل، رغم أن ذلك اليوم يصادف يوم عطلة رسمية، ولكن ذلك لم يمنعهم في المضي والمشاركة نحو تحقيق هدفهم المنشود الذي يكتسيه الشعور حب الخير ومساعدة الآخرين، كل ما في المسألة أن الديرة أولى، نفخر بكونهم طلاباً وهذه هي أعمالهم، تستاهل هالدار العزيزة.

"الوطن": رأينا دور المدرسة في غرس ثقافة العمل التطوعي بنفوس الطلبة، وهناك دور أساسي للآباء تجاه أبنائهم نحو تعزيز هذه الثقافة، كيف ينمي سموكم هذه السمة الحميدة في شخصية أنجالكم الكرام؟

الأبناء على الفطرة تتطبع شخصياتهم بما يشاهدونه من آبائهم، هنا تستوقفني مشاهد لازلت أذكرها حينما كنت صغيراً، تختزلها مواقف لطالما عرفت بالسخاء والعطاء، لسيدي الوالد حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، نعم فمن الوالد تعلمنا ماذا يعني الفعل الجزيل، نحن نسير على نهجه وخطاه مع أبنائنا، نسبق الفعل قبل القول، فالأفعال هي التي ترسخ في الذاكرة وتسندها أقوالها.

"الوطن": في السنوات الأربع الأخيرة شهدت مبادرات سموكم تنوعاً ملحوظاً..هذا التنوع نواته الأساسية هي الدعم، ولكن هل فكرته جاءت نتيجة ميول في نفس سموكم؟

حقيقة هذا السؤال ذو عدة أوجه وعدة مشاعر، أنا أعشق الرياضة منذ طفولتي والمبادرات الرياضية تبرز هذا العشق، في الواقع في كل تحدٍ أخوضه في رياضة ما، هو تحدٍ مع نفسي قبل أن يكون مع المنافسين، وهذا بكل تأكيد ميول، أما مبادراتنا الرياضية فأنا أعتبرها نافذة أرى منها التحدي والمنافسة ، نعم أهوى خوض المنافسات وفي نفس الوقت يشدني متابعتها، خصوصاً أخواننا من ذوي العزيمة فمنهم نستمد من عزائمهم

الكثير ليس فقط في الرياضة بل في شتى أمور الحياة.

هذا مثال للمبادرات الرياضية وللتوضيح أكثر نستشهد بجائزة المسرح التي تعتبر إحدى المبادرات الثقافية، خلقنا فيها جواً خاصة من التحدي، وكما ذكرت سابقاً أني أمجد التنافس في كل المجالات، إذا لم تشاهدني كمنافس من المؤكد ستراني من متابعي هذه المنافسة .

"الوطن": هذه الإجابة نستطيع تسميتها بالسهل الممتنع، جرتنا إلى سؤال لم يكن بالحسبان، هل سنشاهد مدارس تتنافس من بوابة ديرتك أولى؟

لا أخفي عليكم أن هذه الفكرة في طور الدراسة والاهتمام، لكن أود التنويه إلى أمر ما، كل المبادرات السابقة عدا "ديرتك أولى" فيها أجواء تنافسية

شملت مجالات عدة، رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أوصى بأن يجب على المؤمن أن يكون قوياً بإيمانه وعلمه بالإضافة إلى جسده، إن كانت

هذه المنافسات تمثل جزءاً من نصيبنا في الدنيا.

هناك جانب لايمكن أن نغفل عنه وهو حقيقة وجودنا في هذه الدنيا ، نحن خلقنا من أجل نعمل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة في مبادرة ديرتك أولى تنافس في عمل الخير للناس ، وفي هذا العمل الخيري أجر عظيم ومغفرة قال الله تعالى:"خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ"..تنافس في معرفة الله، وتنافس في الآخرة، وفي مساعدة المحتاج والدعوة إلى الله، في هذا التنافس جوائز أعدَّها الله للمؤمنين.

"الوطن" كلمة أخيرة يود سموه أن يختم بها هذا الحوار؟

شكراً لكم في الحقيقة كان لقاء ممتعاً، أقدر لكم جهودكم التي تبذلونها في تغطية مبادراتنا، أقتنص الفرصة هنا وأسجل إعجابي بتغطيتكم المتميزة.